النظارات الذكية… حواسيب قابلة للارتداء
#خليك_بالبيت
رفاه حسن /
لم يعد الغرض من النظارات المساعدة على القراءة وتحسين النظر، أو حماية العين أثناء الاستخدام المفرط للاجهزة الذكية فحسب، بل اصبح لها اغراض اكثر ووظائف تتعدى مشاكل النظر، فمع الزحف المستمر للتكنولوجيا في كل مفاصل الحياة ومحاصرتها المستمرة للإنسان من كل جانب في سبيل توفير الراحة والرفاهية للمستخدم وتقليل الاخطاء وجعل الجميع على اتصال دائم.
وما زالت الشركات التقنية تتسابق الى ابتكار تقنيات جديدة أو التعديل على ادوات يستخدمها الانسان منذ زمن بعيد بنحو يومي وإضافة خدمات جديدة لها لم يكن الانسان ليحلم بمثلها من قبل.
تندرج النظارات الذكية تحت مسمى غريب الى حد ما يتعلق بكل الاكسسوارات التي يجري تطويرها وتحويلها الى اجهزة ذكية مثل الساعات والنظارات الذكية التي تعدّ حواسيب صغيرة جداً ملحقة بإكسسوارات يستخدمها بعض الاشخاص استخداماً يومياً وأساسياً في حياتهم.
أما عن ماهية النظارات الذكية ومميزاتها
عن الحواسيب الاخرى، فيمكن وصفها بأنها تقنية صممت للدمج بين امكانيات الابصار البشرية والتكنولوجيا في سبيل توفير المساعدة السريعة واللازمة في كل مفاصل حياتنا وعلى الصعيدين الشخصي والعملي.
ربما من اهم الخدمات التي تقدمها النظارات الذكية هي قدرتها على مراقبة تفاصيل النشاط اليومي بالإضافة الى بناء نظام متكامل لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو بواقعية اكثر، إذ تتميز هذه النظارات بالدقة والجودة العالية التي تتصف بها الصور والفيديوهات التي تُسجل بها، ولقد تسببت هذه الخاصية ببعض المشاكل مع أول نظارة ذكية في العالم، تلك التي اطلقتها شركة جوجل سنة 2013 وكانت تحمل اسم Google Glass Explorer التي كانت تلتقط الصور وتشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي دون مراجعة المستخدم وقد نجم عن ذلك كثير من الاحراج والمشاكل للمستخدمين.
ربما اكثر ما يثير الفضول هو معرفة كيفية عمل هذه النظارات الذكية والخارقة، إذ تسعى الشركات المصنعة الى كل الطرق المناسبة للتحكم بالنظارات الذكية عبر الاوامر الصوتية التي تتمثل بإعطاء الأوامر صوتياً بنطق عبارة ” ! OK Glass” يليها الأمر المطلوب وستقوم النظارة بالتنفيذ مباشرةً أو عن طريق اللمس حيث تحتوي جهتها اليمنى على منطقة حساسة للمس يمكن استخدامها للتجول داخل القوائم والتحكم بها، ومن المتوقع ان تطور آلية التحكم بالنظارات الذكية لترتبط بحركة العين، وبذلك يمكن تخيل الفائدة الكبرى التي ستقدمها هذه النظارات للأشخاص ذوي الاعاقة في تسهيل حياتهم اليومية وتمكينهم من الوصول الى الشبكة العنكبوتية ومتابعة آخر التطورات بكل سهولة.
ومن الجدير بالذكر ان هذه النظارات لم تتخلَّ عن عملها الرئيسي الذي صنعت من أجله وهو حماية العين وتصحيح النظر، إذ انها صممت ليتمكن المستخدم من تبديل العدسة أو تعديل خصائصها البصرية بما يتناسب مع عين المستخدم الخاص بها، كما لا ننسى أن نذكر أهم المميزات التي تقدمها هذه العدسة للمستخدم وتتجلى في تمكين المستخدم من الوصول الى المعلومات والتقاط الصور والفيديوهات وانشاء المقاطع الصوتية دون الحاجة الى استخدام اليدين، فضلاً عن اعطاء المستخدم صورة مختلفة عن العالم الذي يعيش فيه روتينه اليومي.
لا تقتصر استخدامات النظارات الذكية على الصور والفيديوهات فهي عبارة عن جهاز ذكي متكامل يمكن من خلاله إجراء الاتصالات وعرض المعلومات ومتابعة الطريق باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي GPS كما ان الساعة يمكنها ان تعمل مترجماً، إذ تتولى ترجمة كل الكلمات التي تقع عليها عيناك، كما انها قادرة على ترجمة المحادثات الصوتية وغيرها كثير من الخدمات الرائعة والمتميزة التي تقدمها هذه الساعات، والتي من المتوقع ان تقدم المزيد منها في المستقبل على الرغم من ان بعض الناس ينظرون الى هذه النظارات على انها خطيرة جداً، لأنهم يعتقدون أنها تشتت انتباه المستخدم، وربما يؤدي ذلك إلى كثير من الحوادث الخطيرة، حتى ان بريطانيا أصدرت قانوناً يمنع استخدام النظارات الذكية أثناء القيادة للحفاظ على ارواح المارة والمستخدمين، إلا أن الشركات المصنعة لم تترك الأمر للتجربة، فلقد عملت جوجل على تنظيم عملية عرض البيانات على المستخدم بطريقة لا تشتت النظر وما زالت هذه التقنية قيد التجربة والتطوير.