جاسوسات الفيسبوك

1٬402

إنعام العامري /

يُعاب على المرأة في بعض الأحيان تجسسها على زوجها، ويشعر البعض أن الزوجة ترتدي بدلة شارلوك هولمز وتتابع تحركاته بخفاء، بانتظار لحظة الإمساك به متلبساً بجريمة يعاقب عليها قانون الزوجية.
غير أنه في أحيان كثيرة تبدع النساء في اكتشاف خيانات الرجال خارج القفص الذهبي، وتستخدم حيلاً وفّرتها وسائل التواصل الاجتماعي، ليظهر الوجه الحقيقي للزوج، فما هي طرق الزوجات الجديدة في اكتشاف ما يدور في الخفاء؟
قصص كثيرة روتها لـ”الشبكة العراقية” زوجات استخدمن الفيسبوك لوضع الزوج على (بارومتر) الوفاء أو الخيانة، فكانت النتائج غير متوقعة لبعضهن.
توجّس..
تقول نسرين محمد/ معلمة: “ينتابني القلق من زوجي حينما يقضي أغلب وقته منزوياً في المنزل يدردش في الفيسبوك، وذات مرة طلبت صداقته من حساب فتاة قمت بإنشائه حديثاً، ولكنه شك في الأمر وسألني عنه، تلعثمت في الإجابة ولم أستطع الكذب عليه وصارحته بالحقيقة، وأنا أعرف في قرارة نفسي أنه يخونني مع أخريات.” وأضافت: “لكن رغم ذلك بدأ يتوجس الخيفة مني ولم يعد يراسل او يستجيب لطلبات الصداقة مع أية فتاة أخرى.”
وجه آخر
وأثار الفيسبوك جدلاً كبيراً وصخباً لدى الكثير من العوائل، ووصل الحال الى تسببه بحالات طلاق، كان سببها الأول خيانة أحد طرفي العلاقة الزوجية، أو بأقل تقدير السماح لشخص غريب باقتحام خصوصيات الزوج أو الزوجة. وبحسب الأرقام الرسمية، فإن معدلات الطلاق في العراق ازدادت، وهو أمر لا بد من الانتباه اليه بتجرد، ومعرفة الحلول الناجعة وفق متغيرات الحياة في البلاد، ووصلت حالات الطلاق الى نحو 100 ألف خلال العام الماضي، وكان جزء منها ناجماً عن مشاكل وسائل التواصل الاجتماعي وعدم استخدامها بالشكل الصحيح. لكن مع هذا كانت الأمور عكسية في العديد من الحالات، ساهم خلالها الفيسبوك في إذابة الخلافات بين الأزواج، ومنها قصة زينب كاظم/ ربة بيت قالت: “كنت على خلاف مع زوجي فتركته وذهبت الى منزل أهلي، وقررت مراقبته عن كثب خصوصاً انه مرّت نحو ثلاثة أشهر بدون أن نتكلم أو يتدخل أهلنا في حل المشكلة، وقتها أرسلت له طلب صداقة على الفيسبوك من حساب آخر غير حسابي، وتقمصت شخصية أخرى وتم التعارف بيننا.” وأضافت: “قلت له إنني غير متزوجة وصدقني كما تصورت، وتبادلنا الأحاديث وتقاربت أفكارنا حول قضايا اجتماعية ومواقف معينة، ولم أعرف حينها أنه كان يصور لي المحادثات التي كانت تدور بيننا، الى أن قام بإرسالها لي على حسابي الخاص وعاتبني على فعلتي هذه.” وأكملت زينب حديثها: “كان ذكياً جداً لدرجة أنه أوقعني أثناء المحادثات بعبارات كان معتاداً أن يسمعها مني كزوجين، فانتهى العتاب الى تفاهم وذاب الجليد الذي أصاب علاقتنا الزوجية، فكان لهذا الحساب الوهمي الفضل في عودة المياه الى مجاريها.”
