الآثار العراقية سيرة حياة الحضارة وسجلُّها المجيد
ريا عاصي /
أذكر ذلك اليوم جيداً، يوم كان عمر ابني 13 عاماً، وكان يتعافى من ثقوب أطاحت بذاكرته بعد أن شهد مقتل جارنا أمام عينيه، ومرّ بجثّة ملقاة في طريق مدرسته الابتدائية، أراد حينها أن ينسى شيئاً اسمه العراق، وهو الذي لم يعش داخله الا أعوامه العشرة الأولى، وقف ابني في مدرسته الحديثة في إحدى مدن المنفى أمام طلبة صفه ومعلم التاريخ ليريهم صورة بعد أخرى متحدثاً عن سومر وبابل وأوروك وأول حرف كتابة، وأنهى عرضه بصورة كلكامش التي وقف قربها وقال: إنني أنتمي لهذا الرجل فأنا ابن أوروك العراق. يومها عرفت حقاً أهمية التاريخ.
أين يقع المتحف الوطني العراقي؟
بعد أن كلفني مدير التحرير بكتابة موضوع عن المتحف العراقي، نشرتُ صورة لي داخل أروقة المتحف العراقي في إحدى مجموعات الفيسبوك وسألت: أين تتوقع هذه الصورة؟ علق على منشوري هذا خمسون شخصاً، أغلبهم توقعوا أن تكون التُقطت في احدى قاعات متاحف أوروبا، خمسة منهم فقط عرفوا أنها في المتحف العراقي، لكن الذي أصابني بالذهول هو أن عشر فتيات سألنني: أين يقع هذا المتحف؟
في بلد خطّ فيه الحرف الأول في العالم وقدم للبشرية العجلة وقياس الزمن، ما يزال بعض أبنائه يجهلون اليوم اين يقع متحفه الوطني الذي يضم كنوز أسلاف هذه الأرض التي يمتد جذر تاريخها 7000 عام في عمق التاريخ. فمن المسؤول عن هذا الجهل والإهمال يا ترى؟
أين الآثار العراقية؟ ومن يحميها؟
صرح رئيس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي، في مؤتمره الصحفي أثناء زيارته الأخيرة للمتحف الوطني بتاريخ 11 حزيران 2019 “أن العدوان الذي حصل على العراق لم يكن فقط عدواناً على المدن والقرى والأهالي، ولكنهم حاولوا تدمير الأثر العراقي والذاكرة العراقية، والشعوب التي تنقطع عن ذاكرتها يتهدم لديها الكثير، لذا نحن نحاول استعادة الآثار العراقية المهرّبة، وهناك 15 ألف قطعة أثرية جاهزة للشحن من الولايات المتحدة الأميركية استعيدت وسلمت للسفارة العراقية في واشنطن.” وفي المؤتمر نفسه تحدث وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني مبيناً أن هذه السرقات جرت في التسعينات من المحافظات الجنوبية، قرابة عشرة آلاف قطعة تمثل رقيمات طينية وبعضها سرقت بعد عام 2003 من قبل شركة أميركية، تمت ملاحقتها واستعادة الآثار المسروقة منها، والعالم اليوم يقف معنا في استعادة آثارنا، كما أن الأردن سلمتنا 1300 قطعة أثرية بعد أن وقعنا معهم معاهدة للتعاون بإعادة الآثار العراقية.
