مخاطر الأغذية المعلّبة

1٬406

آمنة السلامي /

يقبل العديد من الأسر على شراء الأغذية المعلبة دون العلم بخطورتها على صحة الفرد والمجتمع. لأن الإكثار من تناولها ومع ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي الى الإصابة ببعض الأورام السرطانية، فتعرض هذه المنتجات للتلف بصورة يومية أثناء عرضها في المحال او في البسطات التي تقوم بدورها بعرض هذه المنتجات للبيع في حرارة الجو المرتفعة، وخصوصاً في فصل الصيف قد يؤدي إلى حدوث بعض التفاعلات داخل هذه العبوة فتتحول الى مواد سامة. مجلة (الشبكة العراقية) حاولت عبر تحقيقها هذا الإجابة على تساؤلات عديدة عن خطورة الأغذية المعلبة ونتائجها على الصحة العامة بمشاركة ذوي الاختصاص.
المواد الحافظة والأمراض
أول محدثينا من مركز بحوث السوق وحماية المستهلك في جامعة بغداد الجادرية الدكتور (يحيى كمال خليل) قائلاً:
إن المواد الغذائية المحفوظة هي عبارة عن أغذية تحتوي مواد حافظة او مواد ملونة او مواد منكّهة بقصد زيادة عمر الأغذية لفترة أطول قدر الإمكان وهذا شيء جيد لكي لا تحدث أزمة غذائية في المجتمع، لكن الجانب الآخر هو أن هذه المواد الحافظة تسبب أمراضاً عديدة بسبب عوامل كثيرة منها ارتفاع درحة الحرارة وخاصة في فصل الصيف في مجتمعنا حيث تصل الحرارة مابين 50 الى 55 درجة مئوية، لأن ارتفاع درجة الحرارة سوف يؤثر على البروتينات المسؤولة عن الطعم والنكهة ما يؤدي الى التغيير في التركيز الكيميائي ومن هذه المواد الكلوتامين والكلوتاميك. مبيناً أن المواد الدهنية الموجودة في المواد الغذائية سوف تتاثر بارتفاع درجة الحرارة ما يؤدي الى زيادة الأحماض الدهنية الحرة والفيتامينات التي سوف تنخفض قيمتها الغذائية من 40 الى 70 بالمئة واحيانا تصل الى صفر بالمئة مع ارتفاع درجة الحرارة طول الزمن. اما بالنسبة للّحوم المحفوظة فتضاف لها مواد كيميائية هي أملاح النترات والنتريت لكي تعطي لوناً أحمر زاهياً للحم وبالتالي فإن ارتفاع الحرارة سوف يحرر الأمونيا وهي مادة خطرة.
ونبه الى أن وجود حافظات بلاستك والمصنوعة من مادة بي بي سي سوف تؤدي الى حصول تحلل لمادة الكلور الى الماده الغذائية وبالتالي حدوث تسمم نتيجه تركيز الكلور في المادة الغذائية. الأفضل هو التوجه نحو الأغذية المحضرة آنيا واستخدام العصائر الطبيعية قدر الإمكان.
كوارث صحية
هناك رأي آخر في موضوعنا، اوضحه لنا الأستاذ (نبراس محمد الصفار)، جامعة بغداد مركز بحوث السوق وحماية المستهلك في تصريح له لـ (مجلة الشبكة) عن خطورة الأغذية التي تباع على الأرصفة والطرق بالقول:كثيراً ما نلاحظ قناني العصائر المختلفة كالتمر الهندي والنومي بصرة والليمون والرمان والبرتقال والعلب المعدنية للمشروبات الغازية على أبواب المحال التجارية ما يفقدها جودتها وبعضاً من قيمتها الغذائية نظراً لتعرضها لأشعة الشمس خصوصاً في فصل الصيف بشكل عام وفي العراق بشكل خاص حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ50 مئوية.
مضيفاً أن تعرضها للشمس يغير لونها وطعمها ويزيد من نشاط الأحياء الدقيقة فيها ما يجعلها وسطاً ناقلاً للأمراض الغذائية فيصبح استهلاكها خطراً على صحة المستهلك، وفقاً لقول متخصصين والباحثين في مجال الأغذية.
مبيناً أن العصائر والمشروبات وكثيراً من الأغذية التي تباع على الأرصفة والطرق تعتبر مخالفة لشروط الصحة والسلامة العامة وينصح الباحثون المواطنين بأن يكون لديهم نمط استهلاكي وانتقائي في اختيار المواد الغذائية التي تخضع لشروط الصحة العامة, والابتعاد عن شراء المواد المعرضة لأشعة الشمس، لافتين النظر الى أن الدور الأكبر يقع على المواطن في مكافحة تلك الظاهرة اذ أنه هو المسؤول المباشر عن استهلاك تلك المواد الضارة وتقع عليه المسؤولية بعدم شرائها. ونبه الى أن هذه الأنواع من المواد الغذائية شديدة الحساسية وسريعة التلوث والفساد وكثيرا ما يؤدي تناولها إلى الإصابة بالالتهابات المعوية وبعض الامراض الخطيرة.
ونبه إلى أن الحرارة تتفاعل مع المواد الكيميائية في البلاستيك الموجود في عبوة المياه، فتقوم بتحرير مادة خطرة يطلق عليها (الديوكسين) وهى مادة شديدة السمية على خلايا الأجسام، وتسبب سرطانات مؤكدة، وبخاصة سرطان الثدي عند النساء والرجال. على الرغم من تحذيرات صحية رسمية من احتمال التسبب بإصابات سرطانية في حال حدوث تفاعل كيميائي بين المواد المكونة للعبوة البلاستيكية ومياه الشرب في داخلها، إلا أن أغلب أصحاب المحال يجهلون تلك المخاطر الصحية، بل حتى إن عرفوها فإنهم يتغاضون عنها مقابل ما يجنون من أرباح مالية، وخصوصا في شهري تموز وآب..

