الصناعة تنجز غرف تعفير وتكمل مشروع الفتحة الملاحية وتزيد غلَّة البطاطا
#خليك_بالبيت
فكرة الطائي /
لم يتوقف العقل العراقي عن الإبداع والعمل المتواصل من أجل استنباط الحلول الناجعة للمشكلات الاقتصادية والصناعية والصحية، إذ ما زالت منشآت وزارة الصناعة والمعادن تقدّم المبادرات لخدمة كثير من القطاعات المختلفة لتعزيز القدرة الاقتصادية والإنتاجية، لا سيما في الظروف الصعبة التي يمر بها العراق والعالم من جراء جائحة كورونا.
ويملؤني الفرح وأشعر بالغبطة كلما سمعت خبراً من الأخبار التي تنبئ عن حركة عجلة التقدم إلى الإمام وهو الأمر الذي يعزّز قناعتي في أن أبناء العراق يسابقون الزمن من أجل خدمة بلدهم العزيز وحفر أسمائهم المبدعة في سجل التَّميُّز التاريخي.
وكيل وزارة الصناعة والمعادن لشؤون التخطيط معتصم النعيمي ترأس اجتماعاً لخلية الأزمة المركزية بحضور عدد من السادة المديرين العامين في دوائر مركز الوزارة والشركات التابعة لها لبحث الامكانيات المتاحة لديمومة عمليات التصنيع والإنتاج للمواد والمستلزمات الطبية والوقائيـة.
وأكـد ضرورة تحقيق التكامل الصناعي بين شركات الوزارة المنتجة لمواد ومستلزمات الوقاية من وباء كورونا واعتماد المواصفات المطلوبة من الجهات المستفيدة، داعياً إلى تضافر جهود شركات الوزارة المعنية من أجل تلبية حاجة المؤسّسات الحكومية والمحافظات من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية لمجابهة هذا الوبـاء.
وأوعـز إلى الشركة العامة للصناعات الكهربائية والألكترونية بتجهيز (500) غرفة تعفير إلى محافظة صلاح الدين لتوزيعها بين دوائر المحافظة والاستمرار بتأمين حاجة وزارات ودوائر الدولة من المعقّمات والمطهّرات وغرف التعفير والكمّامات.
وفي السياق ذاته جهّـزت الشركة العامة للصناعات الكهربائية والألكترونية عدداً من دوائر ومؤسّسات الدولة والقطاع الخاص بغرف تعفير وتعقيم الأشخاص وفق الشروط والمواصفات المطلوبـة.
وقال مدير عام الشركة المهندس سفيـان فـوزي الجبـوري: إنّ الشركة جهّزت قيادة عمليات بغداد وحماية الشخصيات والمنشآت بغرفة تعفير واحدة لكل منهما، كما جهّزت شركة آسيا سيل بـ (14) غرفـة و (10) غـرف إلى مستشفى الحجر الصحي، مؤكداً أنّ الشركة كانت سبّاقة في تصنيع هذه الغرف وفق المعايير الصحية وبجهود ذاتية من المهندسين والفنيين من أجل المساهمة الفاعلة في مواجهة وباء كورونـا.
والتقى الجبوري وفداً من وزارة الخارجية لبحث إمكانية تجهيز الأخيرة بغرف تعفير وتعقيم الأشخاص التي يتمّ تصنيعها حالياً في الشركة، لافتاً إلى أنّ الوفد اِطّلع ميدانياً على ورشة إنتاج وتصنيع غرف التعفير وأبدى إعجابه الشديد بمستوى الإنتاج والجهود المتميزة التي يبذلها الكادر الفني والهندسي في الورشة لدعم قطاع الصحّة وقطاعات الدولة الأخـرى.
كما صمّمت شركـة الـزوراء العامـة وصنّعت غرفـة تعقيـم الأشخـاص بجهـود ذاتيـة وأهدتهـا إلى مستشفـى الزعفرانيـة العـام تنفيذا لتوصيات خليتي الأزمة المركزية والعلمية في الوزارة بتأمين مستلزمات الوقاية من فيروس كورونا ومنع انتشـاره.
وقال المهندس هادي علي طه مدير عام الشركة: نمتلك الإمكانيات الفنية والتصنيعية والخبرات المتراكمة لإنتاج وتصنيع مختلف الأجهزة بالمواصفات المعمول بها في وزارة الصحة ولدى شركتنا الاستعداد الكامل لدعم القطاع الصحي من أجل تخطي أزمة الوباء، موضحاً أنّ الغرفة تتكوّن من هيكل بعرض (١٠٠) سم وطول (١٢٠) سم وبارتفاع (٢٣٠) سم تتوزّع فيها عدد من النوزلات (البخاخات) حول الشخص في غرفة التعقيم بشكل يضمن توزيع محلول التعقيم بشكل متجانس، وأنّها تعمل بضخ مادة التعقيم من خزان بلاستيكي سعته (١٢٠) لتراً عن طريق مضخّة كهربائية إلى البخاخات التي تعمل على تحويل سائل محلول التعقيم إلى رذاذ بفعل ضغط المضخة، لافتاً إلى وجود متحسّس في مدخل الغرفة يعطي إشارة إلى المضخّة بالعمل عند دخول الشخص إلى غرفة التعقيم وتستمر بالعمل لمدة (١٠ – ١٥) ثانية تلقائياً، وبالإمكان التحكم بزمن التعقيم، مؤكداً حرص الشركة على تنفيذ التوجيهات الصادرة من خليتي الأزمة المشكّلة في الوزارة وإنجاز جميع الأعمال المكلّفة بها بدقّة وكفاءة عالية وفق أحدث المواصفات العالميـة.