متى بدأت سرقة آثار العراق؟
متى بدأ نهب الآثار؟ سؤال توجهت به “مجلة الشبكة” للباحث العراقي عبد السلام صبحي طه، مترجم كتاب (الكارثة ..نهب آثار العراق) فأجاب:
“جريمة نهب الآثار في العراق لها جذور ترقى الى بدايات الألفية الميلادية الثانية، جراء فضول الرحّالة حينها، ففي عام 1160 زار الرحّالة بنيامين التطيلي، وهو يهودي من الأندلس، بابل ونينوى ووصف المدينتين، ولدينا من الرحالة العرب ابن بطوطة وياقوت الحموي اللذان أثارت كتاباتهما ووصفهما للبلاد فضول العديد من الرحّالة والمهتمين الأوربيين، اذ يرد ذكر العراق في الكتب الدينية والكلاسيكية على نحوٍ غامض، حتى جاء الرحالة الإيطالي بيترو ديلافالي الذي زار العراق عام 1620، وبعده جاء كارستن نيبور عام 1765م واستنسخ كتابات مسمارية، تلاه الفرنسي ميشو الذي أخذ معه (حجر ميشو) الشهير وهو حجر حدود (كودورو) ومن بعده الأب دوشامب من الكنيسة الفرنسية الذي اكتشف أسد بابل عام 1785.” وأوضح طه: “بعد هذه المرحلة بدأت الدول الأوروبية تهتم بإرسال باحثين ولم تكن الكتابة المسمارية حينها مقروءة بعد، في منتصف القرن التاسع عشر أرسلت حكومة فرنسا بول إميل بوتا الذي شَحنَ أول الثيران المجنحة الى اللوفر في باريس، ومن بعده أرسلت بريطانيا الحفّار اوستن هنري لايارد في 1845 واستطاعوا أن يحصلوا على إذن بالحفر من موظف رفيع في الأستانة (اسطنبول) وكان العراق حينها تحت الاحتلال العثماني، ورد في رسالة الأستانة (يرجى تسهيل مهمة اوستن هنري لايارد في الحفر في خرائب الصحراء واستخراج الأحجار المدفونة وإرسالها الى بريطانيا). وأضاف: بهذه الورقة نُهبت آثار نينوى ونمرود وأُفرغت قصورها وتم شحنها الى بريطانيا، كما أن لهذه الورقة اثر كبير في نهب كثير من الآثار. وفي عهد المس بيل كان يتم تقسيم اللقى التي يتم العثور عليها مناصفة، إن كانت منها نسختان، فنسخة الى العراق والأخرى لبريطانيا، وإن كانت وحيدة فتبقى في العراق أو يعمل بها قرعة بـ(الطرّة والكتبة). “في عام 1889 دخلت البعثة الألمانية التي ترأسها مهندس معماري اسمه روبرت كولدفي، ويعد ذلك التاريخ البداية الحقيقية لعلم التنقيب، وقد اكتشفت البعثة بوابة عشتار وشارع الموكب الذي اسمه يعني “لن يمر الغزاة”، وعمل كولدفي حتى بدء الحرب العالمية الأولى عام 1914 فترك كل ما تم العثور عليه في صناديق خشبية، وعند قيام الدولة العراقية وافقت المس بيل التي كانت تدير المتحف العراقي الذي أقيم في الرصافة وهو (المتحف البغدادي اليوم) على شحن هذه الصناديق الى برلين بحجة الصيانة، ولم تعد حتى يومنا هذا، وهو ما نشاهده اليوم من بوابة عشتار داخل متحف برلين.”
قانون الآثار العراقي
الدكتور عبد الهادي فنجان مدير قسم النشر في مديرية الآثار قال: “في عام 1922 سُنّ أول قانون يحمي الآثار العراقية ووقع عليه الملك فيصل الأول وكانت المس بيل هي مديرة المتحف آنذاك، وفي عام 1936 بعد استقلال العراق تشكلت اللبنة الأولى لدار الآثار العراقية وتم تطوير قانون حماية الآثار وأرسلت الوجبة الأولى من الطلبة الى الخارج لدراسة الآثار وهم فؤاد سفر وطه باقر اللذان شكّلا الرعيل الاول من المنقبين الآثاريين العراقيين، فقد حافظ كلاهما على آثار البلد وحالا دون نبشها وسلبها مدة خمسين عاماً، كما افتتحا قسم الآثار في كلية العلوم والآداب آنذاك في بداية خمسينات القرن المنصرم ناهيك عن أعمالهما في التنقيب والبحث التي أضافت للمتحف وللعراق آثاراً وكنوزاً مهمة فضلاً عن الدراسات والبحوث التي أجريت في وقتهما وبعده.”
