ليلة بغدادية تراثية تضيء أروقة الفن في الإمارات
متابعة – محسن إبراهيم /
بين شمال العراق ووسطه وجنوبه ثمة فنون تراثية زاخرة، ينتقل فيها الغناء على أجنحة الحضارة والتاريخ الموسيقي المتجذر في الشخصية العراقية منذ الحرف السومري الأول وأوتار قيثارته، وحين يصدح الصوت العراقي المعتق بالشجن بترانيم المقام العراقي يدبّ السكون في أوصال المكان، فلاشيء غير الاستماع والتمايل طرباً مع كل جملة موسيقية.
ليلة بغدادية
ليلة بغدادية استضافتها مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية على شرف العازف (أزهر كبّة) الذي تتلمذ على يد خبراء كبار في آلة السنطور بمدرسة الموسيقى والباليه، كما درس الموسيقى والمقام العراقي في معهد الدراسات الموسيقية على يد منير بشير وروحي الخماش وحسين الأعظمي، وشارك عازفاً على آلة السنطور مع الفرقة السيمفونية العراقية. في العام 2011 أسس فرقة (تقاسيم عراقية) للجالغي البغدادي في الإمارات العربية المتحدة لنشر التراث الموسيقي العراقي.
حلَّقت في هذه الليلة على أجنحة النغم أصوات قارئي المقام العراقي مستعيدة ذاكرة قرون مضت من تراثيات عذبة أطربت الحضور وأمتعتهم حين صدح صوت قارئ المقام العراقي طه غريب مع آلة الجوزه التراثية، بمرافقه شاكر حسن على العود وعمر زياد على آلة القانون وسراج محمد على الطبلة ورياض محسن على الرق ومهند خضر على البيانو.
غصَّ مسرح مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بجمهور كبير من عشاق المقام العراقي الأصيل، ورددوا مع الفرقة الموسيقية، طيلة وقت الحفل، اغان طالما احتفظت بها الذاكرة العراقية والعربية واستعادوا ذكريات محمد القبانجي وناظم الغزالي. وفي نهاية الحفل قدم الدكتور محمد عبد الله المطوع درع المؤسسة للفنان أزهر كبّة مع تقديم الشكر للفنان طه غريب وأعضاء الفرقة على ما قدموه من متعة موسيقية رائعة.
استذكار التراث
الفنان طه غريب، الذي يعده المختصون امتداداً للمدرسة القبانجية في اسلوب أدائه للمقامات العراقية، تحدث لنا عن هذه الليلة قائلاً: في إطار التعريف بالتراث العراقي الذي اجتمعت فيه عناصر الأصالة وتجلّت فيه عبقرية قارئ المقام العراقي بكل ما فيها من غنائية وإحساس بالحياة واستذكار لهذا التراث الذي كاد أن يمحى من الأذهان، لبينا دعوة مؤسسة سلطان بن علي عويس الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في ليلة بغدادية أحياها عازف السنطور أزهر كبّة وعازف القانون عمر زياد وعازف العود شاكر حسن وعازف البيانو مهند خضر وعازف الطبلة سراج محمد وعازف الرق رياض محسن. قدمنا في الحفل الذي حضره عدد كبيرمن العراقيين والعرب من متذوقي الفن العراقي والمهتمين به فقرات فنية متنوعة، اشتملت على مقطوعات موسيقية لجميل بشير وغانم حداد، فضلاً عن فقرات غنائية عراقية من ألحان الملا عثمان الموصلي ومحمد القبانجي وناظم نعيم، وكانت للمقام العراقي حصة كبيرة، إذ قدمنا مقامات الرست والجمال والكرد والجهاركاه، وفي ختام الليلة قدمت وصلة من الغناء الموصلي ، فكانت ليلة عراقية رائعة بحق.