طوكيو 2020 رياضتنا خارج نطاق الخدمة!

798

أحمد رحيم نعمة  /

اختتمت قبل أيام فعاليات أولمبياد طوكيو 2020، وقد شارك العراق في هذا المحفل الرياضي الكبير، الذي يقام كل أربع سنوات، بأصغر بعثة في تاريخ مشاركاته، إذ ضم الوفد العراقي ثلاثة رياضيين فقط بعد استبعاد العداءة دانة حسين بسبب تعاطيها المنشطات في بطولة تونس.
كان المشاركون كلاً من محمد رياض (التجديف) وفاطمة عباس (الرماية، المسدس الهوائي 10م) وطه حسين (ألعاب القوى، 400م)، وقد عُدّت المشاركة العراقية في طوكيو الأسوأ على مدى التاريخ الرياضي العراقي.
عن أسباب انتكاسة الرياضة العراقية وجملة أمور أخرى التقينا بعض المسؤولين المعنيين بالشأن الرياضي العراقي فكانت البداية مع رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رعد حمودي الذي قال:
قرار 140 سبب في تدني رياضتنا
أود أن أذكر مسألة في غاية الأهمية وهي أن الرياضة العراقية تحتاج إلى الابتعاد عن المشكلات والمهاترات التي تحدث هنا وهناك، ووضع ستراتيجية عمل واضحة بهدف الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال الرياضة، ولاسيما أن أغلب المشاركات العراقية في الدورات السابقة كانت تأتي عن طريق البطاقة المجانية، وهذا بعيد عن توجهاتنا وتطلعاتنا، ما عدا كرة القدم، لذلك أصدرنا أمراً بعدم المشاركة إلا عبر التصفيات والتأهل عن جدارة إلى النهائيات، نتمنى أن يكون قابل الأيام أفضل من الماضي من حيث التخطيط لمستقبل رياضتنا، وهدفنا هو المشاركة الفاعلة في تحقيق النجاح والتميز في الدورات الأولمبية المقبلة. أضاف حمودي: في المرحلة المقبلة ستكون لرياضتنا خارطة طريق واضحة في إعداد المواهب الرياضية وخلق جيل قادر على رفع العلم العراقي في الدورات الأولمبية، وهذا يأتي عبر إقامة المعسكرات التدريبية الخارجية والداخلية والاحتكاك مع فرق ومنتخبات لها باع طويل في عالم الرياضة، فضلاً عن تسمية مدربين لهم دراية في اكتشاف المواهب، ولاسيما أن العراق لديه الكوادر التدريبية والإدارية التي لها القدرة على تأهيل الخامات التي تعج بها ملاعبنا والقاعات الرياضية في الألعاب كافة، سواء في العاصمة بغداد أم في المحافظات والمدن العراقية.العلاقة بين الصحافة والأولمبية
وتحدث خالد جاسم، رئيس الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية، عن المشاركة الفقيرة لرياضتنا في أولمبياد طوكيو قائلاً: المشاركة العراقية في أولمبياد طوكيو كانت فقيرة لأسباب كثيرة، أولها المشكلات التي رافقت مسيرة الرياضية العراقية طوال السنوات الماضية، وتردّت بسببها نتائج الألعاب كافة، أتمنى أن نستفيد من دروس الماضي، ولابد من تقوية العلاقة التي تجمع الصحافة الرياضية مع اللجنة الأولمبية العراقية للاستفادة منها على النحو الأمثل، إذ لابد من أهمية تفعيل التعاون والسعي في هذا الاتجاه، مع أهمية عقد المؤتمرات والحوارات لمناقشة الواقع الرياضي والوصول إلى ما نصبو اليه بالعودة إلى الأمجاد الرياضية العراقية.
مشاركة غير مدروسة
فيما قال الصحفي الرياضي عبد الكريم ياسر: مشاركتنا في طوكيو 2020 فقيرة وغير مدروسة، فهل يعقل مشاركة بطلة من العراق بلعبة الرماية في الأولمبياد -الرامية فاطمة عباس- التي أبعدت من المنافسات بعد حصولها على المركز 51 من بين 53 مشاركة! وتبيّن بعد انتهاء المنافسات الأولية وإبعاد لاعبتنا أن مسدسها الذي استخدمته في المنافسات كان عاطلاً! أية مهزلة هذه التي تمر بها رياضة العراق، ثم يخرج علينا أحدهم ليدعي أنه خبير رياضي منتقداً اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية وكأن الأولمبية هي المسؤول الوحيد عمّا حصل ويحصل من تراجع في الرياضة العراقية، متناسياً أن مثل هذه المهزلة على سبيل المثال تقع مسؤوليتها على الاتحاد المعني تحديداً.
إن على المكتب التنفيذي إجراء تحقيق واتخاذ الإجراء اللازم بحق المقصر، هذا واحد من مسببات هذا التراجع الرياضي، ناهيك عن عدم تعاون الحكومة المتمثلة بوزارة الشباب والرياضة مع اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية، بل إنها متقاطعة كلياً مع الرياضة باستثناء كرة القدم، إذ أن جميع الوزراء الذين تسنموا مسؤولية هذه الوزارة كان اهتمامهم منصباً على لعبة كرة القدم لأنها الأشهر عالمياً والأكثر انتشاراً، اللهم إلا الوزير الأسبق طالب زيني الذي كان وزيراً مهنياً ومعتدلاً ويتعامل مع الجميع بعدالة، وكان الأجدر بحكومتنا الموقرة الاجتماع باللاعبين المتأهلين إلى الأولمبياد في أكثر من مناسبة والاطلاع على احتياجاتهم وتوفيرها لهم كما تفعل حكومات الدول الأخرى.
الاتحادات الرياضية والانتكاسات
كما تحدث الصحفي الرياضي محمد كاظم عن المشاركة العراقية في طوكيو 2020 قائلاً: المشاركة كانت مخزية، وقد شاهدنا الوفد العراقي الفقير الذي كان (أصغر) وفد يشارك في الأولمبياد برغم وجود 43 اتحاداً رياضياً، لكن مشاركتنا كانت (صفراً)! هنا لابد من محاسبة الاتحادات الرياضية، ماذا كانت تعمل طوال السنوات السابقة ؟ هل كان تخصصها المشاركات العربية فقط؟ أم أنها شكلت للمعسكرات التدريبية والبطولات الوهمية وما شابه ذلك؟ فإذا أردنا أن نحاسب فيجب محاسبة الاتحادات الأولمبية أولاً ومساءلتها عما قدمت! وعلينا منذ الآن تطهير السلك الرياضي من المستفيدين الذين لا يريدون الخير لرياضتنا وإذا ما ظل الحال كما هو عليه ومر مرور الكرام، فلنقرأ على رياضتنا السلام.