المسلمون في العالم: رمضان يعزز السلام ويؤلف القلوب

714

ترجمة: ثريا جواد /

يبدأ مئات الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم التحضير لشهر رمضان المبارك، وهو الشهر التاسع والأقدس في التقويم الإسلامي، إذ دعا القرآن الكريم إلى ضرورة صيام الشهر، وسيبقى كثير من المسلمين صائمين بلا طعام ولا ماء من شروق الشمس إلى غروبها، والاستمرار في الحياة والقيام بكل الأفعال التي تحث على الإيمان والتحدي وهو ايضاً اختبار جميل للسلام في دواخلنا.
روحانيات
يشرح ثلاثة من المسلمين يعيشون في بلاد غير إسلامية كيف يمكنهم الجمع بين روحانياتهم وحياتهم المزدحمة والمتخمة بالأعمال أثناء شهر رمضان الكريم.
– تقول عارضة الأزياء البريطانية الصومالية التي تعيش في غرب لندن آشا محمود (20 عاماً): يعتقد الناس أن شهر رمضان سهل، لكنَّ هذا ليس صحيحاً ففي البداية، ينتهي بك الأمر دائماً إلى زيادة في الوزن لأن الجسم يشتهي الكربوهيدرات الدهنية الثقيلة في الإفطار، ثم لا يمكنك التحرك بعد ذلك.
– عائلتي من الصومال، ومثل بقية الثقافات الإسلامية الأخرى لدينا الكثير من الوجبات اللذيذة على مائدة الافطار – أشياء مثل الكاري والساموسا والفواكه – إنه وقت مدهش حقاً لتجمع كل أفراد العائلة.
– معظم الناس لا يستطيعون تجاوز فكرة عدم تناول طعام أو شراب خلال النهار، لكن هذا يكسبنا الكثير من الناحية الروحية، إنه منظور مختلف وأكثر هدوءاً ويذكّرك دائماَ أن تكون ممتناً وصبوراً، والساعة الأخيرة قبل الإفطارهي تلك التي يجدها الجميع صعبة ولكنني أتأقلم من خلال الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية والتمرّن هناك، وهذا ليس جنوناً ولكني أجدها طريقة جيدة حقاً لجعل الوقت يمر بسرعة أكبر.
ثقافة الأويغور
– رحيمة محمود، (49 عاماً)، موسيقية من الأويغور، ناشطة ومترجمة نُقلت إلى المملكة المتحدة من شمال غرب شينجيانغ، حيث تم احتجاز ما يقارب الـ 3 ملايين مسلم في (معسكرات إعادة التعليم) من قبل الحكومة الصينية، تقول: شهر رمضان دائماً يعني الفرح وكان شيئاً جميلاً نتطلع إليه في تركستان الشرقية – التي يطلق عليها الصينيون (شينجيانغ) .. كانت لدينا بعض فترات من الحرية لممارسة طقوسنا الدينية لأنه لم تكن هناك أنظمة مراقبة عالية التقنية كما هي موجودة الآن، وبغض النظر عن مكان وجودنا، فإن رمضان هو أحد أركان الإسلام التي يحاول المسلمون مراعاتها، وعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة في بلدي التي قد تصل إلى 40 درجة مئوية، لكن بسبب إيمانك فإنك لا تجد صعوبة في الصوم.
– في الأسبوع الأول تشعر بالارتباك، ثم مثل أية ممارسة تعتاد عليها، إنه وقت من السعادة والسلام الشخصي، ومن ثقافة الأويغور أننا نفطر بالماء والشاي الأخضر، وعادة ما تكون على طاولة الإفطار شوربة طازجة خفيفة والوجبات الخفيفة والبسكويت وأشياء أخرى مثل (غوشان) (اللحم المحشو بالخبز) أو أرز البيلاو مع الجزر والضأن وهو طعام غني بالزيت يمنحك طاقة تدوم طوال اليوم فضلاً عن الزلابية على البخار أو المقلية.
– نحن أكثر المسلمين تعرضاً للاضطهاد، وعند متابعتي الأخبار حول ما تفعله الحكومة الصينية لشعبي أشعر بالكثير من القلق ويؤلمني حقاً أن أشقائي الجميلين لا ينعمون بهذا الشهر المقدس، والإيمان هو الشيء الوحيد الذي يحافظ على استمرار شعب الإيغور، وعلى الرغم من أنني وابني ما زلنا نحضر اجتماعات الإفطار مع مجتمع الأويغور هنا في لندن، فقد أصبح شهر رمضان شهراً حزيناً بالنسبة لي فلا أستطيع أن أتخيل كيف حال أسرتي وأصدقائي هناك.
مساعدة الآخرين
– مدثر أحمد (36 عاماً)، مستشار الشؤون العامة البريطاني باكستاني الأصل يعيش في شرق لندن، يقول: أنا وزوجتي لدينا تقاليدنا الخاصة ونحاول دائماً القيام بالأشياء بطريقة مختلفة لنكون أكثر وعياً وصحة، لذلك نحن نعد الكثير من الحساء والخضراوات والدالس ونستضيف عند مائدة الإفطار أصدقاءنا المسلمين وغير المسلمين للانضمام إلينا، إنه وقت رائع للمساعدة وتعزيز فهم أفضل لما يدور حوله الإسلام، وأصعب شيء بالنسبة لي هو الاستيقاظ في الصباح وعدم تناول القهوة، إنه أمر صعب، لأنني اعتدت أن أتناول ثلاثة إلى أربعة أكواب في اليوم.

عن الغارديان