هذه مدن الشتاء الأكثر إبهاراً وسحراً

642

ترجمة: آلاء فائق/

برغم برودة فصل الشتاء وقسوته، إلا أنه يحمل بين أجنحته الكثير من الثلوج التي تغطي العالم وتكسو الجدران في مشاهد ساحرة تبهر الأنظار وتفتح الباب أمام محبي هذا التوقيت من العالم لممارسة التزلج والرياضة الشتوية الممتعة، إليك بعض وجهات العالم للسفر إليها شتاءً.

ينابيع القرود الساخنة

أن يتشارك إنسان وقرد بحوض استحمام ساخن، قد يكون غالباً مزحة سيئة، لكن ذلك ما يحصل حقاً في قرية جيغوكوداني شمالي مقاطعة ناغانو، حيث جبال الألب اليابانية وينابيع القرود الساخنة الممتدة بالهواء الطلق. وإذا ما حظيت برحلة كهذه، سيستقر بك المقام أولاً بفندق كوركان الصغير، الرائع المبني على الطراز الياباني، ليأخذك بعدها الباص حيث موقع هذه الينابيع لتدرك حينها أنه ليس الإنسان وحده من يتوق للتمتع بجمالية العيون المعدنية، فللقرود نصيب منها كذلك.

إنه حقاً مشهد يستحق المشاهدة، فقرود المكاك البرية وقد اكتظت بها هذه الينابيع بحثاً عن الدفء، ترى العشرات منها منهمكة بالاستحمام، وبعضها الآخر قد غلبه نعاس خفيف، وأخرى تلهو بركل إحداها للأخرى، وثمة من تجدها قد أخذت قسطاً من الراحة على حافة هذه الينابيع، ولو لم تستهوِك فكرة مشاركتها الاستحمام، فثمة العديد من الحمامات المخصصة لرواد المنتجع أسفل الوادي، وأن يتشارك رجل وقرد بحوض استحمام ساخن، قد يكون غالباً مزحة سيئة، لكن ذلك ما يحصل حقاً.

مدينة كيبك، كندا

تتمتع منتجعات كيبك الواقعة شمال كندا، بعشرات المنتجعات العالمية المعروفة بعيونها المعدنية الحارة، كما تتوفر فيها العلاجات بالمياه الساخنة والباردة كحمّامات البخار وسط الثلوج في الهواء الطلق، والشلالات الحرارية، والمنتجعات المشبعة بالبخار، والحمّامات الباردة، وحمّامات الساونا. هذا هو بالتأكيد أكبر سبب سيحفزك لزيارتها شتاءً.

مدينة كيبك من المدن المتأثرة بالطراز المعماري الأوروبي، تضم عدداً كبيراً من أرقى المحال التجارية بالعالم، كما تتنوع بهذه المدينة التاريخية الرائعة مختلف خيارات الترفيه. تقع على نهر سانت لورانس، وتتميز بوفرة نشاطاتها المقدمة للزوار من الأعمار كافة ، ما أن تسافر وحدك أو بصحبة أصدقائك أو عائلتك ستسعد بتمضية أوقات ممتعة.
الاحتفالات السنوية برأس السنة الجديدة بشارع Grand Allée الشهير في كيبيك، بمطاعمه ومبانيه الجميلة، كل مطعم وبار على طول هذا الشارع مكرسان للاحتفال برأس السنة الجديدة وكل الخدمات مقدمة لتمضية أجواء ممتعة ومريحة، مع الحرص على دفء فناءاته الرائعة ودعوة أشهر المغنّين والموسيقيين، والدي جي، وعرض الألعاب النارية الملحمي في منتصف الليل.

لا يمكنك مقاومة مطاعم كيبك الجميلة المعروفة بمطابخها ذات الطراز العالمي، وعمران مدينتها سيدفعك دائما للطواف بين أزقتها العتيقة. ولمحبّي التاريخ عدم تفويت فرصة تجوالهم بمدينة كيبك القديمة والقصر الملكي الذي أنشئ في العام 1608، حيث ما زال يحتفظ بالعديد من الميزات الأصلية. وبالنسبة لمبيتك ليلاً فهناك فندق de Glace أو الفندق الثلجي.

الحمّامات الساخنة

أمامك أكثر من وسيلة لاكتشاف هذه المدينة الساحرة، فسكانها متعايشون بشكل طبيعي مع انخفاض درجات الحرارة التي تصل أحيانا إلى تحت الصفر، وبمجرد عبورك لنهر الدانوب ستكون القهوة والكعك بانتظارك بمقاهي المدينة الأسطورية، فضلا عن قضائك لأوقات مرحة بواحد من حمّاماتها الشهيرة، لا تفوِّت كذلك فرصة تذوق مأكولاتها المحلية، وقم بجولة بمحالها التجارية الرائعة وغير التقليدية، اعبر جسر السلسلة مشياً على الأقدام، ولو لم تفعل ذلك كلّه وتكتفي فقط بالجلوس والاسترخاء ومشاهدة الناس في أحد مقاهي المدينة، فإنك ستشعر بمتعة لا تعوض.