خائن
تقول نور علاوي/ مدرّسة: “دخلت على زوجي من حسابات مختلفة، بحيث كنت أسبوعياً أدخل عليه من حساب جديد ولا يتردد لحظة واحدة في صدّ أية واحدة تحاول التقرب اليه، وهذا ما أصابني بنوع من الإحباط وخيبة الأمل في إصلاح حال زوجي الذي أعلم أنه كثير العلاقات مع النساء.” أضافت نور قائلة: “قررت أن أتركه وشأنه، لأن محاولاتي باءت بالفشل، حتى بعد أن واجهته ذات مرة بأني كنت أتحدث معه باسم غريب، فأجابني مبرراً فعلته، أنه كان يعلم ذلك، فهل مثل هذا الرجل يتوب؟”
زوجي يطلب يدي!
تقول هناء كاظم/ متقاعدة: “اختمرت في ذهني فكرة مراقبة زوجي من حساب غير حسابي على الفيسبوك، وفعلاً قمت بذلك حتى أتخلص من هاجس القلق الذي يلازمني عندما يمسك زوجي الموبايل ويبدأ بالكتابة منزوياً اثناء تواجده على الفيسبوك.” وأضافت “أعلم بأنه على علاقة بنساء أصغر مني بالسن، وحاولت مراراً مفاتحته بهذا الأمر ولكنني ترددت، وكنت أخشى حدوث مشاجرة بيننا.” وتابعت هناء بالقول: “قررت مراسلته من حساب آخر لا يعرفه، وفعلا تجرأت وبدأت محادثته لمدة (3) أشهر، وبعدها طلب مني أن نتزوج في السر دون علمي (أنا زوجته)، وبدأت المماطلة معه حتى استمر بعلاقتي به، إلى أن كشفني حينما كنت أعلق على أحد منشورات شقيقتي ووقعت عيناه على ذلك التعليق، وعاتبني على فعلتي وتخاصمنا، مما أدى الى تدخل الأهل بيننا لإصلاح الأمر، لكن الأمر لم ينتهِ ولم يصلح حاله.”
الناجح الأول
تقول رنا محمد/ ربة بيت: “زوجي موظف في إحدى الدوائر الحكومية، وبحكم عمله فقد كان يسافر كثيراً، ويكاد القلق يقتلني حينما يترك البيت لأيام، وتتزاحم الشكوك في رأسي وأصدقها دون أدلة على خيانة زوجي.” أضافت رنا: “ذات يوم كان زوجي مسافراً الى إحدى المحافظات وطال سفره، فقررت أن اختبر مشاعره وهل هو مخلص لي فعلاً أم لا، واقتحمت حياته من حسابات عديدة، لكنه كان يقول في كل مرة إنه متزوج ويحب زوجته وأولاده، وفعلاً نجح في الاختبار.. أسعدني ذلك كثيراً وشعرت بالارتياح.”
زوجي أرمل!
تقول زهراء أحمد/ بائعة في محل ملابس: “اتفقت أنا ومجموعة من صديقاتي على إنشاء حسابات وهمية ليست بأسمائنا والدخول على أزواجنا والتجسس عليهم وتبادلنا الأدوار، لنكتشف الجانب السري من حياتهم.” وأضافت: “اتصلت بي إحدى صديقاتي لتخبرني بأن زوجي استجاب مباشرة لطلب الصداقة ودخل معها في حديث لا نهاية له، وأخبرها بأنه يبحث عن زوجة تكمل معه بقية عمره لأن زوجته قد توفيت!” وتابعت زهراء بالقول: “أغلب أزواج صديقاتي كانوا لا يبالون بطلبات الصداقة أو المراسلة على الخاص، لانهم ربما يعلمون أن وراء هذه المراسلات أموراً غير طبيعية، إلا زوجي الذي خسرت معه الثقة، وعدم احترام صديقاني له، فكانت التجربة سيئة للغاية وانصح بعدم تجربتها.”