في غضون أسبوعين فقط.. وحدات طبية خاصة بالحميّات تُنجز في ثلاث محافظات

1٬433

#خليك_بالبيت

عامر جليل إبراهيم _ ميساء فاضل محمد /

لا يختلف اثنان على قوة الرابطة الإنسانية التي نشأت منذ القدم بين أبناء العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وإن كانت غير ظاهرة للمراقب من خارج بلاد الرافدين، لكن تلك الرابطة أصبحت حديث العالم بأسره بعد جائحة كورونا التي غزت أغلب الدول.
فقد برزت مبادرات فردية كثيرة، فبين متبرع بسلة غذائية وآخر بمواد طبية وثالث بخياطة مجانية للكمّامات ساندتها المرجعيات الدينية لكل ألوان الطيف العراقي، وكذلك فعلت بعض الحكومات المحلية للمحافظات وبمساعدة الخيرين من أبنائها.
فقد بيّنت جائحة كورونا الحاجة الملحّة للمستشفيات على نحو عاجل، لذلك تناخى العراقيون من أبناء المرجعية الغيارى وأبناء محافظة الأنبار وتصدوا لهذه المهمة الجبارة وأثمرت
تلك النخوة عن ردهات للعزل ومستشفيات للعلاج.
عن تلك المبادرات كانت لمجلة “الشبكة العراقية” لقاءات عدة مع عدد من مسؤولي الشؤون الطبية كان أولها مع الدكتور أسامة عبد الحسن مسؤول الشؤون الطبية للعتبة العباسية المقدسة الذي قال: سابقت كوادر العتبة العباسية المقدسة الفايروس والزمن لإنشاء ردهة الحياة الثانية في مدينة الحسين (ع) الطبية من قبل ملاكات قسم الصيانة الهندسية في العتبة العباسية بالتعاون والتنسيق مع دائرة صحة كربلاء، وأهداها مستشفى الكفيل التخصصي إلى مدينة الحسين الطبية.
ويكمل الدكتور أسامة عبد الحسن: ردهة الحياة الثانية في مدينة الحسين الطبية هي مشروع توسعة وزيادة السعة السريرية، لردهة الحياة الأولى للحُميات الخاصة بمرض جائحة كورونا. اهتمام العتبة المقدسة جاء للحاجة الملحّة لزيادة السعة السريرية المكونة من ٦٠ غرفة، منها ٥٤ تكون انفرادية على شكل سويت بمجموعة صحية ومؤثثة ومكيفة، وأنجز هذا المشروع في خمسة عشر يوماً بتقنيات وإمكانيات قسم الصيانة الهندسية للعتبة، وبإشراف شعبة الشؤون الطبية، وباهتمام المتولي الشرعي سماحة السيد الصافي وأمين عام العتبة ومسؤولي العتبة كافة بمتابعة المشروع ليكون نواة لمشروع مهم جداً في الوقت الحاضر.
ويستمر بالحديث: إن هذا المشروع سوف يحث الكوادر الطبية على العمل، ولا سيما في الوقت الحاضر، فهم بحاجة إلى هذا الدعم، وكذلك المرضى فقد أصبحوا يتلقون أفضل الإمكانات الطبية والفندقية، وهذا هو المشروع الأول وسوف يتبعه، إن شاء الله، مشروع آخر في مستشفى الهندية العام بواقع ٣٥ سريراً وهو قيد الإنجاز.
وعن تفاصيل إقامة الردهة الثانية يقول الدكتور أسامة عبد الحسن: فكرة المشروع جاءت بعد توجيه المرجعية وسماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة أحمد الصافي، دام عزه، لدعم القطاع الصحي، إذ عُقد اجتماع مع دائرة صحة كربلاء وإدارة مدينة الحسين (ع) الطبية وقسم الصيانة الهندسية والشؤون الطبية للعتبة العباسية المقدسة، لتدارك ما يعيشه العراق من ظروف بسبب وباء كورونا ولمحدودية الأسرّة في ردهات الحميات الحالية وللحاجة الضرورية لزيادة السعة السريرية لمدينة كربلاء المقدسة والاتفاق على إقامة مشروع بناية الحياة الثانية مجاور لبناية الحياة الأولى.
شُيّد الموقع على مساحة ١٣٥٠ متراً مربعاً وتمت المباشرة في نهاية شهر آذار وأكمل في غضون ١٥ يوماً بواقع عمل ٢٤ ساعة، وبجهود ٢٠٠ من الكادر الفني والهندسي، وتم البناء بمادة السندويج بنل بعد إكمال الهيكل الحديدي وأعمال الصب والماء والمجاري وتغليف الداخل واكمال أعمال الكهرباء والتكييف وبواقع ٥٤ غرفة مفردة مساحة كل غرفة ٦ أمتار مربعة بنظام السويت مكونة من غرفة ومجموعة صحية مكيفة ومجهزة بالأثاث من العتبة العباسية والأسرّة والأجهزة من مستشفى الكفيل، كما حرصنا على أن يكون التكييف بالنظام الخاص بردهات الحميات، كما جرى طلاء الأرضيات بمادة الآيبوكسي المضاد للبكتيريا، وكذلك توجد أربع غرف كبيرة تم تخصيصها لتكون إدارة البناية واستراحة وغرفاً لتبديل الملابس وتعقيم الكادر الطبي رجالاً ونساءً مع مجاميع صحية.

