علوان فليح الجنديل أحرق 50 سفينة (مهيلة) في دجلة

1٬062

جبار عبد الله الجويبراوي/

المهيلات هي سفن من خشب، ذوات غاطس معتدل، حمولتها تتراوح بين 10 ـ 50 طنا، لنقل المؤن في نهر دجلة بصورة خاصة، وكانت جماعات تسحبها، وبنسبة جماعة واحدة لكل عشرة أطنان.

وفي صيف عام 1916م استخدمها الانكليز لنقل المؤن عبر دجلة ما اضطر العرب القاطنون على ضفتي دجلة إلى إصدار الأوامر إلى تلك الجماعات بالامتناع عن مساعدة الانكليز وعدم سحب تلك المهيلات ومن لم يمتنع عن مساعدة الانكليز يلق حتفه على أيديهم .
وما قاله السير أرنولد ويلسون وكيل الحاكم البريطاني العام في العراق في هذا الصدد : “ كانت وسائل النقل خلال صيف سنة 1916م شحيحة جدا بحيث اضطرت الحال إلى استخدام المهيلات وكانت هذه السفن تستأجر في بادئ الأمر، وعندما أدبرت الأمور على دجلة بالنسبة إلينا ـ والكلام لأرنولد ويلسون ـ صعب إيجاد الملاحين اللازمين، بأي شرط من الشروط لقد قتل كثير منهم على أيدي قبيلة بني لام الطائية.

وذات مرة تم الاستيلاء على قافلة من المهيلات عدتها (50) مهيلة قرب شيخ سعد فأحرقت وكان ذلك اثر انسحابنا من (طيسفون) وعندها اختفت كل مهيله في نهر دجلة، واتخذت من الأهوار ملجأ أمينا . “{ السير أرنولد ويلسون/ بلاد مابين النهرين بين ولاءين/ج1/ ص 290 }
وهذا البطل هو علوان فليح حسن الجنديل ولد في مدينة العمارة في شيخ سعد إحدى نواحي قضاء علي الغربي عام 1875م وهو واحد من أبرز شيوخ قبيلة بني لام الطائية، ومن أوائل شيوخ عشائر مدينة العمارة الذين استجابوا لنداء المرجعية الدينية في النجف الأشرف في محاربة القوات الانكليزية التي احتلت مدينة العمارة في 3حزيران عام 1915م . وبعد أن أحكمت سيطرتها على المدينة . فكرت جديا بالتوجه نحو احتلال مدينة الكوت

وبحكم موقع قبيلة بني لام التي تسيطر على نهر دجلة من جنوب مدينة بغداد وحتى شمال مدينة العمارة.

قرر الشيخ علوان الجنديل وأفراد قبيلته منع مرور المهيلات في نهر دجلة قبالة فضاء علي الغربي ( 105) كم شمال مدينة العمارة.

وبعد هذه الحادثة تعرض الشيخ علوان الجنديل لملاحقة القوات البريطانية بعد أن استعادوا مدينة الكوت من أيدي القوات التركية، فظل مختفيا حتى وصل إلى النجف الأشرف، وطلب الحماية من المرجع الديني الكبير السيد كاظم اليزدي فأجاره وبقي تحت حمايته عدة شهور ثم انتقل إلى مدينة الكاظمية تحت حماية المرجع الديني الكبير السيد مهدي الحيدري، وظل يتنقل من مكان إلى آخر حتى سئم التنقل وسَلَّـمَ نفسه إلى الحاكم الانكليزي في مدينة العمارة، فحكمت عليه المحكمة البريطانية بالإعدام إلا أن المراجع الدينية في النجف والكاظمية وشيوخ العشائر العراقية اعترضوا على قرار الحكم الجائر وطالبوا بالإفراج عنه ونتيجة للضغط الجماهيري المستمر بالإفراج عنه أطلق سراحه وعاد إلى مسقط رأسه في مدينة علي الغربي.

وفي انتخابات مجلس النواب، وفي الدورة الانتخابية الأولى 25 آيار 1925م أصبح الشيخ علوان الجنديل ممثلا عن مدينة العمارة.
وكذلك في الدورة الانتخابية الثانية 28أيلول 1928م ، والدورة الانتخابية الرابعة في 8آذار 1933م ، وفي الدورة الانتخابية السابعة 27شباط 1937م .

توفى رحمه الله في آذار عام 1948م وخلفه في إدارة العشيرة ولده عباس وبعد وفاة عباس تسلم مهام المشيخة حفيده خضير عباس.
واليوم ولده طارق وأحفاده اوس عباس علوان ويس خضيرعباس هم من يديرون أمور العشيرة في ناحية شيخ سعد.