صداقة الأزواج سرُّ السعادة في الحياة واستمرارها

1٬183

ثريا جواد /

الصداقة بين الزوجين هي سر من أسرار الحياة والسعادة لأن الحب وحده لا يكفي لنجاح العلاقة بين الطرفين، فالتواصل الجيد هو أساس كل علاقة زوجية متكاملة، وبالتالي فإن الصداقة بين الزوجين هي العلاقة الأكثر قوة ونجاحاً من بين كل العلاقات الإنسانية الأخرى والتي يمكن أن تدوم لسنوات طوال وتأسيس أسرة ناجحة مبنية على الحب والتفاهم.
فرح ومرح
تقول المهندسة بان خالد: أنا وزوجي من دفعة واحدة، تخرجنا في نفس الجامعة والقسم وحتى الاختصاص، كنا نتشابه في كل شيء: الأحلام, الطموحات, الهوايات المشتركة، الفرح والمرح, حب السفر، وحتى الأصدقاء نتشاركهم معاً. تزوجنا في العام 2010 ومنذ تلك السنة وأنا لا أخفي عنه شيئاً، فالصراحة بيننا هي أساس علاقتنا، وبالمقابل يتحدث لي عن كل شيء وكل تفاصيل حياته اليومية، كما اتفقنا مسبقاً رغم وجود بعض المشاكل والصعوبات حالنا حال اية عائلة أخرى، لكننا يتفهم بعضنا البعض الآخر, أنا استشيره في كل الأمور وأحب أن أسمع وجهة نظره وهو أيضاً يحاورني وينصت لأفكاري، وحتى أولادي حاولت أن أغرس عندهم فكرة الصراحة في كل الأمور والمواضيع وأعتقد الى حد ما أنني ناجحة في تكوين علاقة صداقة مع زوجي أساسها الصراحة والتفاهم.
وحش كاسر
رغد العزاوي (39عاماً) موظفة لها رأي آخر حول مفهوم الصداقة بين الزوجين فهي تضحك وتقول: لا يوجد شيء اسمه صداقة بين الأزواج، هذه مجرد كلمة نرددها فقط، فالزوج بطبعه أناني، وانا على سبيل المثال متزوجة من ابن خالي الذي أعرفه حق المعرفة وتزوجنا عن حب وليس لأجل صلة القرابة بيننا، كان يقول لي إنني أمه وأخته وحبيبته وصديقته وزوجته وكل شيء وما إن تزوجنا انقلب الى وحش كاسر، كما وصفته، ودائماً ما يردد (الرجل رجل) و(المرأة مرأة) ولا يوجد شيء اسمه صداقة بين الزوجين، إنها مجرد شعارات رنانة لا وجود لها في الحياة الزوجية. حاولت مراراً أن أكون صديقته قبل زوجته لكني فشلت في تحقيق ذلك.
حب ومودّة
“يمكن أن يكون الزوج صديقاً لزوجته وبالعكس”، هذا ما ذكرته عذراء جودت (45عاماً)، موظفة، قالت: أنا لا أحبذ فكرة الصداقة مع زوجي فهناك الكثير من التفاصيل في حياتي ومشاكلي الخاصة مثل تعرضي لمشكلة مع أحد الزملاء في العمل التي لا أقولها لزوجي الذي تربطني به علاقة حب ومودة واحترام، بل أبوح بها فقط لصديقتي المقربة، وهذا لا يعني أني أخفي أموراً خطيرة تسيء وتمس علاقتي الزوجية، فالمصارحة في كل الأمور هي أمر صعب، لأني لو تحدثت معه بكل وضوح كصديق لي قد نتخاصم ونتشاجر وقد تأخذ الأمور اكثر من حجمها الطبيعي، لأن الرجل يطلب الصداقة من زوجته ولكنه لا يستوعب صداقتها له.
أيام ومواقف
تقول د.ابتسام محمد علي (علم اجتماع): من المستحسن أن تكون هناك علاقة صداقة بين الزوجين قائمة على الصراحة والمكاشفة، ومن الضروري أن يستوعب كل من الطرفين هذه الفكرة والعمل بها وأن يتشاور كل منهما مع الآخر، ووحدها الأيام والمواقف وقابلية كل طرف باستيعاب وفهم الطرف الآخر في حال حدوث مشاكل او ما شابه ذلك، وبالتأكيد علاقات الأمس تختلف كثيراًعن زيجات اليوم، فالصداقة بين الزوجين أصبحت من الأمور الصعبة وهذا سبب في ارتفاع معدلات الطلاق لأن الجيل الجديد لا يعي مسألة الصداقة بين الزوجين ولا يفهم معناها وبالتالي قد تؤدي الى حدوث مشاكل لا مفر منها.
في الأخير نقول: كوني صديقة مقربة لزوجك وكن صديقاً مقرباً لزوجتك فالصداقة بين الزوجين من أرقى العلاقات التي يمكن تدوم طويلاً في ظل الحياة السريعة وضغوطاتها التي نعيشها فليس هناك أجمل من أن يكون رفيق الدرب صديقاً