اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية خارج نطاق التغطية الرياضية!

1٬005

أحمد رحيم نعمة /

منذ العقد التسعيني ولغاية الألفية، كانت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية تتربع على عرش القرار الرياضي، جميع الأوامر تصدرها سواء الى الاتحادات الرياضية أو الأندية، بل أن وزارة الشباب كانت تأخذ الأوامر الإدارية والمالية من الأولمبية دون أي نقاش، وبعد عام 2003 أصبحت الأولمبية تدير الاتحادات التابعة لها دون أي تدخل وزاري. ونتيجة لبعض الخروقات المالية للاتحادات التابعة للأولمبية تدخلت الحكومة العراقية لحسم الأمور الإدارية والمالية، فتم تشكيل اللجنة الخماسية التي ضمت خبراء وإداريين من وزارة الشباب والرياضة لمتابعة عمل الاتحادات الرياضية مع صرف المبالغ التي تحتاجها الاتحادات لغرض المشاركات الخارجية، وطويت صفحة اللجنة الأولمبية، بحيث أصبحت اسماً فقط، لتتصدر وزارة الشباب والرياضية المشهد الرياضي عكس ما كان سابقاً.
قتل الرياضة العراقية!
رئيس اتحاد القوة البدنية مناضل جاسم يقول: لقد أكدت الشهور الماضية التي تحكمت فيها اللجنة الخماسية أنهم ينوون قتل الرياضة العراقية لجميع الألعاب، والدليل أن هذه اللجنة منذ أكثر من 6 أشهر لم تصرف أية منحة للاتحادات باستثناء كرة القدم، لكون اللجنة (تهاب) كرة القدم لأن القرار الصارم بيد أهل الكرة، لذلك بطشت اللجنة بالاتحادات الـــ42، إذ لم تشارك أغلب الاتحادات في البطولات الخارجية ولم تقم البطولات المحلية بسبب انقطاع التمويل المالي، والسبب هو اللجنة الخماسية التي أوقفت الدعم المالي للاتحادات، فأغلب الاتحادات ربما تحال الى التقاعد، نتيجة لتوقف صرف الأموال، فإذا كان لدى اتحاد ما استحقاق خارجي قريب فإنه بلا شك سيخضع الى فحص وتدقيق ومن ثم تأتي الموافقة بعد شهرين أو ثلاثة على الطلب!! ما جعل الكثير من الاتحادات تعتذر عن المشاركات الخارجية بسبب هذه الأمور التعجيزية التي تمر بمراحل العلاج (الخماسي)!! لاندري الى متى يبقى هذا الحال..؟!! الرياضة ليست لعبة واحدة فهنالك أبطال في مختلف الألعاب رفعوا العلم العراقي في البطولات الدولية وعزف لهم النشيد الوطني.
الخماسية والضوابط التعجيزية
فيما قال زاهد نوري رئيس اتحاد الرماية العراقية: الحقيقة أن الرياضة العراقية اندثرت بفضل اللجنة الخماسية التي خصصت لدعم الاتحادات لكنها أثبتت العكس، إذ ضيقت الخناق على الاتحادات، بل أوقفت الدعم لجميع اتحاداتنا الرياضية حتى باتت رياضتنا في زمن حكم اللجنة الخماسية في خبر كان، ولا ندري على ماذا تخطط هذه اللجنة؟ فمنتخب أية لعبة عندما يكون لديه استحقاق خارجي ويذهب القائمون عليه الى اللجنة من أجل صرف المبلغ لكي يذهبوا للبطولة (تنام) المعاملة في اللجنة بحجة التدقيق وما شابه ذلك ما يدفع الاتحاد الى إلغاء البطولة. منذ أكثر من ستة اشهر والاتحادات الرياضية تنادي وليس من مجيب ولا نعلم متى تحل هذه القضية والى متى تظل اللجنة الخماسية تحكم ، إذ يبدو أن مسلسل المشاكل الدائرة بين وزارة الشباب والرياضة والأولمبية لن ينتهي بسهولة برغم المبادرة المميزة الناجحة التي قام بها البعض من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين، إلا أن هناك بعض المستفيدين والمتملقين ممن لايريدون الصلح ويحاولون الإبقاء على الصراعات من أجل غايات معروفة، قسم يريد البقاء في منصبه حتى وإن حلّت كارثة رياضية، البعض الآخر متمسك بكرسيه، هذه المشاكل والتراشقات ألقت بظلالها على الألعاب الرياضية العراقية بل دمرتها تدميراً ما جعل منتخباتنا الوطنية (جسراً للطيبين) في جميع البطولات.
العودة إلى درجة الصفر
الخبير الرياضي شوكت سالم له توضيح آخر بقوله: لانعرف ما الذي حصل لرياضتنا؟ الكل يريد أن (يهمِش)!! حتى صرنا نمسي ونصبح على المشاكل الرياضية! وزارة الشباب والرياضة أصبحت (الكل بالكل)! وذلك بعد (فرمتتها) لأقدم أولمبية عربية وآسيوية !! بل أن 44 اتحاداً رياضياً باستثناء اتحاد الكرة أحيلت الى التقاعد! وأعطيت قوائمهم الى (مفتي) اللجنة الخماسية التي دمرت كل شيء يمت بصلة للرياضة، لكنها لاتستطيع ليَّ ذراع الكتلة في اتحاد الكرة! لأسباب كثيرة، فيما ظلت بقية الاتحادات تنادي ولا من مجيب!! وإذا كان أي اتحاد له استحقاق خارجي قريب فإنه بلا شك سيخضع الى سلسلة مراجعات ومن ثم الموافقة بعد شهرين او ثلاثة!! ما جعل الكثير من الاتحادات تعتذر عن المشاركات الخارجية بسبب هذه الأمور التعجيزية التي دمرت الاتحادات الرياضية، وإذا ظل الوضع على هذا المنوال أعتقد أن اللجنة الأولمبية الدولية ربما تصدر قراراً بإيقاف الرياضة العراقية ويومها سنعود الى المربع الأول.