هيلين كيلير: امرأة غيّرت نظرتُها العالم

685

ترجمة: ثريا جواد /

تقول هارييت هول، المحرِّرة في صحيفة (الإندبندنت) البريطانية، في عمودها الذي يتناول حياة النساء العاديات اللواتي وراءهن قصص استثنائية، إن المرأة المتمردة كانت لها رؤية حقيقية، ومن قراءة معظم روايات التاريخ، يمكن أن نتسامح لنفترض أن النساء لم يكن المحاربات، وأن المفكرين العظماء أو العلماء الرواد وحدهم الذين شكلوا عالمنا وغيروه!!.
إن الرجال هم وحدهم من أشاعوا الفن، واستأثروا بالأدب وتحدوا بشدة الوضع الراهن، بينما كانت المرأة تعمل داخل المجال المحلي فقط. ولكن على الرغم من أن التقاليد قد قلصت بشكل دائم مساهمة المرأة وأصبح عملها يفتقر إلى المصداقية بشكل منهجي، وهذا ما غضّ من قيمتها وعرضها للسخرية، إلا أن ضوءها قد اخترق الشقوق ويجب ألا ننسى أبداً أن أول شخص أصم أعمى يحصل على شهادة كانت هيلين كيلير.

احتفال سنوي
يتم الاحتفال سنوياً في شهر حزيران بيوم (هيلين كيلير) (1880-1968) المؤلفة الأمريكية والمحاضرة والناشطة السياسية.. امرأة انتصرت على الشدائد، لا تعرف اليأس ولم تسمح له أن يتغلغل داخلها لتصبح أول امرأة تعاني فقدان حاستي السمع والبصر، وتغلبت على معاناتها لتصبح واحدة من رواد الشؤون الإنسانية في القرن العشرين.

لغة الإشارة
تقول كيلير: “لا يمكنني رؤية أفضل وأجمل الأشياء في العالم أو حتى لمسها، لكن قلبي يشعر بها” وقد نجت كيلير من مرض يسمى (الحمى القرمزية) عندما كان عمرها عاماً ونصف العام، وتعلمت التحدث والقراءة بطريقة لغة (برايل) وهو نظام من النقاط البارزة التي يمكن للمكفوفين أو ضعاف البصر قراءتها بالأصابع، واستخدام لغة الإشارة بمساعدة مرشدتها (آن سوليفان). وبينما تتدفق المياه الباردة من المضخة على يد هيلين كيلر اليمنى رسمت معلمتها آن سوليفان الحروف W- A- T- E- R وتعني (ماء) على يدها اليسرى باستخدام هذه الطريقة، تعلمت كيلير أكثر من ثلاثين كلمة في نهاية اليوم.
عندما بلغت كيلير التاسعة عشرة من عمرها، أخذها والداها إلى معهد بيركنز للمكفوفين في بوسطن وهناك التقيا الخريجة سوليفان البالغة من العمر عشرين عاماً، التي أصبحت مربيتها ومرافقتها مدى الحياة حتى وفاتها، اخترقت سوليفان حالة الوحدة لدى كيلير، وعلمتها كيفية القراءة والتحدث مع الآخرين، وقد أثار هذا التدريس حب التعلم في نفس كيلير، التي أصبحت أول شخص أصم أعمى يحصل على شهادة في عام 1904، وبعد ذلك نشرت اثني عشر كتاباً.

نشاطات نسوية
مارست كيلير نشاطات متعددة، ففي عام 1920 ساعدت في تأسيس اتحاد الحريات المدنية الأمريكي وأصبحت ناشطة عاطفية، واحتجت على الحرب العالمية الأولى، ودعمت حقوق العمال والدعوة إلى حق المرأة في التصويت وتحديد النسل.
أمضت كيلير حياتها في الحملات الانتخابية لصالح المعوقين، وكذلك الدعوة إلى السلام، وحقوق المرأة في الحقوق الإنجابية وحقوق العمال، وفي عام 1915، أسست هيلين كيلير منظمة للمكفوفين، وفي عام 1920 ساعدت في تأسيس اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، وحصل هذا العمل على وسام الحرية الرئاسي وكثير من الدرجات الفخرية.
توفيت كيلير عام 1968 عن عمر يناهز الثامنة والثمانين، ورغم فقدانها للبصر إلا أنها امرأة غيّرت رؤيتها العالم.
عن الإندبندنت