رائحة القهوة
محسن ابراهيم/
لم أعرف حينها ما تعني هذه الكلمات، وأنا ابن بضع سنين، ولا أفقه كل الأشياء، تابعتها بشغف ولم أعرف سر انشدادي إليها برغم أن أقراني بالعمر كانوا يتجهون الى مشاهدة أصحاب العضلات المفتولة وأفلام الأكشن والكابوي على الشاشة الفضية، رائحة القهوة تمثيلة عراقية ألفها يوسف العاني واخرجها عماد عبد الهادي أدى أدوار البطولة فيها غزوة الخالدي وقاسم الملاك وهند كامل، دفعني شغفي لمتابعة كل مايعرض من تمثيليات تلفزيونية، شاهدت (بلابل) فاروق محمد وحسن الجنابي وكيف كان الأداء مبهرا لفوزية الشندي ويوسف العاني، انتقلت لكراسي حمودي الحارثي الستة في تمثيلة ( ست كراسي) مع خليل الرفاعي تلك الكوميديا العفوية التي كانت تحمل في مضمونها الكثير، أيقنت حينها أن ايصال الفكرة ربما يتم في ساعة تلفزيونية تختزل الكثير من الجهد والمال أن توفر نص جيد ومخرج ذي رؤية ثاقبة وأن توفرت أرضية انتاجية مناسبة، ليس من الضرورة أن ينحسر الانتاج الدرامي بالمسلسلات والتي تابعنا معظمها في الفترة الماضية وعلى مدى ثلاثين حلقة كان المشاهد حائرا تائها في ايجاد مايريد أن يوصله الكاتب، ربما الحل الأمثل الآن بعد الكساد الذي حل بقطاع الانتاج الدرامي بسبب حالة التقشف التي اصابت مفاصل الدولة هو الاتجاه لانتاج سهرات تلفزيونية تعتمد في بنائها الدرامي على قصص مختزلة من الواقع العراقي الذي يزخر بالكثير وبامكانيات مالية قد لاترهق ميزانية القنوات الفضائية. عسى أن نستنشق رائحة القهوة من جديد.