مع بداية العام الجديد حملة تنظيف للطاقة السلبية

674

أنسام الشالجي /

بدءاً، نتمنى عاماً بسعادة ممكنة للجميع وعام خير ورخاء واستقرار وأمان للعراق. استخدمت كلمة (عام) لا (سنة) لأن العرب استخدمت (السنة) حين الجدب و(العام) حين الرخاء، وفي القرآن الكريم جاء الاستخدام للكلمتين بالمعنى الذي ذهبت إليه العرب.
مما لاشك فيه أن الوضع العام يؤثر في الوضع الخاص، شئنا أم أبينا، وتتسلل الطاقة السلبية إلى بيوتنا ومكاتبنا في دوائرنا. ولتقليل هذا التأثير لابد من القيام بحملة تنظيف لهذه الطاقة تشبه تماماً حملات التنظيف التي نقوم بها في البيوت مع بداية موسمي الصيف والشتاء أو في استقبال الأعياد، لكن حملتنا هذه تبدأ على الصعيد الشخصي أولاً و من ثم داخل بيوتنا ومكاتبنا.
خزانة الماضي
أهم خطوة لحملتنا مع أنفسنا في أن نترك الذكريات السيئة خلفنا، ليست مهمة صعبة، أؤكد كمدربة طاقة، فالذكريات التي تسحبنا إلى الخلف وإلى لحظات مؤلمة تملؤها بالطاقة السلبية تجعلنا نقسو على أنفسنا ونجلد ذواتنا ونسيء التعامل مع الآخرين، من بينهم أفراد العائلة. ولا بأس من السؤال وكيف؟ والجواب أن نقرر ألا نتذكر من أساء إلينا، أن ننساه تماماً، ألا نذهب إلى مكان واجهنا فيه فشلاً، ألا نرتدي زياً كان السبب في الاستهزاء بنا وألا نسمح للقريبين منا أن يذكّرونا بما حدث، سواء التي أشرت إليها أو غيرها من الأحداث، كل منّا يعرف جيداً أسباب ذكرياته المؤلمة. ببساطة، نضع كل هذه الذكريات في زاوية معتمة من ذاكرتنا، لنسميها خزانة الماضي، خزانة لن نعود إليها أبداً إلا حين نريد أن نضع فيها أحداثاً مؤلمة أخرى، ولا بأس كلما اضطررنا أن نعود اليها، أن نتذكر لوهلة فقط كمية الألم التي عانينا منها لنصر على ألا نضع أنفسنا أمام أحداث كهذه مرة أخرى.. وخطوة أخرى مهمة أيضاً، ألا نسمح للتاريخ أن يعيد نفسه معنا، بمعنى أن نغيِّر نمط تفكيرنا وتعاملنا مع أنفسنا ومع الآخرين وأن نغير خريطة حياتنا وكأننا نبدأ من جديد، ونترك التفكير في الماضي والندم لأننا فعلنا هذا ولم نفعل ذاك، الندم لا يغير الماضي لكنه درس يساعدنا على عدم تكرار الأخطاء ،إن مجرد التفكير في البدء من جديد طاقة إيجابية كبيرة.
التصالح
وأقصد التصالح مع الذات قبل التصالح مع الآخرين، لابد أن تتوقف عن جلد ذاتك عن خطأ ما، كلنا نخطئ، والعبرة في أخذ الدرس وليس الجلد، التصالح مع الذات أو النفس يعني أن نعرف كيف نسامح أنفسنا والآخرين، فالسماح طاقة كبيرة تغسل النفس، بينما الكره بدرجاته الحقد والضغينة طاقة سلبية تسمم صاحبها وتجعله مكروهاً أو غير مرحب به. التصالح مع النفس معناه أن نحبها، وفي موضوع سابق قلنا إن حب النفس حباً سوياً ليس أنانية، إنما هو تصالح ينشر المحبة أينما وجد.
في ورشة عمل عن التصالح مع النفس وطاقته الإيجابية الهائلة، كانت إحدى المشاركات تنظر إلى الأخريات بنظرات تكشف شعورها بالحسد والغيرة رغم أنها الوحيدة بين المشاركات كانت ترتدي أزياء وأحذية (ماركات) غالية وتحمل حقيبة يد باهظة الثمن، وتلبس حلياً ذهبية وماسية، لكنها ترى نفسها ليست جميلة، أما ذوقها في اختيار الملابس والألوان والحلي فكان بعتمد على ارتفاع الثمن وليس مهماً إن كان اللون أو الموديل يناسب لون بشرتها وشكل جسمها، بينما الأخريات كن برتدين أزياء بسيطة ومن ماركات غير معروفة، أي رخيصة الثمن ولا يلبسن الحلي الذهبية الثقيلة، لأنهن كن يثقن بأنفسهن.. لم تكن السيدة الأولى قبيحة، لكنها طالما اقتنعت بأنها ليست جميلة وغير مرغوب بها لذلك تعمدت أن تظهر ثراءها كعامل جذب وفشلت أيضاً. تدربت كيف تحب نفسها وتحترمها وأنه لا توجد امرأة ليست جميلة، ففي كل إنسان ، رجلاً كان أم امرأة ، مَواطن جمال خارجية وداخلية، إذا بحث عنها وجدها وعليه التعامل معها، أن يثق بنفسه ويحبها ويتصالح معها، وطاقة الحب هذه ستجعل الآخرين أيضاً يحبونه ويتعاملون معه، بل يثقون به أيضاً..
الأحلام
الأحلام خطوة أخرى للتخلص من الطاقة السلبية، مع بداية عام جديد، لنتمسك بالأحلام ولنحاول أن نجد فرصاً لتحقيق حلم واحد وألا نقف مكتوفي الأيدي بانتظار معجزة. ولابد ونحن نحاول التوجه نحو أحلامنا من أن نعرف كيف نسيطر على عواطفنا، ألا نسمح للخيبة أن تعرف طريقها إلينا، ألا نسمح للغضب أن يفقدنا الأصدقاء وألا نسمح للفرح أن يجعلنا ننسى الآخرين. الأحلام إن كانت قدر إمكانياتنا تشكل طاقة إيجابية كلما فكرنا بها وتعاملنا مع الظروف لأجل تحقيقها.
طاقة البيوت
وبالطبع مع تنظيف أنفسنا من الطاقة السلبية، لابد أن ننظف بيوتنا أيضاً من هذه الطاقة، وفي مواضيع سابقة في (اُسلوب حياة) نشرنا خطوات عديدة لأجل هذا الهدف، لا بأس من الإشارة اليها باختصار وهي التخلص من الأثاث الزائد ومسح الأتربة واقتناء نباتات الظل ووضع الملح الخشن في زوايا الغرف وتغييره مرة في الأسبوع والانتباه إلى أصباغ الجدران والتعامل مع الألوان التي تمنحنا الهدوء والراحة، أي الألوان الباردة وترك نافذة أو اكثر مفتوحة في النهار لتغيير الهواء داخل البيت والذي يمنحنا انتعاشاً.
أخيراً
حملة التنظيف هذه ليست صعبة ولا تحتاج وقتاً طويلاً، إنما قرار نتخذه مع أنفسنا لنبدأ عامنا الجديد بتفاؤل وطاقة إيجابية تجعل الحياة تقبل علينا.. وكل عام والجميع بخير..