في المشهد التشكيلي!
خضير الحميري /
كلما دخلت معرضا من معارضنا التشكيلية أحسست بالعافية والبهجة، وتلبّسني التفاؤل على غير العادة، فكل ما نشاهده في مسلسل حياتنا اليومية من خراب واحتراب وغياب النظام والتعصب والانغلاق يدعو لغير ذلك كما تعرفون، الا ان الفن التشكيلي ظل عنيدا بتفاؤله وازدهاره وانفتاحه على كل ماهو جديد.
في كل عقد من الزمان ينبثق جيل جديد من الفنانين ليؤكد هذا العناد العذب، والأمل بحياة تختلف تماما عن المسلسل الذي نكابده، ليزرعوا الذوق و الجمال في صالات العرض، رسما وخزفا ونحتا وخطا (وكاريكاتيرا طبعا)، ولا يغيب عن هذا الكرنفال البهيج سوى تقاليد اقتناء العمل الفني لدى العائلة العراقية عموما ، والطبقة ذات الثراء المادي والخواء الروحي خصوصا، وطبقة أثرياء الصدفة، ومليارات الصدفة ، فقد ظل الفنان التشكيلي العراقي يعتمد في تسويق انتاجه الفني على السوق الفنية خارج البلد.
وظلت بيوت ومكاتب المسؤولين وأروقة الوزارات والرئاسات والسفارات والدوائر الرسمية خاوية من روح التشكيل العراقي ، مترعة بالأدعية وعبارات الحكمة المستهلكة والدعايات المجانية.
وظل العمل الفني الأثير على قلب الثري، والتاجر، والمسؤول .. لا يتعدى تعويذة (أم سبع عيون)!!