ورشٌ صناعية في مزار عمران بن علي بن أبي طالب
عامر جليل ابراهيم /
على مقربة من قرية الجمجمة في محافظة بابل وعلى بعد كيلو متر واحد من مدينتها التأريخية، يشمخ على أحد تلال المدينة بناء على الطراز الإسلامي وأحد المقامات المدرجة على لائحة التراث العالمي، وهو لأحد أعلام الأسرة الهاشمية العلوية وبطل من أبطال معركة النهروان.. السيد عمران بن علي بن أبي طالب.
“مجلة الشبكة العراقية” تشرفت بزيارة المرقد الشريف لتسليط الضوء على هذه البقعة الطاهرة ضمن سلسلة (السياحة في العراق) لما له من اهمية على مستوى السياحة الدينية العراقية والتقت السيد صالح مهدي جواد السلطاني، الأمين الخاص للمزار.
يقول السيد السلطاني: المزار يعود الى أحد أبطال الأسرة العلوية هو عمر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ويعرف في العراق باسم “عمران” هو ولي من أولياء الله ومن المتقين وأحد أبناء أمير المؤمنين عليه السلام الستة الذين فقدهم في حياته.
ولادته ووفاته
يضيف السيد السلطاني أن ولادته غير معلومة، لكن بعض المصادر تقول إنه ولد في سنة 20هـ، وكان استشهاده سنة 38هـ عندما أصيب بجروح بالغة في معركة النهروان مع أبيه الإمام علي (ع) وعلى إثرها نقل من النهروان الى الكوفة وأثناء مسيرهم توفي قرب منطقة الآثار في بابل ودفن هناك على يد أبيه.
وبيّن الأمين الخاص للمرقد: أن مساحة المرقد تقرب من الـ(1500) متر مربع حسب السند الموجود لدينا، وموقعه مدرج ضمن لائحة التراث العالمي.
قبره حفره الإمام علي بيديه
يتوسط المزار الضريح الشريف الذي حفره الإمام علي(ع) بيديه وجعله منخفضاً عن سطح الأرض بعمق 20 متراً او ما يوازي 22 درجة سلم نزولاً، وفي العام 1968م أجريت على المزار الشريف عدة تحسينات وإصلاحات حيث رفعت دكة القبر الى ثلاثة أمتار بعد عملية دفن الحرم.
وللمرقد الشريف شباك من الألمنيوم ارتفاعه متران ونصف المتر وعرضه متر ونصف المتر وطوله متران ونصف المتر، تعلوه قبّة من الآجر، ترتكز على بناء مربع طول ضلعه من الداخل خمسة أمتار وتعلو هذه القبّة، قبّة خارجية مبنية هي الأخرى من الآجر، وترتفع عن مستوى أرض الضريح بعشرين متراً، لذا فإن هذا المرقد بما يحتويه من أسرار وعجائب كان مكاناً مميزاً جداً، وأحد المراقد المقدسة المهمة في محافظة بابل.
قبّتان وشهداء
سألنا الأمين الخاص للمزار عن سبب وجود قبّتين فقال: توجد قبّتان في المرقد، واحدة ارتفاعها 12م والثانية ارتفاعها 9م واحدة للإمام عمران ابن علي والثانية لشهداء معركة النهروان الذين لم تعرف أسماؤهم حتى الآن.
ويستطرد السلطاني: في داخل الحرم يوجد بئر قديم مبني من الطابوق البابلي، حفره الإمام علي (ع) ويمتاز بمائه (المج) ويكون بارداً في الصيف، حاراً في الشتاء، عمقه أكثر من 18 متراً ومنسوب المياه فيه ثابت لا يتغير.
مزار وورش صناعية
في نهاية الحديث فاجأنا السيد السلطاني الأمين الخاص للمرقد واصطحبنا في جولة ضمن أرض وحدود المرقد وانبهرنا بورش العمل المكونة من معمل للخياطة وورش صناعية يعمل فيها شباب بصناعات مختلفة توزعت بين صناعة الكرفانات وأخرى للحدادة وورشة للألمنيوم وأخرى للصناعات الكهربائية.
يقول السيد السلطاني: تقوم ورشنا بصناعة الكرفانات والمسقفات (السندويج بنل) لجميع المزارات, كما نقوم بخياطة جميع بدلات الزي الموحد للموظفين والمنتسبين للمزارات المقدسة.
ويضيف: إن ما نقوم به ليس هدفه الربح بقدر ما هو توفير فرص عمل للشباب الساكنين في المنطقة, والعاملين في هذه الورش من مهندسين وفنيين أكفاء وهم ضمن الكادر الوظيفي للمرقد.