علي وهيب خصوماتي مع المدربين حرمتني من فرص كبيرة
علي الخرسان /
كان والده يمنعه من ممارسة هوايته ويحثه على الدراسة لكنه لعب خفية عن والديه، بينما كان أخوه الأصغر يعمل مع والده في سيارة لنقل الركاب الذي اخبر والده أن هناك مباراة بين الزوراء والجوية في ملعب الشعب والحضور الجماهيري كبير واقترح عليه الذهاب إلى هناك للعمل وعلي كان يلعب للجوية.
وبمحض الصدفة جلسا في مدرج جمهور الزوراء، وما إن بدأت المباراة حتى بدأت الجماهير تسب علي وهيب، وهنا قامت الدنيا ولم تقعد.
*أين كانت بدايات علي وهيب؟
– بدايتي كانت في منطقتي (مدينة الصدر )، كنت ألعب مع أقراني و جذبت موهبتي التي فاقت أقراني من اللاعبين المهتمين الذين نصحوني بإجراء اختبارات الأندية آنذاك للأشبال والناشئين، و بدأت مع أشبال الطيران سنة 1984/1985 بقيادة الكابتن حميد سلمان والكابتن صلاح عبيد ثم تدرجت مع فريق الطيران حتى الفريق الأول.
* ما الأندية التي مثلها علي وهيب؟
– بداية لعبت مع الطيران، بعدها انتقلت لموسمين مع فريق نادي الجيش ثم عدت الى القوة الجوية، ومن مشاهدة الكابتن يحيى علوان لمنتخب الشباب سنة 1989/ 1990 تلقيت دعوة للالتحاق بالطلبة مع سلام جعفر وكاظم علي جودي فوافقنا على اللعب للطلبة وكانت المباراة الأولى لي معهم ضد التجارة،.. بقيت مع الطلبة عشرة مواسم الى 2000/2001 ثم انتقلت الى نادي أربيل بسبب مشكلات مع الهيئة الإدارية للطلبة وقدمت موسماً جميلاً مع أربيل وكنت ثالث هدافي الدوري بإحرازي 24 هدفاً بعد هاشم رضا وحسام فوزي، بعدها انتقلت الى نادي الشرطة سنة 2002 /2003 إذ كنا متصدرين للدوري ومتأهلين لنهائي الكأس ثم العودة لنادي أربيل موسم 2004/2005 لموسم واحد ثم مثلت نادي النفط، وأخيراً نادي الكهرباء واعتزلت الكرة عام 2009.
* مسيرتك الاحترافية أين كانت؟
– لعبت في الدوري الروماني عن طريق الكابتن خلف كريم وخضعت لاختبارات عدة فوفقت مع نادي اوتسير كلاتس حيث شاركت في المباراة التمهيدية المؤهلة لدوري المجموعات في كأس الاتحاد الأوروبي ضد بروندي الدنماركي وخسرنا فيها 3/ صفر ثم انتقلت للنادي العربي الإماراتي الذي مثلته موسمين، وأخيراً مثلت الأهلي الأردني 2006/2007 .
* المنتخبات العراقية التي لعبت لها؟
– امتلك ميزة ربما لا تتوفر لدى أي لاعب وهي أنني حملت شارة كابتن المنتخبات التي مثلتها، فقد لعبت لمنتخب أشبال العراق ثم منتخب الناشئين ثم منتخب شباب العراق ثم المنتخب الأولمبي العراقي ثم المنتخب الوطني.
* ما أبرز البطولات التي اشتركت فيها مع المنتخبات الوطنية العراقية؟
– عقد التسعينات كان فترة حرجة للكرة العراقية، اندثرت أجيال كاملة ولم تأخذ فرصتها ولو قدر لهم أن يواكبوا هذا الجيل فاعتقد أن العقود كانت ستتخذ منحىً آخر، فالبطولات التي شاركنا فيها كانت محدودة، منها نهائيات آسيا 1996 ومنها التصفيات الأولمبية في اطلانطا، ونهائيات آسيا للشباب في إندونيسيا، وبطولة جواهر لال نهرو في الهند، وبطولة مرديكا في ماليزيا، وبطولة الصداقة في الإمارات، وأهم إنجاز مع الأندية كان إحراز المركز الثاني مع نادي الطلبة في كأس الاتحاد الآسيوي عام 1995 ضد نادي هيراتسوكو الياباني بنتيجة 2/1 بعد أن كنا الأفضل في المباراة التي أقيمت في اليابان في درجة حرارة 12 تحت الصفر ونحن لا نملك حتى قميصاً بكمّ طويل.
