التزوير.. يهدّد الكرة العراقية

1٬219

أحمد رحيم نعمة /

أثيرت قبل أيام قضية كروية في غاية الأهمية ربما تعصف بالكرة العراقية وتعيدها الى بداياتها الأولى، إذ كُشف النقاب عن تزوير أعمار أغلب لاعبي المنتخبات الوطنية العراقية لكرة القدم، ونشرت أسماء اللاعبين وأعمارهم على مواقع الإنترنت! وقد صدمت الأوساط الرياضية عند مشاهدتها أغلب أسماء لاعبي المنتخب الوطني العراقي ضمن القائمة التي نشرت، حتى طُرح في الأوساط الرياضية سؤال مفاده: بأية تشكيلة سيلعب المنتخب في تصفيات كأس العالم المقبلة اذا كانت أعمار أغلب اللاعبين مزورة؟
هذه القضية قد تعصف بمستقبل الكرة العراقية، لا سيما أن المدرب كاتانيتش هو الآخر دخل في حيرة من ناحية استدعاء اللاعبين.
سياسات خاطئة
مسالة تزوير أعمار اللاعبين لم تكن وليدة اليوم، بل هي قديمة، منذ التسعينات ولغاية اليوم، تعاقب عليها ونفذها بإتقان أعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم السابقون والحاليون، هذه الحالة كان تأثيرها واضحاً على مستوى الكرة العراقية والانتقادات التي طالتها في الفترات السابقة، إنها أخطاء تراكمية ألقت بظلالها على مسيرة الكرة العراقية. عن هذه القضية العويصة ومَن يقف وراءها ولماذا أثيرت في هذا الوقت حاورنا بعض المختصين بالشأن الكروي عن مصير كرتنا والمشاكل التي ستنجم عن هذا الأمر.
مشكلتنا كبيرة لكن!!
الخبير الكروي محمد هاشم أكد أن نشر أمور كهذه على صفحات الانترنت لا يصب في مصلحة الكرة العراقية، فأغلب دول العالم عرفت أعمار لاعبينا المزورين وستدون هذه الأسماء لديهم وسيثيرون القضية بدون شك في أية بطولة مقبلة، والخاسر الوحيد هي الكرة العراقية، وأضاف هاشم: حقيقة لقد صعقنا بهذه الأخبار التي يقف وراءها (أناس) لا يحبون الخير لكرتنا، بل يسعون الى بقائها في المؤخرة، وهذا جزء من المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد الكرة العراقية، نحن ضد عملية التزوير بدون أي شك، لكن أن تصل الأمور الى هذا الحد من الانفلات ونشر المسائل المهمة فهذا غير معقول، لا ندري كيف سيختار المدرب الأجنبي كاتانيتش التشكيلة الوطنية للمشاركة في تصفيات آسيا المؤهلة الى نهائيات كأس العالم
كاتانيتش حائر!
فيما قال المدرب علي حسين: إن سبب قضية التزوير في أعمار اللاعبين هي الاتحادات الكروية التي تعاقبت على ادارة ملف الكرة العراقية، فالتزوير في الأعمار ليس وليد اليوم، وإنما كانت أغلب منتخباتنا الوطنية العراقية للفئات العمرية تزور الأعمار من أجل خطف البطولات، والنتيجة نشر أسماء أغلب لاعبي المنتخب الوطني العراقي المزورة أعمارهم. وأضاف حسين: لا ندري بمن سيلعب المدرب كاتانيتش في تصفيات كأس العالم! فإذا استدعى أحد اللاعبين الذين نشرت أسماؤهم سيعترض المنتخب المنافس لفريقنا وفي هذه الحالة نخسر المباراة، لقد (داخ) الوسط الرياضي في هذه المسألة الشائكة التي لا نستطيع أن نخرج منها إلا بتشكيل منتخب جديد وبأعمار وأسماء صحيحة، فقد صرح رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود قبل أيام بأنه لا يوجد أي أمر صدر من هيئة النزاهة بمنع اللاعبين من السفر، ولا يوجد اي تزوير في منتخبنا الوطني، وسيلعبون جميعاً في تصفيات كأس العالم وغرب آسيا.
أجندة خارجية وراء ما حدث
أما الحكم الدولي السابق محمود سليم فقال: إن قضية الكرة العراقية ومشكلاتها المستمرة تقف وراءها أجندة خارجية تحاول أن تدمر الكرة العراقية بشتى الوسائل المتاحة، كانت بدايتها العام الفائت عندما ابتدعت مسألة تزوير أعمار الناشئين ومن ثم تبعها تفكيك منتخبات الفئات العمرية البراعم والأشبال والناشئين والشباب، وتشكيل فرق أخرى بلاعبين ومدربين جدد أيضاً، وظهرت أيضاً في التشكيل الجديد حالات تزوير، كل هذه السيناريوهات تزامنت بل خُطط لها أن تكون قبل وقت قريب من تصفيات كأس العالم من أجل إبعاد العراق عن المنافسة. كل شيء مخطط له للإطاحة بكرتنا فهم يومياً يبتدعون شيئاً جديداً.. وأضاف: هذه المشكلات تؤثر طبعاً على كثير من الجوانب أولها الجانب التدريبي، فالمدرب الأجنبي كاتانيتش حائر في اختياره للتشكيلة الوطنية، إذ أن أغلب اللاعبين الأساسيين أدرجوا في قائمة التزوير التي نشرت مؤخراً، حقيقة لا ندري ما العمل لإنهاء هذا الكابوس الذي وقع كالصاعقة على الكرة العراقية.
اتحاد الكرة سبب المشاكل!
المتابع الرياضي كريم هاشم صبَّ جامَ غضبه على اتحاد الكرة العراقي قائلاً: إن اتحاد الكرة هو سبب المشاكل التي تعصف بكرتنا العراقية، فهو مساهم كبير في عملية تزوير اللاعبين، وهو السبب في الانتكاسات التي تحصل لمنتخباتنا الوطنية، من حيث اختياراته الخاطئة للملاكات التدريبية التي تشرف على منتخبات الفئات العمرية، فالاتحاد لم يضع المدرب المناسب في المكان المناسب وانما عمل بمبدأ العلاقات والمجاملات لذلك سارت كرتنا وتسير نحو الهاوية.