وعن عودة أعمال نبش الآثار العراقية وتهريبها، سألنا الأستاذ عبد السلام صبحي طه، فأجاب:
“زادت عمليات نبش الآثار العراقية وتهريبها في تسعينات القرن المنصرم وذلك لضعف سيطرة الدولة، ونتيجة تهميش المواطن العراقي وتجويعه جرّاء الحروب والحصار، وعلينا أن نعترف بضمور الوعي عند بعض المواطنين، وثمة اعتقاد خاطئ مفاده أن أي شيء له علاقة بالآثار مرتبطٌ حتماً بالسلطة، الأمر الذي عدّه المتاجرون بالآثار مسوّغاً للحفر والنبش والتهريب، لاسيما بوجود مشترين مهتمين من تجار الانتيكات، وهؤلاء بدورهم يهربونها إلى خارج حدود العراق لتذهب الى مؤسسات ومتاحف وجامعي آثار تهمهم قيمة هذه الآثار النفيسة لندرتها، كما أن بعض سكان الأماكن والقرى النائية ليس لديهم وعي كافٍ بأهمية الآثار التاريخية والوطنية.
•كيف يمكن إعادة هذا الوعي؟ ومن هي الجهات المستفيدة من نهب آثار العراق؟
“الآن أكاد أجزم أن أغلب دول العالم (ولن أعمم بالطبع) يحسدنا ويتمنى أن يرى إرثنا مسروقاً أو مهرباً الى بلادهم لأنهم يعتقدون أننا ببساطة لا نستحقه، فنحن بالنسبة لهم مجرد ورثة محل انتيكات ثمينة. إن الذي جاء متأبطاً التوراة في القرن التاسع عشر هو سَلف من يسرق الآن بذرائع شتى، سيّان إذا كان بروفسوراً في جامعة مرموقة أو موظفاً في دار مزادات في الجادة الخامسة في نيويورك أو لورداً بريطانياً حارب جدُه العثمانيين في الكوت… في قلب الظلام تجد الجوهر ذاته.”
ويوضح صبحي طه: “ما لدينا من إرث لأسلافنا العراقيين القدماء محروس ومحفوظ الآن في مخازن متاحف الغرب بقوة الأساطيل والعسكر ومنظومة قوانين دولية هم من سنّها وفرضها ولم يستشيرونا بها. هذه الأساطيل هي ذاتها التي دمرت وسحقت العراق وأهله، ويقف عملاؤها خلف الحدود لشراء هذا الإرث من نفر ضال باع ضميره الوطني، والمستهجن حقاً أن بعض هؤلاء المشترين مؤسسات أكاديمية مرموقة وعائلات ارستقراطية عريقة.
ويضيف: “المطلوب إيصال الإنسان العراقي إلى مرحلة اليأس من إمكانية الحفاظ على إرث أسلافه، وهذا خطاب شائع اليوم وله منظّرون حتى من نخب المثقفين العراقيين مع الأسف الشديد، إذ يشيعون أن الغرب أحرص منا على إرثنا ولولاهم لضاع كل شيء!. هذا اليأس له روافد على الأرض، منها وضع الإنسان غير المناسب في المكان المناسب وتكبيل الكفاءات الوطنية وتقويض الانتماء الوطني والشعور الجمعي بالهوية الوطنية والذاكرة المقدسة ووحدة البلاد. اليوم توجد ماكنات إعلامية تضخ أفكاراً مسمومة تشجع بعض الأخوة على القول إنهم أحفاد الآشوريين أو البابليين وأنهم ليسوا بعراقيين، وأن الأكراد آريون، وأن عرب الجنوب سومريون ولا علاقة لهم بسكان العراق، أما الأكديون فهم محض بدو من شبه الجزيرة، أي بالمختصر أن ما تحت الأرض ليس لنا وعلينا التسليم بعدم أحقيتنا في الفخر به أو الحفاظ عليه ومنحهم كل الإجازات للتنقيب وربما غض النظر عن المسروق منه كما طُلِب من وفد العراق في مؤتمر علم الآشوريات العالمي ذات مرة.