* هل تعتتقد أنك أخذت فرصتك على نحو كامل؟
– أعتقد أنني أفضل من غيري في الفرص، ولله الحمد، لكن هناك تصرفات وأخطاء لو لم أرتكبها لكان شأني في عالم كرة القدم أكبر مما وصلت اليه ومنها العصبية وعدم التصرف الصحيح وهي من العيوب التي اكتشفتها لاحقاً، إذ فقدت كثيراً من الفرص بسبب مشاجراتي مع المدربين، ما حرمني من الاشتراك في بطولات عدة بسبب تعنتي واستبدادي برأيي.
* المتعارف عليه أن أي لاعب كرة قدم يتجه بعد الاعتزال الى العمل الفني أو الاداري، أين كانت وقفة علي وهيب؟
– بعد اعتزالي دربت نادي صلاح الدين 2009/ 2010 ثم انتقلت الى شمال العراق حيث دربت عدداً من الأندية المشاركة في دوري الإقليم ومنها نادي آله ونادي بيش كوتن مدة سبع سنوات ثم عملت مديراً لكرة زاخو، كما درّبت نادي الخطوط في دوري الدرجة الأولى، وكان فارق الهدف مع الصناعات الكهربائية هو الحاسم في التأهل للدوري الممتاز ثم عملت مديراً لمنتخب الناشئين لمدة سنتين.
* منذ مواسم عدة وأنت تعمل محللاً لمباريات الدوري العراقي، هل وجدتَ نفسك في هذا المجال؟
– التحليل أعمّ من التدريب، فالمدرب يعطي الوحدة التدريبية، أما التحليل فهو كشف أساليب الفريق الآخر فضلاً عن فريقك وكل ما يتعلق بكرة القدم وهو الشيء الذي أضاف لي الكثير.
* ايهما أجمل برأيك؛ كرة القدم أيام جيلك، أم كرة القدم الحالية؟
– كرة القدم للأجيال التي سبقتنا في السبعينات والثمانينات كانت أجمل، وكان هناك حب لكيان النادي لكن الأطماع دخلت فيها وأفسدتها.. في أول أربعة مواسم لي مع الطلبة كنت بدون عقد وبدون راتب.
*هل ترى أنك أخذت فرصتك مع المنتتخب الوطني؟
– بالتأكيد لا، والسبب في ذلك كثرة الإصابات التي تعرضت لها، ففي أغلب البطولات التي شاركت فيها كنت مصاباً، ورغم ذلك كنت ألعب، وفي نهائيات آسيا تعرضت لكسر في أول مباراة.
* أبرز لاعب كان يلعب في مركزك؟
– عصام حمد، وعباس عبيد، ومهند محمد علي، ونعيم صدام.
* عدد مبارياتك الدولية؟
– لعبت للمنتخب الوطني 46 مباراة دولية، وآخر مباراة لي كانت أمام منتخب البحرين عام 2004 ضمن تصفيات كأس آسيا المؤهلة في قطر وخسرناها بهدف نظيف.
*أيهما أفضل المدرب الأجنبي ام المحلي؟
– المدرب الأجنبي صاحب الفكر العالي هو الأفضل، وهو ضرورة ملحة للمنتخبات الوطنية وفي المستويات كافة من الأشبال الى الخط الأول، مع ضرورة زج المدربين المحليين للعمل معه كمساعدين لغرض اكتساب الخبرات.
من الذكريات الجميلة التي أعتز بها عندما كانت لدي مباراة في الدوري، وعند نهايتها أوصلتني سيارة النادي الى سكني وعند نزولي منها وجدت الأصدقاء متجمعين بانتظاري فأخبروني أن والدي علم بأني أمارس الكرة، فنزل معي كل الفريق الى بيتنا وتحدثوا مع والدي، فقال لي بالحرف الواحد: “ودراستك ولك” فأجبته: “بويه آني خلصت دراستي بالجامعة من زمان”!!.
*كلمة أخيرة؟
– كل الحب والتقدير لشبكة الإعلام العراقي ولـ “مجلة الشبكة” على وجه الخصوص وأتمنى لها التقدم والرقي وأن تأخذ مساحة أوسع في عالم الصحافة.