مركز الشفاء
الدكتور ستار الساعدي، المشرف العام على القطاع الصحي في العتبة الحسينية المقدسة، كان ثاني المتحدثين، بدأنا بالقول: نفذت العتبة الحسينية مركز الشفاء للعناية والطوارئ على أرض معرض كربلاء الدولي (سابقاً) في مدة زمنية قياسية لم تتجاوز (15) يوماً وزودته بأجهزة حديثة من مناشئ رصينة لمواجهة هذا الوباء ولدعم جهود وزارة الصحة لمواجهة خطر جائحة (كورونا)، وتوفير الخدمات الطبية لأبناء المحافظة وزائريها بأمر مباشر من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، كما أمر بأن يبقى المركز مفتوحا لخدمة أهالي مدينة كربلاء وزائريها، ولتدعيم دور الصحة حتى بعد القضاء النهائي على جائحة (كورونا).
ويضيف الساعدي: إن كل ما لدينا هنا في هذا المركز نفذته ملاكات العتبة الحسينية، مبينا أن العتبة الحسينية في جميع الأزمات تظهر لكم بالأفعال لا بالأقوال لخدمة أبناء الشعب العراقي، لأنها تحمل رسالة الإمام الحسين (عليه السلام).
آخر المتحدثين كان السيد باسم الأنباري المستشار الإعلامي لمحافظ الأنبار الذي قال: تنفيذاً للمبادرة المجتمعية التي أطلقها رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي والتي تهدف لبناء مستشفى كرفاني للحجر الصحي في محافظة الأنبار استجاب أبناء الأنبار بمختلف شرائحهم من مثقفين وأكاديميين وعلماء دين وشيوخ عشائر لهذه المبادرة وشرعوا في التبرع لبناء مستشفى كرفاني في الأنبار وآخر في العاصمة بغداد للمساهمة في دعم مساعي الحكومة لمنع انتشار فيروس كورونا.
ويضيف السيد الأنباري أن مشاريع المستشفى في منطقة الـ(7 كيلو) غربي الرمادي تبلغ سعتها 130 سريراً، 30 منها للمشتبه بإصابتهم بالفايروس و 100 سرير لحجر المصابين الفعليين، مع غرفتين لمعاينة المصابين وغرفتي منام للكوادر الصحية وكذلك ردهة طوارئ بسعة عشرة أسرة ومطبخ وغرفتين خاصتين بالأمن وكادر الإسعاف الفوري ومخزن تجميع قناني الأوكسجين ..
ويختتم حديثه بالقول: أشرفت دائرة صحة الأنبار على المشروع وجُهّز المستشفى بـ 150 سريراً و 100 قنينة أوكسجين وأجهزة الإعطاء ومولدة 200 كي في وخزانين للمياه سعة 3000 لتر.