تُعرف بودابست بموسم الشتاء بـ “مدينة المنتجعات العلاجية “لكثرة حمّاماتها العلاجية الساخنة والتي تتفوق فيها على كل عواصم المعمورة. تحتوي المدينة على 118 حمّاماً للمياه الجوفية الساخنة، والتي تتراوح درجة حرارتها بين 21 -78 درجة مئوية.

زيارتك لهذه الحمامات الساخنة هي من أهم النشاطات التي لا بُد لك القيام بها عند إقامتك بالمدينة كونها مُفيدة لصحّة الإنسان من الناحيتين الجسدية والنفسية. وتندرج هذه الحمّامات ضمن أحد أهم المعالم في الحضارة المجرية، ومن أهمها حمّام ستشيني، الذي يعتبر واحداً من أكبر المنتجعات العلاجية في أوروبا وترجع نشأته إلى العام 1913. يحتوي هذا المنتجع على 18 حوض سباحة، وفيه العديد من النوافير الكبيرة والأحواض الممتعة، ويوفر لزائريه خدمات التدليك العلاجي كالتدليك بالزيت، والتدليك داخل المياه الساخنة، والساونا. ويقع هذا المنتجع الرائع في قصر مدهش ذي تصميم باروكي أنيق.

قصص خيالية

تخيل حلبة تزلج بمتنزه جميل تحيط بها قلعة أثرية جميلة. يبدو الأمر وكأنه خرافة، أليس كذلك؟ لكن هذه الخرافة هي بالفعل حقيقة واقعة في إحدى مدن التزلج في بودابست. فالتزلج بهذه المدينة خلال فصل الشتاء من الأنشطة الشعبية بين سكانها المحليين لذلك لا تفوِّت فرصتك بالتزلج معهم.

الشفق القطبي

ما أن تحط الرحال في إقليم “لابلاند” في فنلندا، بالقطب الشمالي؛ ستبهرك غابات تماثيل الجليد، حيث روعة المناظر الخلابة لأشجار الصنوبر التي تساقطت عليها أكوام الثلوج فأمست وكأنها تماثيل نحتتها أنامل الجليد والصقيع، تماثيل توشك أن تسمع وتتحدث، ومع أن تأفل الشمس الغروب حتى تنعكس عليها أضواء الشمس الغاربة لتعطيك منظراً رائعاً يأسر القلب.

عند زيارتك هذا الإقليم الرائع لا تفوِّت فرصة مشاهدة صور الشفق القطبي في السماء وهو ينعكس بألوانه الخضراء والبنفسجية.

وفيما لو كنتَ سائحاً أو مصوراً محترفاً، فيعد هذا الإقليم مكاناً سحرياً يستحق الزيارة، ليس فقط لأنه موطن النجوم والسماء المضيئة، لكنه أيضاً يعتبر موطن سانتا كلوز وحيوانات الرنة.

فنلندا، هذا البلد الجميل المعروف بمنتجعات الساونا التي تعود لآلاف السنين، أقيم حولها العديد من الدراسات والندوات التي كرست جميعها لدراسة حمّاماتها البخارية الطبيعية شتاءً. في الأيام الخوالي، كانت الساونا مكاناً للحصول على النظافة الشخصية، والأهم من ذلك أنها مكان كي تهرب من برد الشتاء لفترة من الوقت.

بإمكانك أيضا الاستمتاع بالسباحة في برك بحيرة Kilpisjärvi الجليدية مع ممارستك الساونا في منتجعاتها الساحرة الواقعة في أقصى الشمال الغربي لفنلندا، قريبا من النرويج والسويد.

بعد ذلك سيكون لك وقت كافٍ لتقرر فيه الإقامة بفندق القصر القديم شرق فنلندا، تجوالك في أنحاء الغابات الآسرة الجمال في وضح النهار سيضفي عليك جواً من الراحة والمتعة، وعندما يحل المساء ستكون بانتظارك وجبة عشاء فاخرة. حتى لو كنت الضيف الوحيد في الفندق سوف لا تأبه للذهاب للبحيرة حتى لو كان الوقت منتصف الليل فالمكان آمن وممتع. ستفاجأ عندما تجد درجة حرارة ماء البحيرة مقبولة، وسيكون من السهل عليك أن تطفو على مهل على سطحها، وتستمتع برؤية الدببة وهي تسبح من بعيد.
عن موقع نيوز ترفل