سوق الشواكة.. عبق ازقة بغداد القديمة

1٬012

حسن عبد راضي – تصوير:حسين طالب /

لبغداد وجه شديد النضارة رغم قِدمِه، ففي أحيائها القديمة التي يمتدُّ عمرها في التاريخ قروناً عدة، ما تزال بعض المهن التي مارسها الأجداد ترسم بألوانها بهجةً خفية لا يكادُ يفهمها إلا من تشرّبَ سُمرةَ هذه المدينة وعبقَ أزقتها وظلالها الوارفة.
سوق الشوّاكة القريب من ضفاف دجلة الخير، المطل على سفحها الواعد بالعشق، ليس سوقاً عادياً للبضائع، بل هو سوق متخصص تُباع فيه شباك الصيد ولوازمها، والحبال والخيوط التي أسبغت على هذه الأزقة القديمة روحاً تنتمي إلى كل ما هو ثمين وعريق وأصيل.
هنا يستطيع المرء أن يتنفس هواء بغداد المدورة، وأن يمر بيديه على ملمس قرميدها وآجرها الراسخ، كرسوخ الشعر في قلوب محبيها وعشاقها الكثيرين، وأن يبزغ عليه مجدها مشرئباً برأسه من النوافذ التي كانت تطل منها النساء المتبغددات في عصور التألق والرفعة والسمو.