هجَرَ الناس المدن والشوارع فاستوطنتها الحيوانات!
#خليك_بالبيت
ترجمة: آلاء فائق – إيما نيوبورجير وآدم جيفري
عن/ موقع CNBC
من مفارقات الحجر الصحي، الذي خضعت له أغلب شعوب العالم، أن الإنسان أصبح ولأول مرة هو المقيَّد داخل منزله، فيما الحيوانات بالخارج حرة طليقة. فمع التزام معظم الناس بإجراءات ملازمة المنزل منذ آذار الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا، انتهزت بعض الحيوانات الفرصة لتجوب شوارع المدن الخالية التي حوَّلها الوباء في بداية تفشّيه إلى مدن أشباح.
عادة ما يمنع الوجود البشري الحيوانات البرية من التجوال بحرية في شوارع المدن، لكن المليارات من الناس كانوا في الداخل، يعزلون أنفسهم اجتماعياً تحت إشراف المسؤولين الصحيين والحكوميين، فقد اقفلت معظم دول العالم شركاتها ومطاعمها ومنتجعاتها ومرافقها السياحية، فبدت الشوارع المزدحمة والملاذات السياحية خالية ومهجورة.
حظر التجوال أعطى فرصة نادرة لبعض الحيوانات والطيور للاستمتاع بكوكب الأرض، واستكشاف شوارع وقنوات مياه المدن الحضرية، كما زاد من ثقتها ودفعها للتوغل في مدننا والبقاء مدة أطول، كاميرات المصورين في أنحاء العالم رصدت الحيوانات التي ساقها الجوع للانتشار في شوارع المدن، وتشير بعض السلطات إلى حصول طفرة في الحياة البرية أثناء غياب حركة السيّاح.
حيوانات ذكية وأليفة
المثير في الأمر أن بعض هذه الحيوانات كان يتميز بالذكاء ويتمتع بالألفة، ما أثار دهشة سكان البلدان ورفع معدلات سعادتهم حال رؤيتهم إياها من مسافات قريبة.
فلم يعد غريباً لو شاهد أحدهم طاووساً يتجول في شوارع روندا في إسبانيا، أو لمح قطيعاً من الماعز الجبلي يتحدى تدابير الإغلاق وحظر التجول والحجز المنزلي في مدينة بشمال ويلز ليستغل خلو المنطقة الهادئة من المارّة ويتجول بحرية، كما بات أمراً طبيعياً حين يشاهد أحدهم أسداً ينزل من جبال الأنديز إلى سانتياغو، في تشيلي، وذئب برارٍ أميركي يتجول خلال شوارع مدينة سان فرانسيسكو.
وبينما تتجول بعض الحيوانات بفضول أو تستمتع بالهدوء الذي أسدل ستاره على شوارع المدينة، فإن بعضها الآخر يتضور جوعاً لأنه كان يعتمد على ما كان يجود به السيّاح عليه.
أسد أميركي يتجول في مدينة سانتياغو
إحدى الصور التي نشرتها وكالة آتون تشيلي، تظهر أسداً أميركياً من نوع كوجر، عمره عام واحد تقريباً، يتجول في شوارع مدينة سانتياغو في 24 آذار الفائت، والذي وفقاً لخدمة الزراعة والثروة الحيوانية (SAG) نزل من الجبال المجاورة بحثاً عن الطعام ليُفاجأ برؤية عدد أقل من الناس في الشوارع بسبب جائحة فيروس كورونا.
قرود المكاك في تايلاند
صور أخرى تداولتها وكالات الإعلام أظهرت حشوداً من قرود المكاك في تايلاند التي اعتادت على التقاط طعامها مما يجود به السيّاح عليها قبل تفشي وباء كورونا، لم تجد خياراً أمامها سوى الاعتماد على نفسها بحثاً عن طعام يسد رمقها، لا بل لجأ بعضها إلى المشاجرة في الشوارع الخالية في بحث يائس عن الطعام.
