ندوتان لتوحيد الخطاب الإعلامي الوطني في الحرب ضد داعش

1٬296

أحمد سميسم /

تحرير الفلوجة والانتصارات الباهرة التي حققتها قواتنا المسلحة والحشد الشعبي، ودور الإعلام الوطني في تعضيد هذه الانتصارات ودعمها وضرورة مواجهة الحملة الإعلامية المشبوهة، التي تريد الإساءة لهذه الانتصارات. كانت هذه عناوين لندوتين حواريتين عقدهما مجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي وهيئة الإعلام والاتصالات، نهاية الشهر الماضي، وحضرهما حشد كبير من مدراء القنوات الفضائية والإذاعية ورؤساء تحرير الصحف والمجلات والوكالات المحلية، وعدد من الصحفيين والمثقفين المهتمين بالشأن الإعلامي.

وثيقة الفلوجة

تحت شعار (الإعلام يوحدنا) عقد مجلس أمناء الشبكة ندوته في فندق المنصور ميليا، حيث طرح فيها ورقة للمناقشة بعنوان (وثيقة الفلوجة للإعلام الوطني) تستهدف تعزيز الروح الوطنية العراقية ودعم انتصارات جيشنا الباسل والحشدين الشعبي والعشائري وهم يخوضون الحرب ضد قوى الظلام والتكفير (داعش الارهابية) وتطرقت الورقة أيضا الى ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي الوطني ونبذ الطائفية خاصة فيما يتعلق بالتغطيات الإعلامية للحرب، والتحلي بالموضوعية والشفافية والحقيقة التي من شأنها الارتقاء بالخطاب الإعلامي واعطاء صور مغايرة لما يظهره الإعلام الخارجي المغرض من زيف وادعاءات كاذبة ومحاولة بث سمومه على ما يحققه جيشنا من انتصارات، كما تم خلال الاجتماع تداول الكثير من الآراء ووجهات النظر بهدف الارتقاء بواقع الإعلام العراقي الوطني ووضع أسس صحيحة ومدروسة للتنسيق بين المؤسسات الإعلامية وخطابها الإعلامي.

مراقبة المشهد الإعلامي

واشار رئيس مجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي الدكتور علي الشلاه في حديث خص به “الشبكة” إلى أنه لا بد من التركيز على الخطاب الإعلامي الوطني إذ أن هذا الخطاب لا يأتي من الجهات الحكومية الرسمية بل ينبع من مشهد إعلامي عراقي رصين، لذا ارتأينا عقد هذا الملتقى الإعلامي حتى ننتج خطابا وطنيا رصينا بعيدا عن الحزبية والفئوية.

واضاف الشلاه: نأمل أن تكون الرؤى التي طرحت في الاجتماع من قبل الزملاء الصحفيين والإعلاميين والكتاب ومن ذوي الاختصاص ورقة عمل يحتذى بها الى ملتقى قادم، هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب علينا أيضا متابعة المشهد العراقي في القنوات الفضائية الأخرى قد تكون الأجنبية الناطقة بالعربية لمراقبة المشهد الإعلامي وما يدور من أحداث قد تؤثر على وضع العراق خاصة في هذه المرحلة الحرجة، وخلص الشلاه الى القول لقد وجدنا دعما كبيرا فيما يخص (وثيقة الفلوجة للإعلام الوطني) من قبل المشاركين بهدف جمع شمل الإعلام الوطني الحر غير المرتبط بأية جهة حزبية او رسمية.

إعلام وطني

من جهته قال رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية الدكتور عدنان السراج لـ “الشبكة” أن جميع المعارك الحربية تكون بحاجة الى إعلام وطني حقيقي اذ أنه هو من يرسم صورة الرأي العام، وبالتالي عندما نريد أن نعزز من معنويات الجيش بل وحتى الجمهور في تفاعلهم مع القوات الأمنية لا بد من وجود منظومة الإعلام، وقال أيضا: أعتقد أن مثل هذه المؤتمرات توحد النظرة وتوجهها بالاتجاه الصحيح من أجل الالتزام بالخطاب الوطني في التغطيات العسكرية الميدانية.

بادرة خير
كما أعرب الشاعر والصحفي فالح حسون الدراجي عن أمله الكبير في أن يكون هذا الملتقى بادرة خير في تطوير واقع الإعلام الوطني العراقي ومدى تفهم الحكومة وأصحاب القرار لعمل الإعلام وتنفيذ النقاط التي طرحت في الملتقى على أرض الواقع من خلال ما نوقش من وجهات نظر خاصة فيما يتعلق بعمل المراسل الحربي والتصريحات الإعلامية العسكرية والمصطلحات الإعلامية والأمنية وعلاقة رجل الأمن مع الإعلامي وقضية افشاء الأسرار والاحداثيات العسكرية في التغطيات الإعلامية، فضلا عن مناقشة وثيقة الفلوجة للإعلام الوطني وأمور أخرى مهمة وجوهرية.

