هل انت مهووس بمواقع التواصل الاجتماعي؟ إذن أنت مُصاب بالـ”فومو”
ترجمة:الاء فائق/
لدى ذهابنا لأي مطعم أو أي مكان عام، لابُد لنا وأن نرى شبابا مهووسين بشغف غير طبيعي بالتطلع لموبايلاتهم، أو أجهزتهم الدفترية واللوحية، مستغرقين بالكامل في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي ليذهبوا من خلالها لعالم افتراضي آخر.
فلو كنت من الأشخاص كثيري التحقق بتويتر والفيسبوك والوتس أب والفايبر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، خشية أن يفوتك الاطلاع على خبر سار، يتداوله أصدقاؤك ويبعثونه لبعضهم،
خاصة عندما لا تكون موجودا في تلك المناسبة فقد يدل ذلك على معاناتك من الفومو. فقد تناول باحثون من جامعة كاليفورنيا وجامعة روشستر وإسكس هذا الخوف الذي أطلقوا عليه الفومو (الخوف من أن تكون مهمشا) ويعتقدون أنه أصبح الأكثر شيوعا وانتشارا بشكل متزايد في الوقت الذي اصبح من السهل فيه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال استخدام تقنيات العصر الحديثة كالموبايل والأي باد وغيرها. والفومو هو القلق الذي ينتابك عندما تحس ان أصدقاءك واشخاصا آخرين يتبادلون الصور فيما بينهم، بينما انت غير موجود معهم في تلك المناسبة. هذا القلق يمكن أن يصرف انتباهك ويشتتك عن استثمار وقتك الحالي “. الدراسة البحثية عملت ترابطا تحريضيا وعاطفيا وسلوكيا للفومو، ونشرت النتائج في مجلة الكمبيوتر، وهي أول دراسة من نوعها تعمقت في تناول ظاهرة الفومو. وبين الباحث الرئيس للدراسة والعالم النفساني د. أندي رزبيسكي “ان المشكلة تكمن لدى الناس، ممن لديهم مستوى عال من الفومو فقد يصبحون معقدين جداً عندما يرون أصدقاءهم وهم يلهون مع بعضهم البعض وهم بعيدون عنهم، وهم غالبا ما يتجاهلون حقيقة ما يتمتعون به في حياتهم الخاصة ليركزوا جل اهتمامهم على ما يلهوا به الآخرون.” ويوضح رزبيسكي أن الفيسبوك يكافئ مستخدميه، لكن كيفية استعمالهم لوسائل التواصل الاجتماعية قد تغير، فالعملية لم تعد كما هي سابقا في أن نجلس أمام الحاسوب ونسجل دخولنا في حسابنا على النت، طالما أننا ندخل بسهولة الآن من خلال موبايلاتنا الشخصية. كما اصبح من السهل الآن الوصول لتناغم سريع مع حياة الناس الأخرين من أي وقت مضى، طالما اننا نمتلك النصوص والتنبيهات.
مثل حالة كهذه قد تحصل لك، عندما يسهر اصدقاؤك بأحد الأماسي الجميلة وأنت لا يتسنى لك ان تكون معهم أو عندما يشدون رحالهم لتمضية سفرة ترفيهية خارج البلاد، عندها سوف لن تنقطع عن التفكير، فأصدقاؤك يلهون ويمرحون في احد نوادي جزيرة إيبيزا الإسبانية الساحلية وانت غير موجود معهم. بعدها سيحصلون على دعوة لحضور حفلة في يخت خاص وفي الطريق يلتقون بليوناردو دي كابريو مصطحبا معه احدث فتاة موديل. إذا ما كنت من اصحاب الفكر التنافسي، فستعج مخيلتك ببوادر القلق والخوف من أنك اصبحت مهمشا وهو ما يدعى بالفومو أو الـF.O.M.O – وهو اختصار لعبارة Fear of Missing Out – وهو الخوف من فقدان شخصك بينهم والخوف ايضا من تفويت التحديثات. حقيقة الأمر هي أنك قد تفكر بالسفر لجزيرة إيبيزا بالعام القادم أو العام الذي بعده، وعلى الأغلب ستجد هناك مجموعة يخوت خاصة لعدد من المليونيرية وستجد ليو دي كابريوا في أي مكان هناك برفقة صديقته، لذلك قد تأتيك هذه الفرصة مستقبلا. ولتوضيح مفهوم الفومو اكثر، صنف الباحثون أربعة أسباب لماذا نحن جميعا بحاجة للتخلص من هاجس الفومو.
1.من المستحيل علينا الذهاب لكل الأماكن التي يذهب اليها اصدقاؤنا. فقط لأنك دعيت لا يعني أنك مضطر للحضور، فرفضك بأدب عدم تمكنك للسفر هي النظرة الأكثر عقلانية، حتى ان كان ذلك على حساب أن تكون “مهمشا “.
2.أساس الفومو غير منطقي. سيكون شعار المتحمسين للفومو (الخوف من أن تكون مهمشا) هو “انك بالكاد ستتذكر الليلة التي مكثت فيها بالبيت ومن ثم خرجت”. الحوادث الاستثنائية غنية عن التعريف وأنا لا اثق براوية أصدقائك المبالغ بها غالبا، بانهم كثيرا ما يمضون سهراتهم خارج البيت، وانا واثقة ان معظمهم يتمنون لو أمضوا ليلتهم وهم يتناولون الآيس كريم في السرير ويتابعون احد البرامج التلفازية الجميلة، بدلا من السهر الذي يتبعه صداع مريع صباح اليوم التالي.
3.مع بدايات ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، كانت المشاركات المطروحة غير دقيقة بالكامل، وما زاد الطين بلة هو تقنية الفوتوشوب بما تتضمنه من قص وفلترة وابراز تبايني للصورة، فهل يمكنك حقا ان تثق بجميع المشاركات المنشورة بمواقع التواصل؟
4.ثمة مجهود يتزايد باستمرار على مستخدمي الإنترنت من شبكات اجتماعية وحسابات البريد الإلكتروني الذين يقومون بإدارتها، كذلك الحفاظ على كلمات المرور المختلفة، ومتابعة الأحداث، والرد على ما يقوله الأصدقاء في جميع الأنشطة، كل ذلك يُصيب الجميع بإرهاق وتعب وفقدان للتركيز.
5.اضاعة القليل من الوقت في القلق وتمضية المزيد من الوقت في التخطيط. إذا كان الأساس من الفومو هو الرغبة بتجربة مغامرات مثيرة وتمضية بعض الوقت مع أصدقائك واكتشاف وجهات بلدان جديدة، فعليك التقليل من قلقك وتكريس المزيد من وقتك للتخطيط بنشاط وحيوية وأن تكون منفتحا على الفرص المتاحة لك. ومع وجود خططك البديلة، فقلقك من أنك مهمش سيكون غير مبرر حتى تأتي أيام العطلة، عندها تمتع بكل أيامها، وقد تفاجئ بكمية الوقت المتاحة لك.
ومن خلال الدراسة توصل الباحثون للنتائج التالية:
•الفومو هو القوة الدافعة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
•مستوياته تكون أعلى لدى الفتيان منه لدى الفتيات وتتأثر هذه المستويات. بالظروف الاجتماعية، حيث ترتبط مستويات الفومو المنخفضة بالحاجة للإشباع، بينما معدلات الفومو العالية ترتبط بالرضا عن الحياة.
•الفومو يكون عاليا لدى سائقي السيارة المشوشين. ولدى الطلاب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي خلال الحصص الدراسية.
عن/ موقعي أكزينمر وMTV