نجوم الاخيضر بين غلافـي موسوعة العراق
نرمين /
الاخيضر يصفه المختصون بالحصن لوجود بقايا ( قذائف منجنيق قرب سوره الخارجي )، و وصفه قليلون بخان لاستراحة المسافرين ، لكنني مقتنعة انه قصر شيده عاشق كبير اختار هدوء الصحراء وصفاء ليلها. و تشير بقايا عش في زاوية على سطح القصر بأنه اختار ان يتواصل مع من يريد بوساطة الحمام الزاجل، مصرا على اختياره الحياة مع النجوم.
في موضوع عن الاخيضر، (48 كلم جنوب غرب كربلاء المقدسة)، كتبته قبل سنوات، قلت ” ويخيل لي وانا في الصحراء لو مددت يدي لقطفت نجمة “، اذ تبدو السماء قريبة جدا.
و كأن المصور الفنان (حسن مصطفى جمال الدين) قرأ ذلك الموضوع القديم و قرر ان يلتقط صورا مذهلة لنجوم حصن او قصر الاخيضر واخترت من بينها صورتين، الاولى منشورة هنا والثانية على الغلاف الاخير.
وكما يبدو فأن الذي شيد القصر كان عاشقا كبيرا، فبدا جمال الدين كذلك العاشق و بدل ان يحدث النجوم او يقطفها، قرر ان يوثقها ضمن مشروعه الطموح (موسوعة العراق المصورة) التي يعمل عليها برعاية شبكة الاعلام العراقي. مما لاشك به ان جمال الدين يستخدم كاميرات و تقنيات حديثة جدا، لكن جمال الصورة الفوتوغرافية يعتمد في الدرجة الاساس على احساس المصور للمنظر الذي امامه و عين تتمكن من صيد اللقطة و زاويتها و يعتمد على صبره للوصول الى اللحظة التي يفتح بها عدسة كاميرته.
في الصورتين، تبدو مجرة التبانة ( The Milky Way) واضحة مع نجومها المبهرة وقصر الاخيضر بكل بهائه و تاريخه.
امضى جمال الدين ليالي عديدة يراقب السماء لالتقاط مجموعة صوره الخاصة بالقصر ليضمها الى الموسوعة التي ستظهر حين الانتهاء منها، اقصد الانتهاء من طبعها باجزائها الخمسة، العراق الجميل الممتد حتى قبل بداية التاريخ الى ما بعده.
موسوعة العراق المصورة مشروع مهم، على الجهات المختصة الاهتمام به لإنجازه ، خاصة و انه لم يظهر أي كتاب عن العراق وشواخصه الاثرية ومتاحفه و مواقعه السياحية منذ عقود .