يوم احتفل العراقيون بالنصر على “داعش”.. ارتفع الأذان في كل جامع ودقّت نواقيس الكنائس

1٬492

ريا عاصي /

بهذه الجملة افتتح رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بيانه معلناً انتهاء العمليات العسكرية، داعياً للبقاء على أهبة الاستعداد لأن المعركة مستمرة مع الإرهاب، مطالباً السياسيين بتجنب خطاب التحريض الطائفي لمنع عودة الإرهاب.

أخطر تنظيم
يعتبر تنظيم داعش واحداً من أخطر المجاميع الإرهابية وأشدها انتهاكاً لحقوق الانسان، قام ونشأ على الرعب وإرهاب الناس والقتل وسبي النساء والأطفال، ولم تعرف المدنيّة الحديثة ابتلاءً أشد من داعش، فحتى تنظيم القاعدة الإرهابي الذي كان نواةً لداعش قطع كل العلاقات مع هذا التنظيم الإجرامي، حيث اعتبرت القاعدة داعش تنظيماً “وحشياً” وما قيل عنه إنه “الاستعصاء سيئ السمعة.” بالرغم من ذلك انتصرت الإرادة والعزيمة العراقية لتعلنه نصراً شعبياً وطنياً.

إنه الحرّ العراقي الذي لم يرض أن تدنس أرضه الأيدي السود، فقد لفّ السواد يوميات مدن عراقية باحتلال داعش لأراضيها بين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٧ وسُطر العديد من قصص الألم والفجيعة التي نالت البيوتات العراقية بأسر بناتهن وتفريق الأمهات عن أبنائهن وبناتهن.

كان يوم رفع العلم العراقي فوق الأراضي المحررة هو حقاً يوماً يفتخر به كل عراقي وطني محب لأرضه.
لحظتها، دقت نواقيس الكنائس وارتفع الأذان من كل جامع معلنين وحدة العراق وخلاصه من سرطان داعش.
إنه النصر الأول للعراقيين بإرادتهم، لا بسطوة أحد، فالكل هبّ من موقعه للدفاع عن أمّه الأرض والكل هبّ من أجل إنقاذ جسد العراق من سرطان داعش.

لم تكتفِ البصرة بإرسال أبنائها بل سارعت لاستقبال العديد من أهالي الرمادي والموصل النازحين، كما استقبلت ميسان مجاميع من شباب الموصل واستضافتهم في مهرجان السلام والوحدة لتثبت ان العراق واحد والكل يقدس ترابه.
صار مصطفى العذاري وأبو بكر عباس السامرائي رمزين للوحدة العراقية، كلاهما ضحى بدمائه من أجل العراق، وكلاهما بصق بوجه داعش وكل من سوّلت له نفسه لتقسيم العراق.

فرح عراقي

سألت مصطفى، مدون عراقي، ما الذي تراءى لك لحظة سماعك لبيان التحرير؟ فقال وهو مبتسم “شعرت أن بغداد ستكون دبي يوماً ما، لأن الإرهاب ألهانا عن الإعمار.”

نهل رياض قاسم تقول: “خرجت للشارع بعد أن اتصلت بصديقاتي واحتفلنا فهو يوم فرح وعرس عراقي حقيقي، لم أرَ هذا الكم من الجماهير في الشارع إلا حين فوز المنتخب، إنها الوحدة العراقية، تمنيت لو كان أبي حاضراً معنا لحظتها فقد أتعب قلبه دخول داعش للعراق.”

مينا عزيز تقول: “كنت عند الطبيب، لحظتها أخبرني أنني يجب أن إجري جراحة ثالثة، خرجت لحظتها ومباشرة الى ساحة التحرير، كان الفرح أكبر بكثير فنسيت ألمي.”

أم مثنى: “دمعت عيناي وأنا أتذكر نظرتَي مصطفى العذاري وأبو بكرعباس السامرائي ودعوت السماء أن ترفق بقلبي أمهاتهم.”
سعيد سلمان: “شاركت في حرب الثمانين وحرب الخليج، مجبرٌ أخوك لا بطل، وتمنيت أن أكون مع ابني الآن في هذه اللحظة في الموصل حيث إنه ملازم أول في الجيش العراقي البطل.”