شوارب صدام حسين مؤمنة في جامع أم القرى!
عثرت مجلة “الشبكة العراقية» على وثيقة بخط يد صدام حسين يكشف فيها عن اعتزامه وضع شعرات من شواربه وديعة في جامع أم المعارك، للتبرك بها. وفي وثيقة ثانية يجتمع ثلاثة من كبار قادة حزب البعث لمناقشة كيفية حفظ هذه الشعرات ويقدمون سلسلة من المقترحات والتوصيات لهذا الغرض..وإليكم القصة كما هي في الوثائق:
الجنون فنون كما يقال, لكن جنون الطغاة من نوع خاص تعدى حد النرجسية ووصل الى تأليه النفس, وبشكل عام كل طاغية مصاب حتماً بمرض العظمة (ميغالومانيا)، فهو يختزل كل شيء في شخصيته ويرى العالم من خلالها فقط، هو المركز وكل ما يدور حوله ينطلق من وجوده.
ويذكر عبد الرحمن الكواكبي في (طبائع الاستبداد) أنه : ما من مستبد إلا ويتخذ صفة قدسية يشارك بها الله. فالطاغية يعتقد أنه على تواصل مع قوى عليا يستمد منها قدرات خارقة لحماية اتباعه..
صدام حسين واحد من هؤلاء الطغاة تعدى وصف الجنون، بدءا من مشاركة الخالق في اسمائه الحسنى حين نسب لنفسه 99 اسما وصولا الى كم الجداريات والصور والتماثيل التي طغت على كل شيء من الساحات العامة وصولا الى ساعة اليد. وليس آخرا كتابة القرآن الكريم بدمه ونقش اسمه على آثار بابل. وكانت آخر هذه الخزعبلات هي حفظ شعرات من شواربه في جامع أم المعارك (أم القرى حاليا). كوديعة مقدسة.
حكاية الشوارب هذه وردت في وثيقة بخط يد صدام حسين تعيد “الشبكة” نشرها مع وثيقة أخرى لاجتماع ثلاثة من كبار قادة حزب البعث للنظر في كيفية حفظ هذه الشعرات.
حفظ الشوارب!!
يكتب صدام حسين لسكرتيره مايلي:”السكرتير الصحفي – السلام عليكم، خطوها وفق السياق ووافوني بها مطبوعة. ويضيف: “كان العرب عبر تأريخهم المجيد، وانتم فيهم، يجعلون من شوارب الرجال محط التزامهم ورمز استعدادهم لتحمل مسؤولية جنسهم حيثما كان التفرد على أساس هذه الصفة من واجبات الرجال وحدهم في كل ما يعز الأهل والشعب والوطن.. ولقد أعزنا الله واعز فينا شواربنا وكل شارب غيور على أمته والوطن واليوم اذ أضع هذه الشعرات من شواربي وديعة لديكم في جامع أم المعارك)).
بهذه الكلمات المكتوبة اوعز الطاغية الى سكرتيره الصحفي باتخاذ الاجراءات لحفظ شعرات من شاربه وديعة في جامع أم المعارك. وبعد أن خطت رسالته حسب السياق أجتمع لطيف نصيف جاسم وحامد يوسف حمادي وعلي عبدالله السلمان ليدرسوا كيفية حفظ شعيرات من شواربه وبعثوا ردهم الى سكرتيره على النحو التالي: .”السيد السكرتير المحترم تحية حارة.. وبعد فاشارة الى المكالمة الهاتفية مساء أمس الأربعاء ٢٢/٥/٢٠٠٢ أود أن أبين الأتي:
«اجتمع الرفاق لطيف نصيف جاسم وحامد يوسف حمادي وعلي عبدالله سلمان وتدارسوا موضوع حفظ الشعرات الكريمة في جامع أم المعارك.. اتفق الرفاق على أن تكتب الرسالة بمعدن الذهب الخالص، لأنه الوحيد من بين المعادن الذي لا يتأثر بعوامل التعرية الطبيعية، على قطعة رخام من الغرانيت باعتباره أقوى الصخور المعروفة حتى الان. توضع الشعرات الكريمة داخل صندوق صغير من الفولاذ غير القابل للصدأ وتكون واجهته من زجاج غير قابل للكسر, ويوضع الصندوق الكبير الذي يحتوي على الغرانيت والشعرات الكريمة في مكان ما داخل جدار من جدران الجامع بحيث لا يمكن قلعه إلا بتهديم الجدار, وأن تكون واجهة الصندوق الكبير من الزجاج غير القابل للكسر وجوانبه من الفولاذ غير القابل للصدأ، على أن تملأ بالرصاص ليشكل ثقلاً يمنع حمله اذا زين الشيطان لاحد سرقته لما فيه من ذهب».
*في العدد القادم تنشر “الشبكة” قصة كتابة القرآن الكريم بدم صدام حسين وحكاية الخطاط المأساوية.