تجربة جديدة في زراعة البطاطا
كانت خطوتي الأولى باتجاه الشركـة العامّـة للصناعـات التعدينيـة حيث تجـري هذه الشركة تجربـة عمليـة لزراعـة البطاطـا باستخـدام إنتاجهـا مـن سمـاد العناصـر الصغـرى السائـل، وبحكم الفضول الصحفي كان لا بدّ لي من الاستفسار عن هذه التجربة من السيد مدير عام الشركة العامة للصناعات التعدينية المهندس رافـد عبـد الجليـل جبـار الذي حدثني بقوله: أجرت شعبة الزراعة في معاونية مصانع ابن سينا التابعة للشركة تجربة عملية لزراعة البطاطا باستخدام سماد العناصر الصغرى السائل المنتج في أحد مصانع المعاونية، مبيناً أنَّ التجربة العملية أجريت في الأراضي التابعة لمصانع ابن سينا في مساحة قدرها (5) دوانـم وقد تكلّلتْ بالنجاح الباهر والمشجّع، إذ زادتْ نسبة الغلَّة الزراعية لإنتاج البطاطا من (30 – 40) % ما يثبت فاعلية سماد العناصر الصغرى الذي ينتج في مصنع الأسمدة التابع لمعاونية مصانع ابن سينا”.
مشروع الفتحة الملاحية
وفي سياق إبداعات العقل العراقي أعلن السيد مدير عام شركة ابن ماجد العامة المهندس حيـدر طاهـر جاسـم قرب إكمال مشروع نصب الفتحة الملاحية لجسر الشهيد كنعان (التنومـة سابقـاً) على شط العرب في محافظة البصرة.
وأكـد أنّ ملاكات الشركة مستمرة في عملها لغرض إنجاز ما تبقّى من المشروع وافتتاح الجسر قريباً رغم الظروف الراهنة من أجل خدمة أبناء البصرة لا سيما أهالي شط العرب، مشيداً بجهود ملاك موقع الجسر من المهندسين والفنيين الذين لهم الفضل الكبير في الوصول إلى المراحل الأخيرة من المشروع وإنجازه بالكامل قريبـاً.
السمنت والنورة
كانت خطوتي الثالثة باتجاه المهندس عدنـان الغنـام مدير عام الشركة العامة للسمنت العراقية الذي حدّثنا عن استمرار معمل النورة التابع للشركة الواقع في محافظة كربلاء المقدسة بالإنتاج والتسويق لتلبية حاجة السوق المحلية لا سيما شركة الاتحاد من منتج النورة الذي يدخل كعامل مساعد في إنتاج مادة السكّر محلياً لدعم البطاقة التموينيـة.
وأوضح “أنّ الشركة أعدت خطة عمل لتلبية احتياجات السوق والحفاظ على أسعار مادتي السمنت والنورة باستئناف العمل في عدد من المعامل وطرح هذه المنتجات إلى الأسواق المحلية، مضيفاً: تم التنسيق مع الجهات الأمنية وخلية الأزمة في المحافظات التي توجد فيها معامل الشركة لغرض استثنائها من إجراءات الحظر، مثمّناً في ذات الوقت جهود العاملين في معمل النورة ومعامل الشركة الأخرى التي استؤنف العمل والإنتاج فيها واستمرارهم بالعمل رغم تحديات الوضع الصحي الراهن وظروف حظر التجوال المفـروض.
مـن جانبـه بيّن معاون مدير عام الشركة لمعاونية السمنت الجنوبية المهندس محمـد حسـن ناجـي أنّ المعاونية تعمل ضمن خطة الشركة لصيانة المعامل التي باشرت بالعمل والإنتاج وتأهيلها وذلك باستغلال فترة الحظر ووجود الملاكات الفنية والهندسية لإدامة جاهزية الخطوط الإنتاجية ومواصلة تحقيق المخطط للعملية الإنتاجية والاستعداد للطلبات الكبيرة المتوقعة بعد انتهاء الحظـر.
وبيّن مدير معمل النورة السيد ريسان منصـور أنّ معمل النورة هو المعمل الوحيد في العراق الذي لم يتوقف العمل فيه منذ ظهور جائحة كورونا، ويعمل بكامل ملاكه البالغ (٤٠٠) منتسب دون انقطاع لضمان ديمومة العملية الإنتاجية والمساهمة الفاعلة في دعم المواطن العراقي وتعزيز الاقتصاد الوطنـي.