انتبهوا الى ملح الحياة الزوجية!
#خليك_بالبيت
أنسام الشالجي /
لا يمرّ يوم دون أن نسمع عن الخلافات الزوجية، وفي الواقع لا توجد عائلة بلا خلافات، صغيرة كانت أو كبيرة، لا سيما بين الزوجين، وهناك من يستمع إلى حلول توفرها أطراف قريبة من الزوجين وهناك من يرفضها ويلجأ إلى أساليب مختلفة من بينها المحاكم.
حلّ (مبتكر)
خبر قرأته عن (حل) توصل اليه زوجان متخاصمان دفعني إلى كتابة هذه المادة.. يقول الخبر الذي نشر في 14 أيلول (شجار بين رجل وزوجته يتحول إلى صدام بالسيارات في اربيل) ونقرأ في متنه واستنادا إلى بيان شرطة اربيل أن سيارتين من نوع جيلي وياريس تصادما على طريق اربيل – بيرمام، ولم يسفر الحادث عن خسائر بشرية، مشيرا إلى “إلحاق أضرار كبيرة بالسيارتين”، ومضيفا أنّ “التحقيقات الاولية بيّنت وجود خلافات بين الزوجين، سائقي السيارتين”.. ونفهم من الخبر أن الزوج أراد رؤية أطفاله يوم الحادث ونشب خلاف جديد بينهما وغادرت الزوجة لتسجيل شكوى قانونية ضده وحاول الزوج اللحاق بها لمنعها وأثناء التسابق بينهما حدث التصادم.
خبر قد يجده البعض طريفا، لكن لنتساءل أي خلافات هذه التي كادت تؤدي بهما إلى الوفاة وكيف سيشرحان للاطفال ما جرى بدون أن تتأثر نفسياتهم سلبيا ويتعقّدون مستقبلا؟
اعتراف متأخر
لم يكن الوقت كافيا لتنظيم ورشة عمل، إنما توجهت بسؤال عن الخلافات الزوجية للذين سبق وشاركوا في ورش عمل مختلفة وكانت النتيجة ندوة محدودة اونلاين، وبدأنا المناقشة بعد قراءة الخبر الانف الذكر..
بدأت السيدة صباح الحديث (اسم غير حقيقي والاسماء الآتية أيضا غير حقيقية للمحافظة على خصوصيات المشاركات والمشاركين)، وهي مهندسة ‘ ٥٥ سنة – مطلقة وقامت بتربية ولديها لوحدها، قائلة: “في العادة لا يوجد زوجان بدون خلافات إذ إن غيابها يعني خللاً ما في العلاقة بينهما قد يكون الخوف من الآخر أو عدم الثقة به”، وأضافت أنّها طلبت الطلاق وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها لأسباب تراها الآن لم تكن موجبة للطلاق ولكن ظروف الحصار ومصاعب الحياة حينها جعلت التفاهم غير ممكن مع زوجها الذي أصر على الهجرة وهي رفضت أن ترافقه وتنازلت عن كل مستحقاتها للاحتفاظ بالولدين واعترفت أنّها لو كانت قد قرأت عن (فن إدارة الخلافات الزوجية) لتراجعت عن طلب الطلاق ودعت زوجها يسافر وهي كانت قد التحقت به أو بعد تحسن الظروف ربما كان الزوج اختار العودة إلى البلد..
لات ساعة مندم
بينما قالت السيدة رفاه، ٣٢ سنة ربة بيت وتحمل بكالوريوس زراعة، إنها تعلمت من والدتها كيفية التفاهم مع الزوج حتى أثناء الخلافات ورغم أن زوجها عصبي المزاج جدا لا سيما أن ظروف عمله ليست مربحة، فهو يعمل لساعات طوال في محل أزياء في أحد المولات وجاءت ظروف جائحة كورونا لتزيد مصاعبهم المادية إزاء متطلبات الحياة ومصاريف صغارهما الثلاثة وتدبر إيجار البيت.. وأصبح زوجها لا يتحمل سماع أي طلب منها، لكنها استمرت توقظه صباحا بابتسامة وتناقشه بظروفهما وإن كان يتعصب جدا كلما اقترب موعد دفع الايجار.. واقترحت عليه أن يسكنا في المشتمل الصغير الذي شيّده والدها لفترة..لم يقبل الزوج الا اذا وافق أهلها على تأجيره لهم. وكان له ما أراد وطلب والدها ربع الايجار الذي كان يدفعه في البيت الذي كانوا يسكنونه. وقالت إنهما قاما بالاستغناء عن قطع الاثاث الزائدة وتأقلم صغارها على العيش في مكان صغير لا مجال فيه للعب، لكن حديقة بيت أهلها فسحت لهم هذا المجال، وأنقذت حياتها الزوجية من الطلاق ووفرت لصغارها جوا عائليا صحيا، وأشارت إلى أن صديقة لها مرت بظروفها نفسها وطلبت الطلاق ورفضت الاحتفاظ بابنتها وقد ندمت فيما بعد وحاولت الرجوع لكن طليقها رفض وعلّل رفضه بأن ظروفه لم تتحسن وليس مستعدا للطلاق للمرة الثانية وأصبحت صديقتها تردد “لات ساعة مندم”.
الاعتذار فروسية
مشاركة جميلة كانت من السيد محمد (٤٣ سنة، طبيب) الذي كانت تجلس زوجته السيدة هدى (٤١ سنة، معلمة)، اعترف بأنه كان السبب دائما في الخلافات الكبيرة التي غالبا ما كانت تؤدي إلى شجارات وزعل وطالما نام ليال إما في المستشفى او في العيادة، أما أسباب الخلافات فكانت استماعه لوالدته التي كانت تحلم أن يتزوح من طبيبة وليس معلمة وإن أحبها وتمكنت من إقناعه بأن زوجته ليست من مستواه الاجتماعي واعترف بأنه اتفق مع والدته على الزواج بامرأة ثانية وأوصلت والدته اتفاقه هذا لزوجته التي لم تعاتبه وإنما استمرت تهتم به وبأطفاله وعملها وبدأت تغيّر في أسلوب لبسها وعرفت كيف تناقشه ولاحظ أنّها تبتسم بوجهه وهو عائد رغم زعله وتركه البيت ليومين أو ثلاثة.. وقال إنّه مدين لزوجته باستقرار حياته، فقد أدارت محنتهما الزوجية بحب وحرص واعتذر منها عما بدر منه وأكد أن اعتذار الزوج ليس تنازلا إنما فروسية وحب..
وأخيراً
في نهاية الندوة، اتفق المشاركات والمشاركون الخمسة عشر أن الخلافات ملح الحياة الزوجية على أن لا يحاول أحد الطرفين التعنت برأيه أو إيصال أخبار الخلافات للاخرين حتى ان كانوا من الأقربين واتفقوا أن الخلافات الكبيرة تولد صغيرة ولكن عدم محاولة أحد الطرفين الهدوء وإدارة (الازمة)، فإنها تؤدي إلى الانفصال وأوجاعه ومشاكله..