أماني محمد النعيمي.. تكتشف طريقة فعّالة للتطعيم ضد الآيدز

1٬905

آمنة عبد النبي /

الأمنيات المكدّسة في الصدور مثل الطيور لاتضيق بأبنائها ابداً، وانمّا تتسع بأعشاشها وتلفهم بكفوف حانية تشبه الأمهات، وحتى حينما يحاصرها تُجار الذخيرة الناعمة، تحملهم الى برٍ آمن ثم تصنع لهم من الشموخ جناحين ليحلقوا بإمكانياتهم العلمية الفذّة التي مازالت تُبهر العالم، وتلفت ذهول الملوك صوبها.
“أماني محمد النعيمي” سنبلة عراقية مهاجرة لم تتجاوز ربيعها الـثامن عشر، دخلت مثل فارسة عنيدة الى”كارولينسكا”، المركز البحثي الأكبر والأهم في العاصمة ستوكهولم، وبإشراف كبار العقول السويديّة، لتخرج منه بعد شهرين وهي حاصلة على درجة 98,5% في بحثها التخصصيّ الذي نافس بجرأتهِ وتفوق بألمعيتهِ على عقول أوروبيّة يُشار لها بالقداسة العلمية.
“العالمّة المستقبلية” كمّا يلقبها أساتذتها، راهنت على النتيجة في بحثها عن علاج فايروس الآيدز او مايسمى بنقصِ المناعة، من خلالِ اكتشافها طريقة تطعيم فعالة ومستحدثة، حصدت نتائجها الأوليّة عبر البحث المختبري الدقيق الذي أخذت عيناتهِ من دماء وخلايا القردة المُصابة.
“مجلة الشبكة العراقية”حلّت بضيافة عائلتها في جلسة عراقيّة مُحبّبة، ممزوجة بثلوج ستوكهولم ورائحة الشاي المهيّل.

تكريم الملوك
هيبة القصر الملكيّ والتكريم على شرفهِ الذي كان حلماً لكلِ مثابرٍ، وأمنية يختزنها كل مواطنٍ في صدره، لم يكن مستحيلاً ولامحال الوصول أمام الشابة العراقية القادمة من بلادٍ كانت يوماً ما تُحيط بأسوارها ثعابين الموت والإرهاب والحروب من كلِ جانب، فصاحبة الـ18 عاماً، والتي تُجيد اللغة السويدية والإنكليزية والألمانيّة قد نجحت ببراعة في التوصل إلى اكتشاف علمي “مذهل” في مجال علاج فيروس الآيدز، لدرجة انّ كارل غوستاف السادس عشر ملك السويد الذي ذهل ببراعة اكتشافها العلمي في مجالِ الطريقة الفعالة في علاج فايروس الآيدز، وجّه لها دعوة عشاء على موائد النوبل في القصر الملكي على شرفها، تكريماً وتثميناً. فشغلت بثمارها العلميّة جميع وسائل الإعلام السويدية والعالميّة، الى جانب تكريمها من السفارة العراقية في ستوكهولم من قبل سفيرها الدكتور أحمد الكمالي، حيث كانت فرحتها وفرحة عائلتها كبيرة، كونها فرحة من ثابر ونهض بجراحهِ ليرفع اسم بلدهِ الأم، لانّ مايميز الجهد هُنا هو العمل الدؤوب بكلِ ثقة واخلاص، فالمشوار الذي بدأ للتو لايزال أمامها طويلاً وشاقاً ولن ينتهي إلا برفعِ اسم العراق سالماً منعماً بلا صدمات او رضوض.

غصة المهجر
لم يكن قرار مغادرة العراق قراراً سهلاً وإرادياً، وانما كان ولايزال غصّة في قلب العائلة التي أجبرها تردي الظروف الأمنيّة والإرهاب الدمويّ الذي التف على جسد البلاد في محاولة لتمزيق وحدتها وهرمونيّة طوائفها وقومايتها الجميلة، على الخروج قسراً في عام 2008، اي بعد ولادتها بثماني سنوات حيث كانت المولودة الوحيدة بعد وفاة شقيقتها عامِ 2001، لذلك كانت مرارة الفقد تُزيد من جرعات الحب والاهتمام بها، لتعيش طفولة مُشبعة بالحنان والاهتمام والتثقيف، خصوصاً وانّ والديها من النخب التربوية، فوالدتها السيدة”نغم الزبيدي” أستاذة في مادة الرياضيات والعلوم والتي كان لها دور لافت في توجيه وترويض الميول العلميّة لابنتها، حيث زرعت بداخلها فكرة التفوق في الموادالعلميّة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، باعتبارها الأسس التي تستند عليها دراسة الطب مستقبلاً.
بعد ذلك باشرت أماني دراستها في مملكة السويد، حيث أكملت المرحلة الابتدائية وبعدها المتوسطة. والجدير بالذكر انّها كانت من الأوائل الثلاثة على المدرسة فنالت جائزة الرحلة الى الكليات العلمية في العاصمة الروسيّة موسكو، وحالياً هي طالبة على اعتاب إنهاء المرحلة الإعدادية.

العالمة المستقبلية
كان لديها اندفاع كبير نحو المواد العلمية وولع خاص بقراءة الكتب التي تستعيرها من المكتبة وحرصها كذلك على مواكبة الاكتشافات والمستحدثات العلمية، خصوصاً في مجال الطب، لم تكن لدى أماني مواهب ربانية او خارقة للعادة بحسبِ مايعتقده والداها، ولكن هو التوجيه الصحيح والتشجيع، مستندين على الحكمة العظيمة التي تقول”أعطني أماً متعلمة، أعطيك جيلاً صالحاً” حيث كان أبواها يؤكدان أنّ المستوى العلمي لأماني، كان مصدراً للفخر والتباهي من خلال المديح والثناء الذي كانا يسمعانه من أساتذتها في المدرسة، حيث أن الإجماع كان على جديتها الغريبة في التفوق، لدرجة وصلت انهم لقبوها بالعالمة المستقبلية. وكانت انجازتها تُنشر في لوائح الشرف المدرسية في اشارة واضحة لقدراتها العلمية المتميّزة. امّا زميلاتها وأصدقاؤها فكانوا يلقبونها بالنابغة وذلك لقدرتها على حلِ جميع المسائل المستعصيّة عليهم، وهي تأمل بدخول كلية الطب هذا العام بعد إنهاء الدراسة الثانوية، كما تطمح بالتعمق بدراسة الأمراض المستعصية وطرق علاجها.