لوحات فنية زاهية تروي تاريخ العراق

767

الشبكة/

(تكلم حتى أراك) عبارة تنسب الى الفيلسوف سقراط. إذن لا بد أن يتكلم العراقيون والهدف مصلحة الوطن أولاً. فهذا الوطن له حق الولاء والانتماء والحفاظ على مقدراته بكل ما أوتينا من سبل،. ولابد أن تترجم الأقوال الى أفعال, شباب وشيبة وأطفال هم وقود العمل التطوعي اليوم يحملون في قلوبهم حب العراق، حوّلوا أقوالهم الى أفعال من أقصى العراق الى أقصاه,حملات تطوعية, مواطنون مسلمون يرمّمون كنائس المسيحيين في نينوى..مئات الشباب الموصليين يزورون مقابر شهداء معارك الموصل في النجف فيذهب السيد مقتدى الصدر لاستقبالهم بنفسه، شباب مدينة الصدر يرممون مدارس المدينة وعشرات إن لم يكن مئات من المواطنين يؤدون خدمات لاتثمن لخدمة ناسهم وأهلهم من دون انتظار لأي مقابل، هؤلاء هم العراقيون، فلنكن مثلهم.

حملات تطوعية

في بيئة تكاد لاتتوفر فيها أبسط مسلتزمات الدراسة, أطفال يجلسون على مصاطب متهالكة وسقوف تخلو من مروحة هواء وشبابيك غادرها الزجاج ليحل هواء البرد القارس ضيفاً دائماً على أجساد غرّى, مشافٍ ودور رعاية تفتقر لأبسط مكوّنات الرعاية الاجتماعية والصحية. كل هذه الأمور دفعت شباباً تطوعوا لإصلاح حال تلك المدارس والمشافي وتجهيزها بكل ما يلزم, منظمات غير حكومية وشباب، التبرع وما يجود به الآخرون هو ميزانيتهم للعمل, في بغداد وأحيائها وجميع المحافظات تجد هناك فرق عمل وضعت العراق نصب إعينها وهبّت لإصلاح مايمكن إصلاحه وبجهود ذاتية.

لخدمتكم

مشروع خدمي مجاني أطلقه السيد مقتدى الصدر لتأهيل المؤسسات التربوية والصحية. لاقت هذه الدعوة تفاعلاً كبيراً واستجابة من قبل الفقراء وأبناء الطبقات المحرومة، وكان الاختيار لقطاعي التربية والصحة لأنهما أساسيان يتعلقان ببناء الإنسان ورعايته. وعندما نرتقى بالجانب التربوي والصحي نستطيع أن نبني مجتمعاً واعياً سليماً من الأمراض الفكرية والجسدية يفضي الى بناء الوطن على أسس صحيحة. لم يقتصر الأمر على بغداد فقط إنما شمل جميع محافظات العراق, حملة حملت في طياتها شعار «وطن يبني وطن» شعار ثورة عمل تطوعية تشهدها محافظات الفرات الأوسط والجنوب, تم الانتهاء من تأهيل الكثير من المدارس والمشافي ودور العجزة وكبار السن, واشترك فيها العاطلون عن العمل من الطبقة الفقيرة ضمت نساء ورجالاً شباباً وكباراً في السن وحتى من ذوي الاحتياجات الخاصة .

لكم في الموصل مثل ما لنا

في منطقة كانت تملؤها داعش بإرهابها وظلاميتها استطاع السكان إعادة بناء كنيستهم بمساعدةٍ من جيرانهم المسلمين .لقد شعر السكان بالرعب بعد أن ادعت تقارير أن المسيحيين مازالوا يتعرضون لسوء المعاملة، لذلك أراد المتطوعون المساعدة في إعادة بناء الكنيسة ليظهروا أن العراق يرحب بكل أبنائه من المسيحيين والمسلمين. وقالوا إن رسالتهم هي (إن لكم في الموصل مثل ما لنا) وإن اختلافاتنا هي مصدرٌ لقوتنا.
منطقة العربي في الموصل كانت من المناطق التي احتلتها داعش وفيها يقع دير مار جورج، وقد تعرضت الكنيسة الكلدانية، وهي كنيسة عراقية تخضع للسلطة البابوية في روما، إلى التخريب أيضاً على يد الإرهابيين. تركتها داعش مدمرةً بعد هزيمتها الساحقة في الموصل. هرع الجيران المسلمون إلى الكنيسة لترميم قاعاتها وإصلاح الغرف المقدسة فيها. لقد أرادت مجموعة المتطوعين من كل الأديان أن ترسل رسالة تقول فيها “نحن متحدون معاً.” وبدأت جهود إعادة بناء الكنيسة وقرر المسلمون أن يأخذوا المبادرة ويعملوا على تحسين العلاقات داخل مجتمعهم.

شباب الرافدين

في إحدى مباريات كرة القدم، وبعد انتهاء المباراة، شاهد الشباب حجم ماخلّفه المتفرجون بعد تكسير مقاعد الملعب بسبب خسارة فريقهم, من هنا انطلقت فكرة العمل التطوعي فكانت البذرة الأولى لتثمر فيما بعد عن منظمة تطوعية أخذت على عاتقها تنظيف الشوارع وترميم المدارس ودور المسنّين فضلاً عن حملات إغاثة النازحين والمحتاجين.
الإصلاح ومدّ يد العون وتذليل المصاعب، أهداف حددتها مجموعة الشباب العراقي الذين قرروا تأسيس ما يعرف باسم «نهضة شباب الرافدين.» انطلقت المنظمة برغم غياب كل أشكال الدعم الحكومي لها، واعتمد أعضاؤها على ستراتيجية جمع التبرعات، بدأوا بأنفسهم، ذويهم، جيرانهم ومعارفهم، فصاروا كلما جمعوا مبلغاً خصصوه بالكامل لأحد مشاريعهم التي توزعت بين إغاثة نازحي المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش، ودور المسنين، المشافي الحكومية، رياض ومدارس الأطفال وغيرها الكثير من الأمثلة في العراق.

بصمة أمل

لوحات فنية زاهية تروي تاريخ العراق وتصور جوانب من طبيعته بعد أن تحولت بغداد في فترة ما الى مدينة الجدران الإسمنتية, من كلية الفنون الجميلة التي تخرّج منها شباب يؤمن بالأمل وزراعة الحياة انبثقت فكرة رسم وتلوين وتزيين شوارع بغداد فكان النشاط الأول في تلوين ورسم جدران الجامعة التي كانوا يدرسون فيها، ونظراً لنجاح الفكرة في جامعتهم دفعهم ذلك الى تأسيس فريق تطوعي والتوسع في نشر تجربتهم ونشاطاتهم لتشمل مختلف الأحياء في العاصمة بغداد. نشاطاتهم وعملهم يستهدفان الأماكن المتضررة والفقيرة والتي فقدت الأمل والنظرة الإيجابية ويتم الرسم والتلوين على الأرصفة والجدران الكونكريتية التي شوّهت ملامح العاصمة بغداد لنقل صورة إيجابية للمجتمع والعالم.