غزلان السيكا في متنزه نارا الياباني
تعتمد غزلان السيكا في متنزه معبد مدينة نارا (مقصد سياحي شهير في اليابان) بشكل كبير على ما يجود به آلاف السيّاح الذين اعتادوا على إطعامها رقائق الأرز. لكن بما أن المتنزه كان فارغاً طوال فترة الحظر، بدأت قطعان الغزلان بالبحث عن الطعام بنفسها، غير مكترثة بخطر دهسها من قبل سائقي السيارات، لا بل إن بعضها كان يسد رمقه بابتلاع القمامة البلاستيكية.
فقد شهدت هذه المدينة الشعبية القديمة، شأنها شأن مرافق سياحية مهمة في اليابان، ركوداً مسَّ مفاصل حياتها جميعاً، فكانت محطة لتجول الغزلان التي جلبها مسؤولو السياحة كإحدى وسائل الجذب السياحي قبل تفشي فيروس كورونا. شهدت المدينة انخفاضاً ملموساً في عدد الزوار وسط مخاوف من تفشي الوباء. نقص الطعام حدا بقطيع الغزلان إلى التجول في المنطقة السكنية بالمدينة، إذ كانت تعتمد جزئياً في تغذيتها على ما يطعمه إياها السيّاح، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام.
قطيعا ماعز وأوز!
ومن خلف زجاج بيوتهم ينظر السكان المحليون إلى قطيع ماعز انتهز الهدوء الذي ساد الشوارع القريبة من ميدان ترينيتي، في مدينة لاندودنو، شمال ويلز. وقد شوهد قطيع الماعز يتجول في الشوارع المهجورة للبلدة الساحلية أثناء إجراءات الغلق الصحي المفروض على البلاد.
فيما زينت مجموعة من الأوز بطلَّتها الجميلة الشوارع الفارغة على طول الساحل بالقرب من شارع عدنان مندريس بمدينة أضنة التركية، بعد أن حثّت الحكومة سكانها على البقاء في منازلهم لوقف انتشار فيروس كورونا.
قرود وغزلان
في مدينة أحمد آباد في الهند في نهاية آذار، اجتمعت القرود في قرية أودي حول سيارة تركها صاحبها ليلتزم بالحظر الصحي، في حين انتشرت مئات منها في الشوارع والمركبات والمباني المهجورة في جميع أنحاء الهند أثناء حظر التجوال.
لقطة أخرى تظهر غزالة برية شاردة من قطيعها اعتادت على الاختلاط بالناس وأخذ طعامها منهم، تتجول في أحد الشارع المهجورة أثناء فترة الإغلاق الوطني الذي فرضته الحكومة للوقاية من فيروس كورونا في مدينة ترينكومالي الساحلية في 31 آذار الماضي.
قرود على أحد أرصفة لوبوري، تايلاند
صورة أخرى تظهر امرأة تراقب قروداً تبحث عن الطعام من أمام متجرها، قرب معبد برانغ سام يود في مدينة لوبوري، تايلاند في17 آذار الفائت. ففي واحدة من أكثر الحوادث غير المعتادة التي تُنسب إلى تفشي فيروس كورونا الجديد، اندلعت حرب بين عشرات من قرود الشوارع ضد مجموعة من قرود تخص المعابد في مدينة لوبوري التاريخية في تايلاند يوم الخميس 12 آذار.
طيور حمام في جزيرة بورتوريكو
مجموعة من طيور الحمام تتجمع في شارع سان خوان الفارغ، جزيرة بورتوريكو، إحدى جزر الأنتيل الكبرى في البحر الكاريبي في 29 آذار الماضي، إذ خضعت الجزيرة للحجر الصحي الإلزامي منذ 16 آذار، بسبب تفشي كوفيد-19.
تحذر مؤسسة حقوق الحيوان في ألمانيا من احتمالية مواجهة الحمام خطر المجاعة، وذلك لأن البشر الذين كانوا يطعمونه عادة أو يسقطون قطع من الطعام أثناء تسكعهم في الشوارع، كانوا في منازلهم طوال فترة الحظر.
النسخة الألكترونية من العدد 362
“أون لآين -5-”