المراهَقة عند الجنسين ودور العائلة في التعامل معها

1٬131

ثريا جواد /

تعد فترة المراهقة من أهم وأخطر وأجمل المراحل التي يمر بها كل إنسان لأنها المرحلة التي يتم فيها إثبات الذات من كلا الجنسين، إضافة الى التغييرات الجسدية والبيولوجية التي تحدث في جسم الإنسان والصعوبات التي يتعرض لها المراهق نتيجة للصراعات النفسية التي يمر بها والتي تنعكس سلباً على تعامله مع أهله والمحيط الخارجي.
عناد وتمرد
السيدة شذى أحمد، موظفة وأم لـثلاثة أولاد، قالت: اثنان من أبنائي هم في سن المراهقة أحدهما في سن الـثالثة عشرة والآخر في الـرابعة عشرة وأنا أعاني من ظاهرة التمرد والعناد منهما يومياً وبشكل مستمر إذ أنني بمجرد أن أطلب منهما ترك الأجهزة الذكية من آي باد او اللابتوب والألعاب الإلكترونية يجن جنونهما ويبدأ مسلسل الصياح والعصيان والتمرد، إذ أنهما يقضيان ساعات طوال، وهما أسيران لهذه الأجهزة اللعينة، كما وصفتها، وتضيف: وصل بهما الأمر الى الاستغناء عن فترة الغداء وحتى فقدان الشهية لانشغالهما الدائم باللعب والتصفح وبيجات التواصل الاجتماعي.
حاولت مراراً وتكراراً أن أبين لهما مدى خطورة وتأثير هذه الأجهزة على الصحة البدنية والنفسية وحتى العقلية ولكن دون جدوى، وفي النهاية تركت الأمر ولم اعد أهتم به أطلاقاً.
رفاق السوء
تقول السيدة رغد سامي، معلمة رياضيات، إن مرحلة المراهقة خطرة للغاية ومن الضروري جداً متابعة ومراقبة الوالدين لأبنائهم المراهقين، فعلى سبيل المثال ابني الوحيد في سن السادسة عشرة وهو هادئ جداً ومسالم الى أبعد الحدود ونادراً ما يتواصل مع أصدقائه، وفي الفترة الأخيرة لاحظت تغييرات واضحة على تصرفاته بمجرد أن تعرّف الى صديق وأخذت علاقته به تتطور، وعن طريق الصدفة وجدت ابني في أحد الأيام وبيده سيجارة بدأ بتدخينها، وما أن رآني حاول إطفاءها وكاد أن يحرق البيت لولا ستر الله حينها، لم أتمالك نفسي وبكيت كثيراً واعترف لي أن صديقه هو من شجعه على التدخين ومن يومها قطع علاقته به نهائياً ووعدني بأن لا يقوم بمثل هذه التصرفات مرة أخرى.
سرقة سيارة
تعاني أم علي، ربة بيت، من أصغر أبنائها مراهق في الخامسة عشرة من عمره، قالت: يستغل ابني يوميا فترة نوم والده عند عودته من العمل ويسرق (سويج) سيارته ويبدأ مغامراته ومراهقته ويذهب ليأخذ كل أصدقائه في السيارة
والقيام بجولة بسيطة داخل الحي وعندما اكتشف والده الأمر ضربه ووبّخه ومنعه من الخروج من البيت وحرمه من مصروفه اليومي.
دور الأسرة
تقول د. خولة محمد علي (علم نفس): عادة ما يتعرض المراهقون، وخاصة من سن 15الى 18 سنة، الى ضغوط نفسية كبيرة وما يحدث من تغيرات فسيولوجية وجسدية لدى الشاب كالخشونة في الصوت ونمو الشارب وظهور صفات الأنوثة على الفتيات الشابات كالنعومة في الصوت وغيرها، وغالباً ما تكون للمراهق أفكار وتطلعات كبيرة كالتفكير في مستقبله وتحقيق أحلامه والرغبة في العيش باستقلالية تامة، وهذا ما يجعله يعيش في صراع داخلي مع نفسه سببه الخوف والقلق من القادم، وقد يؤثر سلباً على نفسيته وحتى مستقبله الدراسي، لهذا يتضح هنا دور الأسرة وبالأخص الأبوين في كيفية التعامل مع أولادهم وبناتهم من المراهقين والمراهقات وضرورة منحهم الثقة وتعزيزها في داخلهم وأن تكون هناك لغة حوار بينهم لتلافي المشاكل التي يمكن أن تضر بالمراهق من الناحيتين النفسية والاجتماعية.