من يتحملهُ أكثـر.. الرجال أم النساء؟

986

علي غني  /

مَنْ الأكثر تحملاً لصيام شهر الله، الرجال أم النساء، ومن سيواصل صيام الشهر بأكمله متحملاً مشقة الصيام.
رجال منحازون للنساء..!
يقول الحاج حسن عبد الله (تربوي أقدم): مما لا شك فيه أن المرأة أكثر تحملاً من الرجل لأنها تتحمل أعباء البيت وتؤدي العديد من الأعمال، على الرغم من صومها، لكن هناك استثناء لبعض الرجال الذين يكونون أكثر تحملاً من النساء لما يتمتعون به من قوة وقدرة على الصبر، وأشعر أنني واحد منهم.
يؤيده الباحث الاجتماعي علاء كاظم الوردي: أجل، المرأة أكثر تحملاً من الرجل في الصيام لامتلاكها الصبر وقدرتها على تحمل عناء العمل في البيت والوظيفة الى جانب رعاية الأولاد، فضلاً عن أن قلب المرأة أقوى من قلب الرجل.
ويذهب زميله ستار عبد حسين (مدرس لغة انكليزية) الى أبعد من ذلك عندما يقول: لعل الامتناع عن تدخين السكائر لدى الكثير من النساء العراقيات يساعدهن على الصيام بسهولة، الى جانب أن المرأة أكثر عاطفة، كذلك تحملها أعمال الطبخ ومشقة رعاية الاطفال.
بينما يرى الباحث هيثم خزعل: أنه على الرغم من أن الموضوع متعلق بالإيمان بغض النظر عن الجنس، فقد قال الإمام الصادق (ع): “ما ضَعُفَ الجسد عمّا قويت عليه النية”، وأعتقد أن المرأة أكثر تحملاً بسبب طبيعة عملها والتزامها البيتي.
وعلّل الأستاذ حيدر باقر تحمل المرأة للصيام، لمكوثها الطويل في البيت.
واكتفى المشرف التربوي حسن عريبي بالقول: أعتقد أن المرأة أكثر تحملاً للصيام.
تباين في آراء النساء؟
الصحفية سجى عمار كريم تقول: أنا أرى أن المرأة أكثر تحملاً ليس لكوني امرأة لكن الحقيقه تقال، ليس في وسع الرجل أن يجمع بين الأمرين؛ أن يعمل خارج البيت، ثم يعود للبيت ليقوم بأعمال منزلية من تنظيف وغسل وتلبية احتياجات الأولاد وإعداد الفطور وغسل الصحون وتحضير السحور وإيقاظ العائلة من أجل السحور وهكذا على مدى شهر كامل.
بينما تنحاز زميلتها آيات نوري مطشر (خريجة لغات) للرجال قائلة: إن الرجل يتحمل الصيام شهراً كاملاً أكثر من المرأة، رغم أنه يمارس الأعمال الشاقة، لا سيما الذين يعملون في الحرّ، بينما النساء يعملن داخل المنزل في بحبوحة من وسائل الراحة.
في حين أكدت المدرِّسة يسرى شنشول من مدرسة ابن ماجد: أن المرأة تتحمل أكثر من الرجل، لا سيما المرأة التي تجمع بين الوظيفة وعمل البيت، فهي تقوم بجميع الأعمال المنزلية وتربية الأولاد والمسؤوليات الأخرى، بينما يمكن للرجل أن يأخذ قسطاً من الراحة في البيت، إلى جانب أمور العبادة، لذلك فالمرأة لها القدرة على التكيف مع الظروف كافة.
السيدة إنعام الهاشمي رأت أن الإيمان بالعقيدة الصومية عند الرجل أكثر من المرأة لذلك فهو يتحمل مشقة الصوم أكثر من المرأة.
تتساوى النسبة؟!
الشيخ ماجد الجبوري (المشرف العام على حوزة الإمام الجواد) قال: تتساوى النسبة بينهما لعاملين: أولهما أن كليهما إنسان من ناحية التكوين، وثانيهما: لو ذهبنا الى الشريعة نجد أن هناك حكماً عقلياً يقول باستحالة التكليف بغير المقدور، اي لا يصدر تشريع من السماء، بأن يكلف الإنسان ما لا يقدر عليه، وبضم النقطتين الأولى والثانية، نستنتج أن المرأة شأنها شأن الرجل في كل الخصوصيات الفسلجية والتكوينية، فتكون قادرة على الصيام أسوة بالرجل. فضلاً عن ذلك، فإننا إذا رجعنا الى البعد الأخلاقي للصيام، لوجدناه يرتكز على الإيمان، والإيمان ليس حكراً على الرجل دون المرأة، ولا على المرأة دون الرجل، فأقواهما إيماناً سيكون أكثر تحملاً لطاعات الله سبحانه وتعالى، وعندها قد تكون المرأة في بعض الحالات أشد من الرجل في تحمل الصيام، لأن إيمانها راسخ، فتكون أشد تحملاً للصيام وشوقاً إليه بدافعها الإيماني من رجل أقل إيماناً منها.