ويعود الدكتور عبد الهادي فنجان مدير قسم النشر في مديرية الآثار فيحدثنا قائلاً: “توجد في مكتبة المتحف غرفة تسمى غرفة التنقيبات وتوجد داخلها كل نتائج التنقيبات التي مرت على العراق وتقاريركل التنقيبات، فمثلاً توجد خارطة للإخيضر عليها كتابات “لايارد” و “مس بيل” وكل من اهتم وبحث عن الإخيضر، لذلك مكتبة المتحف هي كالمتحف نفسه في الأهمية، فكل كتاب داخلها هو كنز من كنوز المعرفة، لكن للأسف لا يزورها إلا طلبة الدراسات العليا، في حين كانت تعج بالمنقبين والباحثين عن الآثار.”
يضيف فنجان: “مجلة سومر التي تعنى بالآثار العراقية والتنقيبات والبحوث (أسست عام 1945) ما زالت تصدر، وقد أصدرنا العدد (63)، أنجز قسم النشر فيها موسوعة آثارية اعتماداً على أعداد مجلة سومر الثلاثة والستين، وقد صنفنا البحوث على وفق منهج معين، فمثلاً هناك 1300 صفحة طُبعتْ في أربعة مجلدات عن كل ما كتب وقدم وتم التنقيب عنه مثلاً في بغداد، ومثل هذا الإجراء المنهجي طُبق على الإخيضر وكلكامش والطوفان والمدائن، وقد تولّت إحدى المؤسسات العراقية طباعته وتسليم نسختين للمكتبة، ونحن مستمرون في هذا الجهد لتسهيل مهمة الباحث العراقي.”
• ما الذي يحتاجه قسمكم في دائرة الآثار؟
“نحتاج أشياء من قبيل الآليات مروراً بالتدريبات والمراجع والمباني، لكن ليست لدينا تخصيصات كافية للنهوض بالمكتبة.”
وفي حوار مع السيدة لمى ياس مدير عام المتاحف وكالة أخبرتنا الآتي:
“وزارة الثقافة تولي الآثار اهتماماً واسعاَ، لكن العقبة الحقيقية هي غياب الدعم المادي، يحتاج المتحف الى تدريب ملاكاته وتهيئة فريق متخصص بعلم الأنثروبولوجي يعي أهمية الآثار وكيفية النهوض بالعمل، ما زلنا غير محصنين بشكل يتيح لنا عرض كل مقتنيات المتحف العراقي المهمة، فمثلا كنز النمرود لا يمكننا عرضه بسبب تعرض المتحف العراقي للسرقة في أحداث 2003 وما تلاه من إرهاب، اذ نحن لا نعاني من سرقة المتحف فقط بل نعاني من سرقة مواقع أثرية كثيرة وتدميرها من قبل مجرمي داعش.”
تضيف السيدة لمى ياس: “نحن اليوم على اتصال مباشر مع متاحف العالم مثل اللوفر في باريس وبيرغامون في برلين ومتاحف الولايات المتحدة الأميركية لعمل رؤية مشتركة لما يحويه المتحف من كنوز من أجل عرض كنوزه بطريقة حضارية جديدة، وبدأنا بعمل دورات تدريبية لغرض تطوير العمل بشكل سريع.”
•هل استرد المتحف مقتنياته المسروقة؟وهل سرقت كنوز النمرود حقاً كما أشيع؟
“المتحف كما تعرفون تعرض للسرقة عام 2003 وقد سرقت 15000 قطعة استعدنا منها 2800 قطعة، من ضمنها قطع المفاتيح الأصلية للحضارات وما زلنا مستمرين وعازمين على إعادة كل ما سرق، ولكن كنوز النمرود لم تسرق لأنها كانت في مواقع بديلة وما زالت محفوظة في مكان آمن الى حين تحسين وضع المتحف وتجهيزه وتطوير آلياته التي تحمي نفائسه.”