تهذيب الخطاب الإعلامي

الباحث والصحفي عادل العرداوي أوضح بأن هذا الملتقى الإعلامي هو فرصة طيبة لسماع وجهات نظر عديدة وتبادل الرؤى بين الصحفيين والاعلاميين والمثقفين، وشبكة الإعلام العراقي ومجلس أمنائها مشكورة لعقد هذا الملتقى الذي في جعبته الكثير من الأطروحات والأفكار التي تنفع الإعلامي ورجل الأمن في ذات الوقت.

الإعلام والمسؤولية الوطنية

من جهة أخرى عقدت هيئة الإعلام والإتصالات جلسة حوارية تحت عنوان (الإعلام والمسؤولية الوطنية) بحضور جمع غفير من الصحفيين والإعلاميين والأكاديميين، وقد ضمت اللجنة الحوارية الدكتور علي الشلاه، ورئيس مجلس أمناء الهيئة الدكتور علي ناصر الخويلدي، ورئيس تحرير الصباح الجديد اسماعيل زاير، والأكاديمية الدكتورة سهام الشجيري، و رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية عدنان السراج، وأدار الجلسة الزميل جمعة الحلفي رئيس تحرير مجلة الشبكة.

ناقشت الجلسة جملة من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الإعلام العراقي في هذه الظروف حيث تخوض قواتنا المسلحة بكل صنوفها المعركة المصيرية لطرد تنظيم داعش الارهابي، والعمل على ترصين هوية الإعلام الوطني، وتوحيد لغة خطابه حيال التحديات المصيرية التي تحاول المساس بثوابت مشتركة جامعة لوحدة أبناء الشعب العراقي، وتم خلال الجلسة مناقشة كيفية مواجهة الإعلام الارهابي المحرض على القتل والتدمير والمكرس للعنف، وذلك من خلال تفعيل الجهود المشتركة لإعادة إنتاج معادل صوري احترافي يسوق عالميا ويكون فاعلا ومؤثرا في نقل المشاهد والمواقف الإنسانية التي تفرزها ساحات المعارك.

التسويق والضعف الإعلامي

وقال الزميل جمعة الحلفي في مستهل الجلسة أن قوة الإعلام المعادي تأتي من ضعف إعلامنا المحلي الوطني ليس على مستوى الخطاب الإعلامي بل على صعيد التسويق والتقنيات والديكورات والنشرات الشمولية. وقال: لدينا في العراق عشرات القنوات الفضائية لكنها محلية بمجملها وبخطاب واحد وبنشرات اخبارية وموضوعات متشابهه.

واضاف الحلفي: لم نستطع طوال 12 سنة أن نطلق قناة فضائية واحدة لمخاطبة الرأي العام العربي فضلا عن الأجنبي، لذا لا نستطيع أن نصل الى المشاهد العربي لأنه لا يجد في قنواتنا المحلية غير الأخبار العراقية، وقال الحلفي: لقد فشلنا أيضا في اصدار جريدة واحدة باللغة الأنجليزية في حين هناك عشرات الالاف من الأجانب في بلادنا بين سفارات وشركات وسواها. وشدد الحلفي على أن هذا لا يعني أن إعلامنا الوطني الحر قد فشل بل حقق الكثير من المنجزات في ظروف صعبة وحرجة خاصة خلال حربنا مع داعش وايصال الخطاب الإعلامي بمهنية ومسؤولية من قبل شبكة المراسلين الحربيين.

انشاء وكالات اخبارية

في حين عرج الكاتب والصحفي اسماعيل زاير خلال حديثه على أهمية انشاء وكالات اخبارية رسمية رصينة يعتمد عليها وبمختلف اللغات قادرة على نقل كل ما يدور من اخبار بمهنية عالية ووضوح كتصريحات رئيس الوزراء واحداث المعارك بين قواتنا العسكرية وداعش الارهبية وغيرها من التغطيات الصحفية في البلاد.

كما اتفق بقية الأعضاء على عناصر مشتركة منها أهمية المحافظة على الهوية الإعلامية والعمل على مبدأ التوازن في التعاطي الخبري بلا افراط لاي مكون او طائفة، والمحافظة على المكتسبات الديمقراطية وخاصة حرية التعبير وعدم استغلالها من خلال السماح لوسائل الإعلام المغرضة في عملية خلط الأوراق وتزييف مسار الأحداث.

وختم الجلسة عضو مجلس أمناء الهيئة خليل العطار بكلمة أشار فيها الى أهمية مثل هذه اللقاءات، وأكد أن الهيئة ستقوم بالإفادة من المناقشات ووجهات النظر التي طرحت لضمها الى وثيقة (الإعلام والمسؤولية الوطنية).