فضاءاتٌ حرة.. أضخمُ معرضٍ تشكيليٍّ عراقيٍّ في كولبنكيان
أحمد سميسم – تصوير:حسين طالب /
بمشاركة 400 فنان وفنانة، وبحضور رسمي وشعبي كبير، شهدت قاعة (كولبنكيان) في بغداد نهاية الشهر الماضي افتتاح معرض “فضاءات حرة”.. العرض الأضخم في تأريخ الحركة التشكيلية العراقية الذي نظمته نقابة الفنانين العراقيين ومجموعة “أزاميل” بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار.
ضمَّ المعرض أعمالاً فنية متنوعة من خزف وتشكيل ونحت شغلت القاعات الأربع الكبيرة من كولبنكيان التي غصّت بالحضور الكثيف، نُفذت تلك الأعمال بأيدي عدد كبير من الفنانين العراقيين من مختلف محافظات العراق شاركوا في هذه التظاهرة الفنية المتفردة.
افتتح المعرض وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني الذي أكد في كلمة له ألقاها في حفل الافتتاح وجاء فيها: “إننا سعداء بافتتاح هذا المعرض الضخم الذي يمثل العراق من شماله الى جنوبه لما يحتويه من أعمال فنية قيِّمة، اشتركت فيه مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين الروّاد والشباب من شتّى المحافظات دون أي تمييز”. وأضاف الوزير: أن الشراكة بين وزارة الثقافة ونقابة الفنانين العراقيين في افتتاح معرض “فضاءات حرة” تعدّ شراكة مثمرة حقيقية على الصعيد العملي وقطفنا ثمارها اليوم في ما شاهدناه من لوحات وأعمال خزفية ونحت أبهرت الحاضرين دون أي شك، وما يؤكد ذلك أيضاً هذا العدد الهائل من الجمهور الذي تجشّم عناء الحضور من بغداد ومن بعض المحافظات. وأكد الوزير أن وزارة الثقافة والسياحة والآثار تدعم جميع الفعاليات الفنية الثقافية التي تصب في صالح الفن العراقي عموماً، كما أن الوزارة مقبلة على مواسم فنية تشكيلية كثيرة، فلا يكاد يمرّ أسبوع إلا ويكون معرض فني هنا أو هناك، موضحاً أن وزارة الثقافة والسياحة والآثار تستعد لمشروع (بينالي بغداد) الذي سيكون له صدىً واسع في الأوساط الثقافية ويليق بتأريخ الفن التشكيلي العراقي، معرباً عن شكره العميق لإدارة قاعة كولبنكيان على حسن التنظيم ولدائرة الفنون العامة التي لها الأثر الأكبر في إقامة مثل هذه الفعاليات الفنية.
فيما أوضح المدير العام لدائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار الدكتور علي عويد العبادي أن معرض “فضاءات حرة” كان بمثابة باقة من الورود المتنوعة عبر اللوحات التي عرضت في القاعات وكانت غاية في الجمال والدهشة، وبيّن أن إقامة مثل هذا الكرنفال الفني يعدُّ حالة صحية وإيجابية في مجال الفن التشكيلي العراقي، لأن الرسم لم يقتصر على كونه مجرد هواية يمارسها بعض الناس او يتخذها عملاً بل أن تأثير ممارسة الرسم يعد عاملاً فعالاً في التخلص من التوتر والاضطرابات النفسية، مشيراً إلى أن الفن التشكيلي العراقي ربما كان الأكثر قرباً من التنوع والمحاكاة للواقع والأكثر حرية من الفنون الأخرى دون خوف او وجل، لافتاً إلى أن الفن التشكيلي يعدّ ظاهرة او شكلاً من أشكال النشاط الإنساني الذي يلبي حاجات المجتمع المختلفة.
وأشار نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي الى أن معرض “فضاءات حرة” يعد من المعارض الفنية المميزة في كونه أكبر معرض فني ينظم في تاريخ الحركة التشكيلية العراقية في أكبر قاعة في الشرق الأوسط، قاعة (كولبنكيان)، لافتاً إلى أن إقامة هذا المعرض الكبير يعدّ مفخرة للعراق ويبعث السعادة في نفوسنا نحن الفنانين لنعوِّض ما فاتنا في سنوات مضت من نشاطات وفعاليات تحسب للعراق أولاً وللفن العراقي ثانياً.
من جهتها، قالت الفنانة التشكيلية بشرى سميسم: “هذه التظاهرة الفنية الجميلة أعادتني إلى الأجواء الساحرة من ليالي بغداد الجميلة، اليوم في تجوالي بقاعات المعرض لمست تنوع الأعمال الفنية ومدارسها ومذاهبها الفنية المختلفة، فنجد الواقعية والتجريدية، والسريالية، والكلاسيكية، وغيرها، فضلاً عن أعمال الخزف والنحت، لذا كان المعرض يحمل في أروقته التنوع الفني العراقي التشكيلي بكل مذاهبه، مباركة كل الجهود التي سعت من أجل إقامة هذا المعرض المذهل”.
وبيّن مدير معهد الفنون الجميلة الدكتور ضياء طه القيسي أن اقامة مثل هذه النشاطات الفنية تعد التفاتة مباركة تحسب لنقابة الفنانين ووزارة الثقافة العراقية، وأضاف: ما شاهدناه اليوم في معرض “فضاءات حرة” من أصالة وتنوع الخامات الفنية في اللوحات المعروضة ما هو إلا جزء من الإبداع العراقي لتلك الأنامل التي خطَّت بعميق الإحساس والخيال فناً موغلاً بالأفكار والرموز والدلالات غير المتناهية في الدقة والتركيز.