•اعلن وزير الثقافة والآثار عن النية في زيادة ساعات افتتاح المتحف، فهل تتوفر لديكم ملاكات كافية لذلك؟
“العمل جارٍ على تهيئة ملاكات المتحف العراقي لتقسيم المهام، فالأمر سيتطلب منا العمل صباحاً ومساءً وأثناء العطل، لكننا قادرون على ذلك قياساً الى أعداد زوار المتحف حاليا”، ويقف عائقاً أيضاً ضيق مساحة المتحف العراقي وعدم وجود عارضات محمية تكفي لعرض الآثار بصورة فنية وحديثة وتصون الاثر.”
•كيف نعيد للعراقي اهتمامه بآثار العراق؟
“المتحف العراقي أغلق أبوابه منذ الثمانينات بسبب الحرب وبقي يفتح أبوابه ثم يغلقها، لذا لم تتكون وتتبلور لدينا ثقافة زيارة المتاحف والتعرف عن قرب على آثار العراق، لكننا نراهن على الطفل إذا تمكنّا أن نزرع في وعي هذه الأجيال أهمية المتحف وآثاره، فبعد عشر سنوات أو عشرين سنة سنحصد ثمار ذلك من زيادة في الوعي واهتمام العراقيين بإرثهم وهويتهم.”
حاولت مقابلة العاملين في المتحف، إلا أن التعليمات تقضي بمنع المقابلات الصحفية، لذا حاورت السيدة أمل بورتر، وهي الفنانة العراقية المقيمة في بريطانيا وكانت قد عملت خمسة عشر عاماً في المتحف العراقي قبل مغادرتها العراق، تقول بورتر:
“كان حلمي أن أعمل في المتحف العراقي لأنني كنت مولعة بقصص أحد أقارب أمي الآثاري الدكتورفرج بصمه جي الذي كان يزورنا في كركوك. تقدمت للعمل في المتحف قبل عام من افتتاحه أي في عام 1965، وعملت بنظام القطعة وكانت مهمتي مع زميلي مازن فؤاد سفر هي أن نساعد الشركة الأوروبية في توفير احتياجاتها من صور وخرائط وترتيب الخزائن وغيرها من المتطلبات، وكان المشرف على عملنا متخصصاً بولونياً يتكلم الانكليزية، وبعد افتتاح المتحف ثُبت أكثرنا وأصبحت موظفة بعد اجتياز مقابلة اختبار من مجلس الخدمة وتأكيد مديرية الآثار على خبرتي بالعمل في المتحف، عملت في قسم النشر والتصوير والقسم الثقافي والإشراف على المطبوعات.”
تضيف بورتر: “حزنت كثيراً على سرقة الآثار وأعلم بوجود سوق أوروبية معنية بشراء الآثار ولا تهمها مرجعيتها، لذلك عملتُ حملة أسميتها “أوقفوا المتاجرة بآثارنا” و”أحدّثُ” صفحتها وحدي وأجمع التواقيع وأقيم محاضرات توعوية، علّي أسهم في إعادة اي أثر مفقود”، واليوم تسعى وزارة الثقافة والسياحة والآثار إلى ضم مدينة بابل الأثرية إلى لائحة التراث العالمي، وتحويل سجن نكرة السلمان إلى معلم تراثي، وتحاول الوقوف بوجه من يحاول هدم البيوت التراثية، فالآثار والمحافظة عليها وإدامتها هي مهمة الجميع لا الوزارة وحدها ولا الحكومة، لأن الحكومات تتعاقب أما الآثار فتظلُّ تروي سيرة بلد عمره 7000 عام.”
في الختام يصر السيد طه على أن نمنحه القول الأخير، فيعقب بالقول :
لدينا الآن 15 ألف موقع أثري مسجل رسمياً في مسوحات هيئة الآثار، 1500 موقع منها فقط هي التي جرى استكشافها واستخراج كنوزها منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم، وقد سردنا في مكتشفات هذه المواقع سيرة البشرية وكيف علمناها الكتابة والمشي على درب الحضارة، بقيَ لنا 13500 موقع لم يمسس أياً منها معول حفار، فأيُّ قصص ستسرد هذه المواقع عن بلاد النهرين العظيمة التي انطلق منها التاريخ؟