فيروز… غنت أولاً لعبد الوهاب وفريد الأطرش.. لكن أغنية “عتاب” هي التي أطلقتها

1٬130

ارشيف واعداد عامر بدر حسون /

أبصرت النور في الدببة قرب الدامور عام 1934. ومنذ صغرها أظهرت ميلاً للغناء والموسيقى، فالتحقت بالمعهد الموسيقي حيث درست أصول الغناء.
ولفت صوتها أنظار أستاذتها وزميلاتها في المدرسة، فقدمتها الإدارة في الإذاعة اللبنانية مع فرقة فليفل للأناشيد المدرسية والقومية.
في شباط 1950 سمعها في الإذاعة الملحن حليم الرومي، وكان آنذاك من كبار موظفي القسم الموسيقي، وطلب إليها أن تنشد له ما تعرفه من أغان، فاسمعته “يا ديرتي مالك علينا لوم” لأسمهان، ثم “يا زهرة في خيالي” لفريد الأطرش.
بعد ستة أشهر دراسة على يد حليم الرومي، أنشدت نهاد حداد، وهو الاسم الأصلي لفيروز، في الإذاعة أولى أغانيها “تركت وطاوعت حبك”، ثم “في جو سحر وجمال” وكلتاهما من ألحان حليم الرومي، وكان ذلك في أيار 1950.
في نفس السنة تعرفت الى عاصي الرحباني، وبعد أن أنشدت لملحنين عديدين مثل: سليم الحلو، نقولا المني، خالد أبو النصر، أنشدت لعاصي عدة ألحان، ثم أطلق عليها حليم الرومي اسمها الفني “فيروز”.
سجلت أول اسطوانة عام 1952 وعليها “يا حمام يا مروح بلدك”، “أحبك مهما اشوف منك”.
أول اغنية سجلتها على أسطوانة لعاصي الرحباني “بلمح الحب بعيونو”، ولم تظهر للسوق لأن الشركة كانت قد أقفلت قسم التسجيلات العربية.
انطلق صوت فيروز بعد ذلك من نجاح الى نجاح، عندما استمع العالم العربي من أقصاه الى أقصاه من إذاعة دمشق أغنية “عتاب”. وأصبح صوت فيروز بعد ذلك من الأصوات النادرة التي تحتل الإذاعات العربية، وأغانيها التي أبدع عاصي ومنصور رحباني في صياغتها وتلحينها.
لقد وضع عاصي ومنصور عصارة فنهما وموهبتهما في خدمة صوتها، وبذلك التقت المواهب النادرة وخلقت ظاهرة غير اعتيادية في الشرق العربي.