
مرقد ميثم التمّار.. بوابة مدينة الكوفة العريقة
عامر جليل إبراهيم – تصوير: إعلام الأمانة العامة للمزارات الشيعية /
هو أحد أصحاب الإمام علي (ع) ومن قلائل أصحاب آل البيت الذين لم يتخلوا عنهم برغم كل ما مورس ضدهم من طغيان وتعذيب. دفن على مقربة من السور الغربي لمسجد الكوفة، بعد أن قتله عبيد الله بن زياد وقطّع يديه ورجليه ولسانه، لأنه لم يتبرأ من صحبة الإمام علي بن أبي طالب وأولاده، يقع مرقده الشريف غربي مسجد الكوفة على مسافة (500) متر منه، على الشارع العام (نجف ــ كوفة) تعلوه قّبة شامخة.
مجلة “الشبكة العراقية” تشرفت بزيارة المرقد الشريف، لتسليط الضوء على هذه البقعة الطاهرة ضمن سلسلة (السياحة في العراق)، لما له من أهمية على مستوى السياحة الدينية في العراق، والتقت السيد علاء آل يحيى الموسوي، الأمين الخاص للمزار.
ولادته ووفاته
يقول الموسوي: لا يوجد مصدر يؤكد تاريخ ولادته، لكن الروايات تذكر “عندما استشهد في 22 من ذي الحجة سنة 60هـ كان شيخاً كبيراً، وكانت وفاته قبل عشرة او عشرين يوماً من وصول ركب الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) الى كربلاء.”
يضيف الموسوي: بعد استشهاد أمير المؤمنين (ع)، ظل ميثم التمّار يعمل في الشرطة، وفي الأيام السابقة لمجيء الإمام الحسين (ع) الى كربلاء، وعند وصول عبيد الله بن زياد الى الكوفة وسيطرته على المدينة أخذ يزجّ أصحاب آل البيت في السجون ويقتل بعضاً منهم، وكان من ضمن الذين زجّهم في السجن هو ميثم التمّار.
تفاصيل المزار
عن تفاصيل المرقد حدثنا مسؤول الشعبة الهندسية لمزارات النجف الأشرف المهندس علي خضير جاسم الكعبي الذي رافقنا قائلاً: “كان بناء المرقد قديماً على مساحة إجمالية تبلغ (2,500) متر مربع للصحن، ومساحة الحرم الداخلي بحدود (350) متراً مربعاً، يحتوي قبة صغيرة تعلو وسط الحرم من دون منائر، وفي عام 2011 جرى شمول المزار ضمن مشاريع (النجف عاصمة الثقافة الإسلامية)، من قبل هيئة إعمار محافظة النجف الأشرف، إذ جرى بناء حرم المزار الشريف بمساحة إجمالية بلغت (1,100) متر مربع للحرم، مع الأروقة المحيطة به، تتوسطه قبة كبيرة بقطر (9) أمتار وارتفاع (11) متراً من سطح الحرم، و(20) متراً من مستوى أرضية الصحن الشريف، مغلفة بالكاشي الكربلائي. تحيط برقبة القبة كتائب قرآنية مع عمل منارتين بارتفاع (28) متراً مغلفتين بالكاشي الكربلائي المنقوش بالزخارف الاسلامية و(الجفقيم). أما فيما يخص أرضية الحرم فقد جرى إكساؤها بمرمر (الأونكس) الأخضر، والجدران مغلفة بنفس نوع المرمر بارتفاع (2) متر، يليها تغليف الجدران وسقف الحرم بمرايا (العينكار).”
يضيف الكعبي: “إن الحرم الشريف يتوسطه شباك الضريح بأبعاد (3 × 4) م بارتفاع (4) م، معمول من الفضة والذهب، ويحتوي على نقوش نباتية إسلامية، وزخرفة أعمدة الشباك بنقش سعف وجذع النخلة، التي تعود رمزيتها الى النخلة التي صلب عليها صاحب المزار الشريف”.
ويبين الكعبي “أن المرقد محاط بأروقة خارجية بمساحة إجمالية تقدر بـ (120) م2، حيث جرى تغليف أرضية الأروقة والأعمدة بالمرمر الأبيض (الثاسيوس) اليوناني، والجدران من الجفقيم، وأقواس إسلامية من الكاشي الكربلائي.
ويختم بالقول: يحتوي الحرم على ثلاث بوابات لدخول الزائرين معمولة من خشب الصاج البورمي، المنقوش بنقوش وزخارف إسلامية. ويجري حالياً إعداد (ماستر بلان) متكاملة من قبل (ديوان الوقف الشيعي / دائرة العتبات والمزارات الشيعية الشريفة) للمنطقة الواقعة بين مسجد الكوفة المعظم ومزار ميثم التمار(رض)، ومن ضمنها توسعة المزار الشريف (إنشاء الأواوين) في المرحلة المقبلة”.
نشاطات المرقد
وعن أهم النشاطات التي تقام في المرقد، يقول السيد علي محمد الأسدي، مسؤول إعلام المزار: “يعد مزار ميثم التمار أمانة خاصة، وهو أحد تشكيلات الأمانة العامة للمزارات الشيعية في العراق، فضلاً عن كونه محط رحال الملايين من الزائرين العرب والأجانب، وهو مصدر إشعاع فكري وثقافي ومركز لعلوم القرآن الكريم، الذي يعنى بشؤون القرآن.”
موضحاً أن شعبة الشؤون الفكرية والثقافية في المزار تعنى بكل النشاطات الثقافية والفكرية وإقامة الدورات المجانية لطلبة المدارس، فضلاً عن إصدار الكتب والمنشورات وطباعة الصحف. أما شعبة الشعائر الدينية فهي تختص في إحياء المناسبات الدينية لأهل البيت (عليهم السلام)، للولادات والوفيات، وإقامة المجلس المركزي في ذكرى استشهاد الصحابي الجليل ميثم التمار، واستقبال المواكب المعزية والخدمية من جميع محافظات العراق، إضافة الى إقامة دورات لنشر فكر وثقافة أهل البيت.
مضيفاً: “يشهد المزار توافد ملايين الزوار، خاصة في ذكرى استشهاده، من مختلف المحافظات العراقية، ومن خارج العراق، ولاسيما أنه يعد من أهم المراقد الدينية في العراق، وبوابة مدينة الكوفة العريقة. لهذا تسعى إدارة المرقد إلى تقديم تجربة زيارة متكاملة تلبي احتياجات الزوار وتحقق أهدافهم الدينية والثقافية.