ليلى مراد.. تروي قصة الاشاعة الكاذبة

957

ارشيف واعداد عامر بدر حسون/

وقلت لها ملاطفة.. “مالك يا حبيبتي”؟ فأخذ صدرها يعلو ويهبط وهي تتطلع الى في فزع لا يوصف.. وقالت في كلمات متقطعة: “إنتي عايشة.. والا.. والاده عفريتك”؟ وقلت لها وأنا “اسايرها على عقلها”: – إيه الحكاية؟ مش تفهميني؟ انتي تعرفيني؟ وكأنما اطمأنت قليلاً، فسرى عنها وقالت: – بقى بذمتك إنتي لسه عايشة؟ يعني لا اتصدمتي.. ولا اتوفيتي؟ ولا طلع له عفريت – بذمتي ما حصل..!

ولم تطمئن الا بعد ان مضت تتحسس جسمي بيدها.. ومن ثم روت لي اشاعة حادث اصطدامي ووفاتي..

جرى كل ده.. أمام موظفي المحل الذين وقفوا يتفرجون على سيدتين تتكلمان بلغة لا يفهمونها..

وتبدو منهما حركات تدل على الخبل.. ولا شك أنهم حمدوا ربما لما شافونا خارجين من المحل..

ومين عارف؟ يمكن لو كنا طولنا شوية كانوا ودونا مستشفى المجاذيب!

وبعد ذلك بدأت البرقيات تنهال علينا من مصر.. يريد اصحابها الاطمئنان على انني لا أزال على قيد الحياة!..

* وما قصة اشاعة تبرعك لاسرائيل وزيارتك لها؟

وهنا هزت رأسها وقالت في ألم:

– يمكن لو قلت لك ما تصدقش.. أنا أول ما سمعت الاشاعة دي ضحكت.. ضحكت اعتقاداً مني أنها “نكتة” جديرة بالضحك حقاً لما تنطوي عليه من مفارقة.. ان تبرعي لاسرائيل بمبلغ 50 ألف جنيه.. معناه أني تبرعت بتحويش العمر كله و شقاء العمر كله.. وتعب وعرق ودموع العمر كله.. لدولة لا أعرفها ولا تعرفني.. ولا أعرف لغتها.. ولا أدين بدينها.. ولا أتجنس بجنسيتها ولو كنت مجنونة لا أملك ذرة من العقل لما ضحيت بفلوسي كلها في تبرع لا معنى له ولا يعقله احد!

“هذا من جهة” ومن جهة أخرى فان زيارتي المزعومة لاسرائيل خفية، معناها أني “جاسوسة” وإني أرتكب جريمة “الخيانة العظمى ضد وطني مصر” وأتفه الناس عقلاً وإدراكاً يعرف ان الخيانة العظمى عقوبتها الاعدام “على الاقل” والذين يعرفون ليلى مراد يعرفون انني اخاف من “خيالي”.. ده أنا مرة شفت صرصار في “الاستوديو” قمت جريت في الشارع وأنا بالماكياج وبملابس التمثيل.. فما الذين يجعلني أجازف بحياتي وأقوم بمغامرة جنونية زي دي؟ إيه السبب؟ إيه الداعي؟.. دي حاجة لا يصدقها عاقل ولا حتى مجنون!

لذلك لم أهتم بهذه الاشاعة، ايماناً مني بأنها ستكذب نفسها بنفسها، كما لم أهتم باشاعة اصابتي “وصدمتي”..

وتشييع جنازي..!

* وماذا حدث بعد ذلك؟

– حدث اني تلقيت من مصر.. ان الحكومة السورية قد منعت عرض افلامي وصادرت كل أغاني.. وأن موزعي الافلام قد ردوا كل الافلام التي تظهر فيها ليلى مراد..

“دهشت وأيقنت ان الحكومة السورية خذت الحكاية جد.. وعزمت على السفر الى سوريا في الحال لأقدم نفسي الى الحكومة السورية وأطالبها باجراء التحقيق معي.. حتى تتضح براءتي.. أما اذا ثبت اتهامي فلها ان تفعل بي ما تشاء.. ان شالله توديني جهنم حتى..!

* وبعدين..؟

– بعدين ياخويا.. لقيت الاشاعة راجت في مصر.. قلت لأ.. الأفضل ان ارجع بلدي أولاً.. وأضع نفسي رهن اشارة الحكومة المصرية عشان تحقق معايا.. وتثبت براءتي من التهمة المهينة دي.. خصوصاً ومصر الآن في عهد جديد ما فيهش مجاملات ولا خواطر.. ولا تساهل في مسائل التجسس والخيانة.. وحمدت ربنا اللي الاشاعة دي حصلت واحنا في عهد حكومة “محمد نجيب” لأنها لو حصلت قبل كده.. في عهد الفساد.. كانوا قالوا أني اشتريت براءتي بالفلوس والرشوة!

“والحمد لله اللي ثبتت براءتي ثبوتاً تاماً.. كما ثبت أن هذه الاشاعة مكذوبة من أساسها ولا صحة لها على الاطلاق..
وقد ثبت ذلك بعد التحريات الدقيقة والتحقيقات الواسعة النطاق التي قام بها قلم المخابرات السرية.. وهكذا.. ظهر الحق وزهق الباطل.. ان الباطل كان زهوقاً”..

* وأخيراً

فأنا واثقة تمام الثقة من عدالة العقيد الشيشيكلي ونزاهة حكومته.. ولاشك انه سيعمل على انصافي ورد الحق الى نصابه.. انها لا يمكن ان يرضى عن ظلم فنانة مصرية بريئة.. روجت ضدها اشاعات مغرضة حقيرة بقصد القضاء على مكانتها الفنية وسمعتها الادبية..