سموم قاتلة
من جانب اخر بينت (م. م. ابتسام فريد علي)، جامعة بغداد مركز بحوث السوق وحماية
المستهلك، لمجلة (الشبكة) أن المياه والمشروبات والعصائر وكذلك المواد الغذئية المعلبة و غيرالمعلبة محلية الصنع كانت أم مستوردة هي الأخرى لم تسلم من قلة وعي التاجر او أصحاب المحال التجارية والبائعين من ناحية طريقة العرض والخزن في ظروف ملائمة وكمثال على ذلك اللحوم والأسماك والدواجن والبيض والمخللات والمقبلات وبعض الوجبات السريعة ومنتجات الألبان والأجبان اذ تتعرض كل هذه المواد للتلف بسبب تعرضها لدرجات الحرارة العالية وتظهر أشكال التلف إما بوجود روائح غريبة او طعم غير طبيعي او بظهور انتفاخ بالنسبة للمعلبات او وجود الحشرات والديدان بالنسبة للحبوب والبقوليات.
ونوهت الى أن خطورة عرض عبوات المياه تحت أشعة الشمس تتمثل في محورين مهمين: الأول ارتحال المواد الكيميائية التي تتكون منها العبوة البلاستيكية (بولي ايثلين) نتيجة تحللها بفعل تعرضها لأشعة الشمس، والتي تتحول إلى مواد مسرطنة داخل الماء، والآخر يتمثل في نمو قسم من الأحياء المجهرية والتي من شانها التسبب بأضرار على صحة المستهلك.
مبينة أن تعرض المشروبات لأشعة الشمس لفترات طويلة تتسبب في حدوث تغير كيميائي كونها عصائر صناعية مكونة من نكهات وماء ما ينتج عنها تحولات كيميائية وتظهر على الشخص أعراض مباشرة وخلال فترات قصيرة بعد تناولها كالإسهال والمشكلات المعوية الأخرى.
لهذا كان لابد من تفعيل دور التوعية الصحية وزيادة الوعي بسلامة صحة المستهلك لكل أفراد المجتمع وبكافة أشكاله وسلامة الغذاء والماء والدواء، لكون المستهلك في المجتمع هو المؤثر والمتاثر الأكبر في هذه العملية.