الاعلامية زهراء عادل:الرجل الشرقي لا يفضل المرأة القوية!

1٬442

 حيدر النعيمي/

عشقت الإعلام منذ الصغر بالرغم من دراستها للقانون بسبب توجه عائلتها نحو هذا المجال وتخصصهم فيه، الا أن عشقها للشاشة الصغيرة حسم توجهاتها، لتكون اليوم واحدة من الاعلاميات اللائي يسعين بجد ونشاط لوضع بصمة نجاح في عملهن.. أنها زهراء عادل مقدمة البرامج في الفضائية العراقية التي حلت ضيفة على «الشبكة « في هذا الحوار:

مراسلة حربية

* قد لا يعرف بعضهم أنك خريجة كلية القانون، فلماذا لم ترتدي ثوب المحاماة وفضلت عليه ثوب الإعلام؟

– في حياة كل انسان هناك أشياء يحبها وأشياء أخرى يعشقها، فالعشق سحر من نوع آخر وعندما كان عمري 13 عاما عشقت الاعلام، خصوصا مهنة المراسل الحربي فقد كنت أشاهده على التلفاز من خلال نقل وقائع الحرب الأميركية في العراق عام 2003 كيف كان المراسل يخاطر بحياته كي ينقل أخبار الحرب فعشقت هذه المهنة وكبرت معي، حتى أنني في المدرسة كنت أطوي الأوراق لأجعلها مثل المايك وأبدأ بتقمص الدور أمام الطلاب .وعندما أكملت الثانوية دخلت معهد التطوير الاعلامي وكان هناك أستاذة متخصصون أمثال عبد القادر الدليمي أحد الرواد والفنان الكبير سامي عبد الحميد الذي كان يدرسنا القاء الصوت، ومعه أيضا الأستاذة ايناس القباني التي كانت تعلمنا كيف نعمل القصة الخبرية .بعدها عملت في الاعلام وأنا بعمر 18 عاما كمراسلة سياسية في قناة الحدث لمدة ثلاثة أشهر بشكل تجريبي لحين ظهور قبولات الجامعات فدخلت كلية القانون وهذا طبيعي كوننا من عائلة قانونية فمازجت بين الاعلام وكلية القانون .

رجل خلف امرأة!

* كيف ترين العمل الإعلامي بعد هذه التجربة هل أنت الآن نادمة لتركك المحاماة؟

– لا بالعكس لست نادمة، ولكن أقول لك بصراحة اذا لم يكن هناك رجل خلف المرأة التي تعمل في الإعلام فأنها ستواجه صعوبات ومشكلات، ولو عاد الزمن الى الوراء سأخطو نفس الخطوة وربما أكثر، فالتلفزيون يحب الوجوه الجديدة، وأنا وجه تلفزيوني وإذا كانت لدي شهادة ثانية ممكن أعمل فيها وهي القانون لانه مهما يكبر بك العمر ستزداد خبرة في العمل وتصبح مرغوبا لخبرتك وليس لشكلك .

* هل تخافين من الزمن؟

– أنا لا أخاف من الزمن، بل أخاف من البشر كون الزمن لا يتغير فهو نفسه باق ولكن البشر يتغيرون بسهولة فتتغير الصفات والطباع للأسوأ أحيانا ويمكن هذا مرده للحروب التي عشناها وجعلت الأخ ينهش أخاه والصديق يغدر بصديقه وحتى على مستوى العمل الاعلامي لا أحد يحب أن يلمع نجم الآخر ويصعد سلم النجاح .

ظروف قاسية

* هل مررت بظروف اجتماعية سيئة؟

– كنا نعيش بسلام وأمان، ولكن الدنيا انقلبت رأسا على عقب خلال السنوات القليلة الماضية فتعرض شقيقي الوحيد للخطف، وبعدها فارق والدي الحياة بسبب هذا الأمر، ما دفعنا الى أن نترك البيت وزرع في نفوسنا الخوف، خاصة أمي التي توفيت رحمها الله بعد ذلك ولهذا واجهت الكثير من الصعوبات والظروف القاسية .

* هل يمكن القول أنك إمرأة قوية؟

– نعم ظاهريا، ولكني أضعف كائن في الداخل .

* من أين جئت بهذه القوة الظاهرية؟

– من الظروف الصعبة التي أحاطتني طوال هذه السنوات .

* أين الوجه الآخر من الانثى الذي يتمثل بـ “الحب”؟

– بصورة عامة أي إمرأة قوية وناجحة بحياتها في العمل أو الدراسة تشعر بفشل حياتها العاطفية لأن الرجل الشرقي لا يتقبلها، بل يريد أن يكون هو المسيطر وتكون الانثى تحت رحمته وسلطته فقط. أما ان تكون ناجحة في العمل والبيت في آن واحد فهذا يحتاج لوجود رجل مثالي .

* هل هذا الرجل موجود بإعتقادك؟

– لماذا الاحراج “ لا أستطيع أن أتكلم “ سهل وجوده ولكن صعب الاختيار لدي .

* في المدة الأخيرة ظهرت على الساحة وجوه جديدة من الاعلاميات أخذن صدى واسعا هل تعتقدين أن التركيز على الشكل والمظهر بات يتغلب على المضمون؟

– منذ عام 2003 ولغاية عام 2010 كان انتقاء الاعلاميين يتم بشكل صحيح، لكن بعدها صار الاختيار يتم وفق ارتداء الملابس المغرية مع الغاء شرط الثقافة، ولهذا صرنا نلاحظ استعراض الإجساد والأشكال وليس البرامج حتى أصبح البعض مشابها للبعض الآخر من ناحية الشكل والمكياج والتجميل .

* هل تعرضت للظلم؟

– نعم من أقرب الناس للأسف .

* أيهما الأفضل برأيك مهنة المرأة الاعلامية أم التي ترتدي ثوب المحاماة؟

– بنظر المجتمع الاعلامية .

* أخيرا ماذا تحبين أن تقولي لبعض الناس و”لكل” الناس؟

– أحب أن أقول للبعض أتقوا الله في زهراء، وأما للكل فأنا مسالمة جدا وأحب الناس.