مقبرة الشونيزية.. لها تسميات عدة أشهرها الجنيد البغدادي

1٬967

عامر جليل ابراهيم /

مقبرة الشونيزية بالضم ثم السكون ثم نون مكسورة، وهي من أشهر مقابر بغداد تقع في الجانب الغربي من جهة الكرخ، وتقسم إلى صغرى هي مقابر قريش التي فيها مرقد الإمام الكاظم عليه السلام، وكبرى التي فيها مرقد الإمام الجنيد قدس سره.

مقبرة الجنيد كانت تحتوي على مسجد وخانقاه للصوفية كما ذكر المؤرخون ودفن فيها أعلام كثر كالخواص وأبي نواس والسري السقطي وبهلول الكوفي وسمنون المعروف بسمنون المحب وغيرهم كثير جدا لا يمكن حصرهم لقدمها ولكثرتهم، كما درس عدد من قبورها وفيها أيضا قبر العلّامة السيد عبد الحميد الآلوسي… وبعد إنشاء الطرق قطع كثير من أجزاء المقبرة وهي اليوم تقع في منطقة الشالجية قرب شارع مطار المثنى ويتوافد عليها الزائرون من شتى الدول، كما أن المسجد تقام فيه صلاة الجمعة والأذكار والدروس العلمية وجرت حملات إعمار للمسجد والمراقد.

“مجلة الشبكة العراقية” كانت لها جولة في هذه المقبرة حتى تعرّف الناس على تاريخ هذه المقبرة والشخصيات التي دفنت فيها، والتي تعد من أقدم المقابر عندما بنى أبو جعفر المنصور مدينة بغداد المدورة في ذلك الوقت. وكان اول المتحدثين هو السيد احمد عبد الغفور مرداس المشايخي الحسيني مسؤول المراقد في الجنيد البغدادي.

يحدثنا السيد المرداس:

سيرة الإمام الجنيد

الإمام الجُنيد .. نسبه ونشأته:ٍ هو الجنيد بن محمد بن الجنيد النهاوندي، ثم البغدادي، ولد ببغداد بعد سنة 220هـ. قال أبو نعيم: “كان على مذهب أبي ثور”،

“ثم اشتغل بالعبادة ولازمها حتى علت سِنّه، وصار شيخ وقته، وفريد عصره في علم الأحوال والكلام وأفتى وعمره عشرون عاماً.
الثناء على الإمام الجنيد

وأطبق علماء التراجم على الثناء عليه، وعلى فضله وزهده, فمن ذلك: قال أبو نعيم: “كان الجُنيد رحمه الله ممن أحكم علم الشريعة.” وقال السلمي: “وهو من أئمة القوم وسادتهم، مقبولٌ على جميع الألسنة.” وقال ابن تيمية: “أحد الأئمة العارفين.” وقال السبكي: “سيد الطائفة ومقدَّم الجماعة.” وقال الذهبي: “كان شيخ العارفين وقُدوة السائرين وعَلَم الأولياء في زمانه”.

أقوال الجنيد في لوازم الطريق وصفات السالكين:

قال الجنيد: “الطرق كلها مسدودةٌ على الخلق، إلا على من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، واتبع سنّته، ولزم طريقته، فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه.” وقال الجنيد: “من لم يحفظ القرآن, ولم يكتب الحديث لا يُقتدى به في هذا الأمر؛ لأن علمنا هذا مقيّد بالكتاب والسنّة”، وساق في الحلية بسنده: قال غير مرة: “علمنا مضبوطٌ: الكتاب والسنّة، من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث، ولم يتفقه لا يقتدى به”.

وسئل عن أول مقام التوحيد فقال: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كأنك تراه”.

وهذه النصوص تنبه على أنهم كانوا مجمعين على تعظيم الشريعة، متصفين بسلوك طريقة الرياضة، متفقين على متابعة السنّة، غير مخلِّين بشيء من آداب الديانة.

وفاة الامام الجنيد

توفي الإمام الجنيد سنة 298هـ يوم الجمعة في بغداد. واليوم مقبرته مشهورة في الكرخ دفن فيها أعلام كثر ومنهم:

أبو الحسن سرى الدين بن المغلس السقطي، أحد علماء أهل السنّة والجماعة ومن أعلام التصوف السنّي في القرن الثالث الهجري وأول من تكلم في بغداد في التوحيد وحقائق الأحوال، يقول عنه أبو عبد الرحمن السلمي إنه «إمام البغداديين وشيخهم في وقته» وكان تلميذ معروف الكرخي وخال الجنيد وأستاذه، ولد في حدود الستين ومئة. الجنيد: ما رأيت أعبد من خالي!. إني عليه ثمان وسبعون سنة ما رؤي مضطجعاً إلا في علة الموت توفي في بغداد ودفن بجانب الكرخ بمقبرة الشوينزي ودفن بجواره الجنيد البغدادي الذي اشتهرت المقبرة باسمه.