رسالة إلى اتحاد الأدباء

494

د. حسن عبد راضي /

في البدء ليس هذا المقال هجوماً على أحد، وأدعو أصدقائي وزملائي في إدارة الاتحاد إلى التعاطي بروح رياضية مع النقد الذي يوجه إلى ظواهر قد تكون سلبية، فلا أحد منا معصوم من الخطأ والزلل، وآمل أن تتحلى ردود الاتحاد على النقود الموجهة إليه بالكياسة التي تليق بهذه المؤسسة، لا أن تحاول التنكيل بـ”الناقد” كما حدث في مراحل من عمر الاتحاد ما بعد 2003، ولا أعني نفسي هنا فقط، لكنَّ كلَّ من وجه كلمة نقد في السابق كان يُجابَه بهجوم غير مسبوق، فيُخرَج من مِلة الأدب إن كان أديباً، أو من مِلة الصحافة إن كان صحفياً، وما هكذا تورد الإبل يا سعد.
لا أدري لماذا بعد سبعة عشر عاماً من التغيير واتحادنا الكريم لم يوفق إلى صياغة نظام داخلي جديد، وقانون جديد للاتحاد يقدم للهيئة التشريعية ليحل محل تشريعات مجلس قيادة الثورة المنحل؟
من المعروف إن أمد الدورة الانتخابية في القانون والنظام الداخلي القديمين سنتان، لكن الأخوة في الاتحاد منذ فوزهم في انتخابات 2004 التي أقامتها الهيئة التحضيرية التي اضطلعتْ بإدارة الاتحاد في تلك الحقبة العصيبة، وكنتُ عضواً فيها، وجدوا نصاً في أحد محاضر المجلس المركزي لما قبل 2003 يقترح أن يكون أمد الدورة ثلاث سنوات بدلاً من سنتين، وتمسكوا بهذا النص طوال العقدين الماضيين، والحق أن هذا الأمر مخالف للقانون والنظام الداخلي، اللذين لا يجوز قانوناً نسخ أي نص فيهما إلا بقانون، لا بمحضر مجلس مركزي منحل!.
عندما تعتذر مرة عن حضور مهرجان لسبب قاهر، التزام اجتماعي أو عارض صحي، فإنك بعد ذلك تُستبعد من أي دعوة لأي مهرجان حتى لو كان مهرجاناً أسسته بنفسك كمهرجان الجواهري، والذريعة الجاهزة: إن فلاناً لا يريد المشاركة، والحقيقة ثمة من لا يريدك أن تشارك، فيجعل ذلك على لسانك.
تمر سبعة عشر عاماً فلا يفكر اتحادك في دعوتك إلى مناسبة في فضاء من فضاءاته، أصبوحة لك، أو مع آخرين، جلسة افتراضية حتى، فتسأل نفسك: لماذا يفعلون ذلك؟ ألأنك انتقدتهم ذات مرة على شيء ما؟ أليسوا يقولون نحن ديمقراطيون ونتقبل الرأي والرأي الآخر؟
ما أسوقه هنا من أمثلة لا يعني أنهم لم يفعلوا شيئاً جيداً، والأمر – مرة أخرى- ليس شخصياً، لكن تبقى الملاحظات أكثر مما تتسع لها هذه العجالة، لكني أختم بأن على أخوتي وزملائي في الاتحاد أن يصغوا أكثر للأصوات التي تنبه على الأخطاء والهفوات، وأن يفتحوا قلوبهم للاختلاف الصحي.