أزياء لدعم المنتج الوطني
فكرة الطائي – تصوير: حسين طالب /
أسهمت الدار العراقية للأزياء في رسم صورة جمالية مميزة عن الأزياء العراقية في العصور المختلفة، وقد دأبت على تقديم حفلات الأزياء إلى جمهور خاص، وكلما مررت من أمام هذه البناية الجميلة والمميزة في شارع فلسطين، أجدني أسأل نفسي: هل ما زالت هذه الدار تقدم فعالياتها بالهمّة والتميز والنشاط نفسها؟
أتيحت لي الفرصة للقيام بزيارة عمل لهذه الدار، كانت الزيارة مشبعة لفضولي وأجابت على الكثير من أسئلتي عن عارضات الأزياء ومصممي اللوحات الفنية لتلك العروض ومخرجي الاستعراضات الفنية ومنسقي المعارض، لكن ما استوقني حقاً، وزاد من حماستي هو ما بلغني عن اعتزام هذه الدار إقامة معرض تحت عنوان “البس عراقي” وهو ما يأتي منسجماً مع توجهات شبكة الإعلام العراقي في دعم المنتج الوطني.
الخطوة الاولى:
خطوتي الأولى بدأت من الحديث مع السيد “عقيل إبراهيم المندلاوي” مدير عام الدار العراقية للأزياء، الذي حدثنا قائلاً :”أعلنت الدار عن عزمها افتتاح سوق كبير لدعم المنتوج العراقي تحت وسم (#البس_عراقي). واستضافت الدار عدداً كبيراً من المصممين من أعمار وأجناس شتى من خارج الدائرة، وتهدف هذه الدعوة إلى خلق فرص عمل للجميع وترويج وتسويق للمنتج العراقي”. يضيف السيد المندلاوي “أن هذه المبادرة هي دعم للقطاع الخاص وتعشيقه مع مؤسسات الدولة وخلق روح التنافس الإبداعي مع المنتج المستورد”.
وأوضح السيد المدير العام بشأن عدد المشاركين في هذا المعرض بالقول “بلغ عدد المشاركات في هذه المبادرة 29 مصممة بعضهن من خريجات الدار والأخريات من المصممات الخارجيات ممن وضعن بصمة مشهودة لهن في عالم الأزياء من حيث التصميم والإنتاج”.
خلية نحل في مركز التدريب :
غادرت مكتب المدير العام برفقة الزميلة “مها الحديثي” مسؤولة شعبة الإعلام إلى حيث قاعة العمل اليومي “مركز التدريب” بغية التعرف على الاستعدادت الجارية لإقامة هذا المعرض. ما رأيته هناك هو أشبه بخلية نحل في عمل متواصل، فالكل منشغلون بما بين أيديهم من أعمال، هنا ترى صوراً جميلة تسر الناظر وتشرح الصدر سواء من العاملات في الدار أو من المشاركات الخارجيات، كلهن حماس واستعداد في توضيح أفكارهن عن طبيعة مشاركتهن في هذه التظاهرة التسويقية العراقية. في ركن من أركان هذا المركز يجلس بعض الطلبة أمام المحاضر المصمم “سيف العبيدي” الذي شرع بتقديم شروحاته لهم عن طبيعة تصميم الأزياء. في زاوية أخرى من زوايا المركز شدني منظر الملابس والألوان والأكسسوارات وأخذت أتامل في تصميمها ونقوشها المشغولة. في هذه الأثناء وقفت مع الدكتورة “جليلة عبدالله” مديرة المركز، التي ابتدأت حديثها بالقول: “فكرة إقامة هذه السوق جاءت دعماً للمنتج الوطني وتفعيل مشاركة خارج الدار مع داخله، فالدار هي المبادر الأول ضمن هذه التظاهرة من حيث حجم المشاركة، فقد سبق أن طرح هذه الفكرة مدير عام الدار قبل سنوات للاعتماد على الإمكانات الذاتية وتطوير المنتج المحلي بدلاً من المستورد بتفعيل عمل مصانعنا والتشجيع على تحريك عجلة الاقتصاد العراقي، ما فسح المجال أمام منتسبي الدار لإقامة هذا المعرض”.
وبينت مديرة المركز: “هناك تنوع في أعمال المشاركات من الفساتين وملابس الأطفال، والبدلات النسائية والبنطلونات، وكانت للمحافظات العراقية حصة من هذه الفعاليات التسويقية”. قادتني خطواتي أخيراً إلى قاعة السوق التي التقيت فيها السيد “علي كاظم” منظم فعالية السوق الذي بادرني بالقول “يقوم العاملون هنا بترتيب وتزيين الجدران وأركان السوق لغرض استيعاب أكبر عدد من النتاجات التي يراد عرضها في هذا السوق، حتى أننا شرعنا في ترتيب حديقة الدار للاستفادة منها في هذا الغرض”.
للمشارِكات رأي :
المشاركات حدثننا عن مشاريعهن الخاصة التي تشهد بصماتهن فيها على تميز هذه المشاركة، فقد حدثتني المهندسة الكهربائية والمصممة أيضاً “عواطف عبد زاير، صاحبة معمل لإنتاج الأزياء المتنوعة: “أعد نفسي من المحظوظات للمشاركة في أول سوق في الدار يدعم المنتج الوطني، ما يضيف لي مساحة أوسع للتعريف بما أقدمه من تصاميم ومعرفة مدى تقبل الجمهور لهذه الأعمال”. وقالت المشاركة سميرة السوداني، خريجة معهد الفنون التطبيقية: “حصلت على شهادات تقديرية عدة في مشاركات سابقة، إلا أني أرى هذه المبادرة هي الأفضل والأجمل لما فيها من تحفيز لتقديم ما هو جديد من أفكار في عالم التصميم”.