مصنع البطاريات.. الجودة حقَّقت التنافس مع المستورد
فكرة الطائي – تصوير: يوسف مهدي /
تستمر شبكة الإعلام العراقي في حملتها وبجميع قنواتها الاتصالية لدعم المنتج الوطني والارتقاء بمستوى الإنتاج وتشجيع إقبال المواطن العراقي على مختلف المنتجات الصناعية الوطنية بغية النهوض بهذا القطاع بعد أن أصابه الركود جراء الإهمال لسنوات عديدة، وتماشيا مع هذه الحملة، نقف اليوم عند محطة أخرى من محطات صناعتنا الوطنية الا وهو مصنع البطاريات.
في لحظة التفكير في هذا الموضوع انشغلت بوضع الأسئلة التي أبحث عن إجابات لها من قبل المسؤولين، في هذه الأثناء عادت بي الصور إلى الوراء مسترجعة المشاهد التي كنت أراها في الشارع المؤدي إلى هذا المصنع الذي كان يزدحم بالوكلاء والمواطنين وهم يتسابقون على حجز ما يرومون شراءه من بطاريات .
وتساءلت هل ما زالت تلك الصورة قائمة حتى اليوم أم تراجعت في خضم تنافس المستورد وإغراق السوق المحلية بأنواع البطاريات من مناشئ مختلفة وبأسعار متفاوتة؟ فرحت عند مشاهدتي اللوحة الكبيرة التي خُطَّ عليها “وزارة الصناعة.. مصنع بطاريات بابل”، مصدر فرحي هذا هو أن هذا المصنع ما زال بخير وهو ينتج حاليا وبمعنى أن الحياة تدب فيه من خلال حركة العمل والعمال والمفاصل الإدارية التي تدير العملية الإنتاجية في المصنع.
في البدء حدَّثني المهندس محمود طاهر مدير المصنع قائلاً: تأسَّست الشركة العامة لصناعة البطاريات عام 1975وصُمِّم المعمل من قبل شركة كلورايد الانكليزية التي قامت بتنفيذ الأعمال الإنشائية فضلا عن تجهيز المصنع بالمعدات التي تشاركت في تجهيزها شركة ماك الأميركية وانجل النمساوية.
وأشار إلى اندماج ثلاث شركات في العام 2016 تحت مسمّى “الشركة العامة لصناعة السيارات والمعادن” وهذه الشركات المندمجة هي “الشركة العامة لصناعة السيارات، الشركة العامة لصناعة البطاريات، والشركة العامة للصناعات الميكانيكية”.
وأوضح المهندس محمود “أن هذا المصنع يعد المصنع الوحيد لإنتاج البطاريات وبمختلف السعات ويضم ثلاثة معامل، الأوّل، معمل بابل لإنتاج البطاريات السائلة والحامضية في الوزيرية ومعمل النور لإنتاج البطاريات الجافة في أبو غريب، ومسبك الرصاص لإنتاج الرصاص النقي والسبائكي في خان ضاري.
خبرات عالية
تشير التقارير الإدارية إلى أنَّ عدد العاملين في هذا المصنع هو “1871” بين موظف وفني، فالمصنع يضم ” 76″ مهندسا و” 36″ موظفا بين فيزياوي وكيمياوي و” 727″ موظفا إداريا وماليا والمتبقي “1032” موظفا فنيا في الأقسام الإنتاجية.
لم أقف عند هذه المحطة وإنما رغبت بالتعرف على تفاصيل هذا المعمل بعد أن تشبَّعت بالمعلومات الخاصة عنه، لذلك طلبت من مرافقي في هذه الرحلة الاستطلاعية السيد “مهدي حسن خلف” مدير العلاقات والإعلام القيام بجولة في أرجاء المصنع، بغية إكمال الصورة في ذهني، قدَّم لي السيد “مهدي” أثناء التجوال شرحا مفصلا للوحدات التي تمرّ بها صناعة البطاريات” وهذه الوحدات هي، وحدة المشبكات التي تقوم بصناعة المشبكات، والثانية وحدة اللبخ، تليها وحدة الشحن التي تبقى فيها الألواح التي أعدت بالمرحلتين السابقتين في حامض الكبريتيك لمدة 24 ساعة، الوحدة الرابعة يبدأ عملها من لحظة خروج البطارية من وحدة الشحن لتدخل إلى وحدة الأفران الكهربائية وتبقى في هذه الوحدة 24 ساعة أيضاً، ثم ترحل إلى الوحدة الخامسة وهي وحدة التقطيع إلى نصفين ومن ثم ترسل إلى مرحلة التجميع النهائية.
الصورة الآن
في عودتي إلى مدير المصنع، حدَّثني عن الطاقة الإنتاجية للمصنع قائلا: حقّقت الشركة إيرادات متزايدة خلال السنوات الماضية منذ 2009، وذلك من خلال زيادة معدلات الإنتاج وخفض الكلف الإنتاجية وتخفيض الأسعار لتحقيق المنافسة مع المستورد مما أدَّى إلى إقبال المواطن على المنتوج الوطني الذي أدَّى بدوره إلى تصاعد وتائر الإنتاج بشكل مميز اذا ما قورنت بسنوات الركود بين 2003و2009، فقد وصلنا بالإنتاج إلى مستويات جيدة.
دعم المنتوج الوطني
كانت محطتي الأخيرة عند قسم التخطيط، فقد حدَّثتني السيدة خولة حسن مطر “مسؤولة القسم” عن المعوقات التي تقف أمام زدهار صناعة البطاريات قائلة: تحتاج صناعة البطاريات إلى الدعم لتسديد كلفة الإنتاج في توفير الطاقة الكهربائية والوقود واستثناء المصانع من القطع المبرمج لتسهيل أعمال الإنتاج الصناعي، ولا بدَّ من تشريع قوانين لحماية المنتج الوطني وفرض الضرائب على المستورد وتشجيع دوائر الدولة على التعامل مع المصنع وفتح نوافذ تسويق داخلية وخارجية للمنتوج الوطني.
خطط مستقبلية
وتحدَّثت السيدة خولة عن الخطط المستقبلية للمصنع بالقول: بغية تعزيز الإنتاج والانتشار في السوق المحلية لا بدَّ من أن تكون الشركة المصدر الوحيد لتجهيز البطاريات في العراق وتغطية حاجة السوق المحلية بجميع أنواع البطاريات والسعي لإضافة خطوط إنتاجية جديدة تستقطب الكثير من الأيدي العاملة من ذوي التخصصات العلمية والفنية.
وحدّثنا السيد “صادق عبد الحسين” وكيل مسؤولة قسم التخطيط قائلا: وتعزيزا لما تفضلت به السيدة خولة فإنّ الشركة فتحت باب الاستثمار من أجل الارتقاء بالمنتوج الوطني وفق قياسات الجودة العالمية ليكون منافسا قويا في سوق الإنتاج وبدأت العروض تتوافد على شركتنا بغية الاستثمار في صناعة البطاريات.