كورونا في إقليم كردستان.. بين المخاوف والمعالجات

978

#خليك_بالبيت

ضحى مجيد /

لم يكن يتصوّر أشد المتشائمين أن يأتي يومٌ على بلدان العالم ليشاهد مدنها تخلو من السكّان، في العراق وكسائر بلدان المعمورة يطارد فيروس كورونا أو كوفيد ١٩ البشر في الطرقات، محافظة أربيل شهدت إصابة عشرات المواطنين بالفيروس، وكذلك سجّلتْ محافظتا السليمانية ودهوك شأنها شأن سائر المحافظات العراقية إصابات عديدة. السلطات المحلية في الإقليم لجأت إلى فرض حظر التجوال في محاولة منها لتحجيم الوباء وحصر الإصابات، القرار ذاته اتَّخذته الحكومة الاتحادية مسبقاً، وجرى تمديد حظر التجوال أكثر من مرّة في محافظات الإقليم، ونتيجة لازدياد أعداد الإصابات أعربت وزارة الصحّة في إقليم كردستان عن قلقها من وجود مصابين ملامسين ما زالوا يتجولون ويلتقون بأشخاص آخرين، محذّرةً من خطورة الوباء وسرعة تفشيه، داعيةً المواطنين إلى التزام مساكنهم وعدم الخروج منها لتفادي خطر الكارثة، وعدم التّسبب في خروجها عن السيطرة، حظر التجوال في بداية الأمر فرض على المركبات، ثم فرض على الراجلة أيضاً مع السماح للأشخاص في ساعات الصباح بالتّبضع لسد احتياجات عائلاتهم، لكن الأمر اقتصر داخل المناطق بينما عمد رجال الامن إلى فرض حظر شامل باستثناء المخولين، ومنهم الاطباء والشرطة فضلاً عن الصحفيين وموظفي المصارف.
معلومات رسمية وتقارير صحفية تحدّثت عن لجوء وزارة الصحة إلى فرض حجر على بعض المناطق نتيجة إصابات سُجِّلتْ فيها ومن هذه المناطق، سيبيران وناحية خليفان بمحافظة أربيل، فضلا عن قضاء دربنديخان بمحافظة السليمانية، إضافة إلى قرية قدش القريبة من منطقة العمادية بمحافظة دهوك.
المتحدّث باسم حكومة إقليم كردستان جويتار عادل، أكد أن الإجراءات الوقائية لمواجهة كورونا مستمرة، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود آثار اقتصادية نتيجة هذا الوباء، موضحا أنّ فيروس كورونا لا يمثّل تهديدا على طرف سياسي بل يمثّل تهديدا للجميع.
وفي محاولة لحصر المصابين أُفْتُتِح مركز لإجراء الفحوصات المختبرية، ولا توجد أرقام وإحصائيات واضحة ودقيقة حتى الآن عن معدل الإصابات اليومي، لكن الثابت حتى اللحظة تسجيل إصابات بأرقام متفاوتة يوميا في محافظات الإقليم، كما سُجِّلت العديد من حالات الشفاء، فضلاً عن تسجيل حالات وفاة أيضا، وفي خطوة لفسح المجال أمام العائلات العالقة بين محافظات الإقليم نتيجة حظر التجوال، سُمح بعودة العائلات إلى مناطقها في غضون اثنتين وسبعين ساعة، الحكومة في الإقليم أكدت أن اهتمامها ينصبّ على مواجهة كورونا وتأمين الغذاء للمواطنين، ويبقى اللافت أن أغلب المحال التجارية مغلقة باستثناء محال المواد الغذائية والمخابز وفق شروط وضعتها الجهات المعنية، ولا تتوفر أي معلومات واضحة حتى الآن عن قدرة السوق على سد احتياجات المواطنين من المواد الغذائية في حال استمرار تفشي وباء كورونا لفترة أطول، هذه الأزمة أثرت بشكل سلبي في أصحاب الدخل المحدود والاجر اليومي وسط دعوات شعبية للسلطات في الإقليم لسد احتياجات المحتاجين وأصحاب الدخل المحدود، اقتصاديا تأثرت سلبيا أغلب الاعمال بل توقفت تماماً، وشُلّت الحركة التجارية ما أوجد جيشا من العاطلين عن العمل لا سيما ممن يعملون لدى مؤسّسات أهلية والأجراء اليوميين، اذ لجأت الشركات والمؤسّسات الأهلية إلى إعطاء إجازات بلا مرتبات لموظفيها وسرّحت البعض منهم لتوقف الاعمال.
ولاء جعفر ياسين، تعمل موظفة في إحدى شركات الطيران وجدت نفسها بلا عمل ولا مرتب ولا حقوق بعدما سرحت الشركة التي تعمل فيها عددا من الموظفين، وأكدت ولاء أنّ شركات الطيران تكبّدت أيضا خسائر كبيرة، إذ توقف عملها تماما، الأمر لم يقتصر على شركات الطيرات، فالشركات الاخرى ومنها التحويل المالي تأثرت هي الاخرى.
ياسر فارس يعمل موظفا في إحدى شركات التحويل المالي فقد مرتبه هو الآخر نتيجة ظروف الحظر هذه، مشيرا إلى أن شركات التحويل المالي او الصيرفة تكبّدت هي الاخرى خسائر مالية، وعلى الرغم من فقدان الكثير من الموظفين أعمالهم الا أنهم يؤكدون أنّ الإجراءات المتخذة من حظر للتجوال فضلا عن حملات التعقيم هي إجراءات لوقايتهم وأسرهم من الوباء وسط أمنيات شعبية بالقضاء على الوباء وانتهاء هذه الازمة في وقت قريب.

النسخة الألكترونية من العدد 357

“أون لآين -2-”