متلازمة القولون العصبي
#خليك_بالبيت
هبة الزيدي /
متلازمة القولون العصبي هي أحد الأمراض السائدة التي تصيب الجهاز الهضمي، في كثير من الأحيان تكون مصاحبة للاضطرابات النفسية مثل الكآبة والقلق لكن معظم الدراسات تقول إنّها ليست عاملاً مسبِّباً لها وإنما مصاحبة لها فقط.
طبيبة هذا العدد من “مجلة الشبكة العراقية” الدكتورة شيماء الكمالي / اختصاص طب الأسرة والصحة العامة، لتوضح لنا مسبّبات القولون وكيفية علاجه والوقاية منه.
أسباب المرض
أظهرت الدراسات وجود تغيير في الاتصال العصبي والهرموني الذي يربط بين الدماغ والجهاز العصبي والجهاز الهضمي، أسباب التغيير قد تكون وراثية أو بيئية أو نفسية، وأبرز أسباب الإصابة:
• اضطراب في الحركة المعوية: إذ تظهر على المصاب مجموعة متنوعة من الاضطرابات الحركية في القولون والامعاء الدقيقة، مثل الاسهال او الإمساك.
• زيادة في الشعور بالألم الصادر عن جدار القولون، مع شعور بالضغط منخفض نسبيا قد لا يسبّب لدى الغالبية العظمى من الناس الشعور بالألم.
• امتلاء المستقيم: أو أجزاء أخرى من القولون بكميات صغيرة نسبيا من البراز، مما يشكّل ضغط غاز منخفض نسبيا قد يسبّب ألم البطن والحاجة للتغوط بشكل متكرّر.
• الأسباب النفسية الاجتماعية: أكثر من نصف مرضى القولون العصبي يعانون بالأصل من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، هذه المشاكل قد تؤثر في تحفيز شعور المريض بالألم.
أعراضه
• آلام مزمنة في البطن
• إسهال مزمن
• إمساك مزمن
• إسهال وإمساك بالتناوب
• زيادة الغازات
• الانتفاخ في البطن
تشخيص المرض
في العادة لا نحتاج إلى فحوصات مختبرية أو شعاعية لتشخيص المرض، نعتمد فيه على التاريخ المرضي فقط في حال وجود الأعراض المناسبة وانعدام دلائل مرضية أو علامات تحذيرية توجب المزيد من البحث والفحص، مثل الهبوط الحاد في الوزن، الحمى أو فقر الدم يمكن تأكيد تشخيص القولون العصبي بثقة تبلغ نسبتها 98%، قد يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي، في بعض الأحيان، أيضا من اضطرابات وظيفية في أجهزة الجسم الأخرى، مثل آلام المفاصل أو العضلات (الألم الليفي العضلي)، اضطرابات النوم ومتلازمة التعب المزمن، وقد اتضح في السنوات الأخيرة، أن نحو 17% من حالات القولون العصبي بدأت بعدوى بكتيرية حادة في الأمعاء، ولدى هؤلاء المرضى تصبح الاعراض مزمنة، إذ أظهرت فحوصات خاصة مثل الخزعة من الأمعاء، وجود عامل التهابي حاد.
أحيانا مرضى متلازمة الأمعاء يخضعون لعمليات جراحية، مثل استئصال الزائدة الدودية واستئصال الرحم أكثر من غيرهم ويتّضح أنّه في بعض تلك العمليات، على الأقل لم يتوفر أي دليل على وجود مرض ما، لكن تم إجراء العمليات الجراحية بسبب معاناة المرضى الحادة فقط، مما أثار الشكوك بوجود مرض آخر.
علاجه
معالجة الأمراض الوظيفية في الأمعاء هي مهمة مركّبة ومعقدة، ليست هنالك آلية واحدة مسبّبة لمتلازمة القولون العصبي، كذلك ليس ثمة دواء سحري واحد.
بشكل عام العلاج يشمل المحاور الرئيسة التالية:
-1 العلاج المنزلي للقولون العصبي.
القيام بتغييرات في النظام الغذائي أو العادات اليومية، ومن أهم هذه التغييرات:
* تجنّب الأطعمة التي تزيد من الإصابة سوءاً.
* التركيز على تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
* تناول الكثير من السوائل.
* ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
* الحصول على قسط كاف من النوم يوميا.
* محاولة تجنّب الأطعمة التي تسبّب الغازات مثل البقوليات.
*في بعض الأحيان قد يكون مفيدا تجنّب أطعمة الجلوتين.
استشارة أخصائي تغذية من شأنه أن يساعد على وضع برنامج غذائي مناسب وملائم.
-2 علاج القولون العصبي بالأدوية
في أحيان أخرى، من الممكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تهدف لعلاج أعراض القولون العصبي، ومن بينها:
* مكمّلات الألياف الغذائية.
* الأدوية الملينة.
* أدوية مضادّة ومعالجة للإسهال.
* مسكّنات الألم.
بالطبع يعتمد اختيار الطبيب للأدوية على الحالة الصحية والاعراض المرافقة للقولون العصبي.