زوزو ماضي تجيب: لماذا أحب الحياة؟

1٬208

ارشيف واعداد عامر بدر حسون /

إن الفلاسفة يفلسفون الحياة ويضعون النظريات لتعقيدها وصبغها بالطابع القاتم الأسود!

ولكن الفلاسفة ليسوا هم الوحيدين الذين يلونون الحياة بهذه الظلال الحزينة، بل كلنا يصنع هذه الظلال، غير أن الحياة أجمل كثيراً مما نعتقد..!
إن الفلاسفة مثلاً يقولون إن المرأة خلقت لكي تحبها لا لكي نتأمل فيها، فإن التأمل في الحياة يزيد أوجاع الحياة كما يقول الشاعر إيليا ابو ماضي..
وأنا أحب الحياة..

أحب الحياة لأنني لا أحاول أن اتأملها ولا أعقدها ولا أستطرد في متابعة تفصيلات أحداثها الحزينة.. بل أقبلها بكل عيوبها.. جميلة.. فاتنة.. بسيطة.. الحياة تغري!
وأعتقد أن كل الناس يحبون الحياة في أعماقهم وإن بدوا لها كارهين ومتسخطين.. فأنت قد ترى شخصاً في طريقه الى كوبري قصر النيل لينتحر مثلاً وبينما هو سائر في الطريق يهاجمه كلب فيجري، هذا في الوقت الذي يسعى فيه الى التخلص من حياته كلية..

ومن مقومات حب الحياة الرضا النفسي والرضا العاطفي.. وأنا أتمتع بالاثنين، فأنا راضية نفسياً لأنني اكتفي بالمستوى الذي أعيش فيه في حدود دخلي ولا أطمع في مزيد.. بينما لو اقتصرت إيرادات إنسان طماع على دخلي.. لكان في ذلك كارثة محققة له!

وأنا راضية وعاطفية لأن عاطفة المرأة ليست فقط في حبها للرجل، بل في ذلك الدفء اللذيذ الذي تنعم به وهي أم يحيط بها أبناؤها.. ولقد رزقني الله ولداً وبنتاً.. وأنا أحس بسعادة جارفة عندما أرى في هذه البنت امتداداً لحياتي.. ومن أجل هذا الولد وهذه البنت أنا لا أحب الحياة فقط.. بل أتشبث بها كل التشبث..
أما العاطفة بين الرجل والمرأة فإنني أعتقد أن حب المرأة لا يفيض عن عاطفة حقيقية وإنما ينبع عن مصلحة.. تماماً مثل حب الرجل للمرأة.. فالحب بين الرجل والمرأة هو مصلحة متبادلة بينهما ولا تصدقوا غير ذلك.. أما الحب الحقيقي فهو الحب النابع من الأمومة..

هل رأيتم؟ تبسيط للحياة.. وعدم التأمل الحزين فيها.. والرضا النفسي.. والرضا العاطفي.. وبعدها تحلو الحياة وتعشق ولا تصدقوا الفلاسفة!