مشار يع الأطعمة المنزلية.. نســاءٌ أعَلــنَ أسرهـنّ وحققنَ النجاح

393

هند الصفار /

أم زهراء.. امرأة منفصلة وأم لفتاتين، تعمل في تجهيز المواد الغذائية كـ (الكبة والفطائر، لحم بعجين، الدولمة)، وكل مايطلبه الزبائن من أطعمة توصلها إلى منازلهم. تقول أم زهراء عن تجربتها وسبب اختيارها لهذا العمل :”بعد انفصالي عن زوجي ووفاة والدتي، عملت مربية أطفال، لكن عملي لم يدم طويلاً بسبب بقاء بناتي لوحدهن في البيت، حاول أشقائي مساعدتي، لكن ظروفهم لم تكن تسمح بذلك، لذا قررت في العام 2012 أن أعمل في توفير تجهيزات غذائية للراغبين، وبدأت بزبائن محدودين في منطقتي، ثم وسعت عملي لتلبية الطلبات المتزايدة.”
وبينت أم زهراء أنها واجهت صعوبات، ولاسيما فيما يتعلق برفض أشقائها لعملها وتكفلهم بمعيشتها، “لكنني كنت مصرةعلى مشروعي، فأنا أعلم بظروفهم وبأن مساعدتهم لي لن تدوم طويلاً، لذا استمررت في عملي وفتحت صفحة على الفيسبوك، والحمد لله المشروع يلاقي نجاحاً جيداً.”
توسع مشروع أم زهراء ونجحت بشراء منزل وتسعى لفتح مطعم خاص بها.
استقلال مادي
أما هنادي، وهي خريجة إحدى الجامعات، فتحدثت عن تجربتها بالعمل في التجهيزات الغذائية من البيت :”حين كنت في المرحلة الرابعة من الجامعة عام 2017 ازدادت مصاريفي، إضافة إلى مصاريف التخرج المكلفة، فقررت العمل في هذا المجال، وقد شجعني أهلي وصديقاتي، ومازلت مستمرة والحمد لله.”
تضيف هنادي:”لقد وفر لي هذا العمل مردوداً جيداً،” مبينة “أن كل عمل في الحياة يواجه معوقات، إذ أن بعض العاملين في هذا المجال يستخدمون ما تسمى اللحوم الإسلامية، وهي قليلة الكلفة، لذا يبيعون منتجاتهم بأسعار بخسة ويقدمون عروضاً للزبائن، فيقوم الزبون بمقارنة الأسعار، وأضطر إلى شرح الموضوع لهم، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الآونة الأخيرة.”
دعم من صديقتي
وعن الأشخاص الذين يساعدونها، واحتياجاتها، تقول هنادي:”لقد دعمتني صديقتي ساندرا جوزيف كثيراً، كذلك أهلي الذين يساعدونني كثيراً في التسوق وتنفيذ العمل، إضافة إلى أن والدي يقوم بنفسه بتوصيل الطلبات.”
ملح وفلفل
قد تختلف ظروف صاحبة مشروع (ملح وفلفل) عن سابقتيها، فهي -كما قالت- تنحدر من عائلة امتهنت الطبخ وامتلكت مطاعم، وامتد عملهم لما يقارب الـخمسين عاماً، تقول: “ليس هذا فقط، فوالدتي أيضاً تتمتع بنَفَس رائع في الطبخ، وأنا أحببت ذلك لأن أهلي اختصوا بأكلة (الباجة)، لذا اقترحت على زوجي أن أفتح مشروعاً لتجهيز الأكلات المختلفة، وقد دعمني كثيراً، وعملي يوفر لي دخلاً جيداً، والأهم من ذلك أني أعتمد على نفسي.”
تعلمتُ على يد سيدة رائعة
أميرة الزمان (هكذا قدمت نفسها) تعمل بتجهيز الكيك، تحدثت عن تجربتها في ذلك قائلة: “كنت لا أجيد عمل حتى الكيكة البيتية العادية، لكن الحمد لله صادفت سيدة رائعة علمتني الطريقة وبقيت أتابع المقاطع التعليمية على اليوتيوب حتى استطعت أن أجيد في عملي.” تضيف: “أعمل منذ سنة ونصف السنة، والمردود المالي لابأس به، وهذا يعتمد على منطقة العمل، من حيث تحديد أسعار المنتجات، فهي التي تحدد ارتفاع وانخفاض أسعار المنتَج. ”
فشلت بسبب والدي
أما زينب.. الطالبة في جامعة بغداد، فإنها تحب طبخ الطعام وإعداده، فقررت فتح مشروع صغير للتجهيزات الغذائية من البيت، مستغلة وجود محل لهم ضمن مساحة منزلهم، لكي تساعد أهلها في تكاليف المعيشة، إذ أن راتب والدها لايكفيهم. تقول زينب: “لقد ساعدتني خالتي في هذا الموضوع، رغم اعتراض والدي، لكن والدتي وخالتي ساعدتاني كثيراً، واقتنع والدي في بادئ الأمر، لكن الأمور لم تجر على مايرام، فقد اعترض والدي كثيراً وبدأ يتضايق ويحاول إفشال مشروعي، رغم أنه لاقى استحساناً في المنطقة منذ يومه الأول، ولكن والدي حاربني كثيراً فاضطررت إلى إلغاء المشروع.”
توصيل الطلبات
أبو محمد (صاحب تاكسي) يتحدث عن تجربته في توصيل طلبات التجهيزات الغذائية، إذ تعامل مع صفحات عدة مختصة بها، عن تجربته يقول: “إن نقل وتوصيل المنتجات الغذائية والكيك متعب جداً، لأنك يجب أن تحافظ على توازن السيارة، وأن يكون التبريد جيداً جداً كي لا تتلف المواد أثناء النقل، لأن أي تلف فيها سأضطر إلى دفع ثمنه، وهذا مكلف بالنسبة لي، إضافة إلى وجوب التزامي بموعد محدد في إيصال المواد، وأي تأخير يجعل الزبون يرفض الطلب.”
لوائح صحية
يقول الدكتور رعد الطائي، مدير قسم الرقابة الصحية في دائرة الصحة العامة بوزارة الصحة: “إن إعداد التجهيزات الغذائية في البيت وترويجه للمستهلك بدون إجازة صحية غير مسموح به إطلاقاً.”
وأضاف: “إن أي شخص يعمل في التجهــــــــيزات الغذائية يجب أن يخضع إلى لوائح الصحة الخاصة بالعاملين، كما أنه لايجوز إعداد أية مادة غذائية وتسويقها للمستهلك إلا في أماكن تتمتع بالشروط الصحية الكاملة.”
وعن إجراءات الرقابة الصحية قال الطائي:”نحن لايمكننا تفتيش أي مكان خاص إلا بعد ورود شكوى واستحصال موافقة القاضي بالتفتيش، أما الأماكن العامة فهي تخضع للتفتيش الدوري من قبل فرقنا، ثم أن قوانين الرقابة الصحية لايمكن الجدال والمجاملة فيها لأنها تتعلق بصحة المواطن.”
وعن متطلبات استحصال الموافقة الصحية أوضح مدير الرقابة الصحية: “يجب تقديم طلب بخصوص أي مشروع غذائي إلى شعبة الرقابة الصحية وتحديد موقع العمل، ويجري الاطلاع عليه من قبل فرقنا لتأييد صلاحيته الصحية ومطابقته للضوابط، ومن ثم منح الإجازة للمكان، كما يتم فحص كل العاملين في المشروع الغذائي دورياً وإصدار بطاقات صحية لهم تثبت خلوهم من الأمراض السارية والمعدية.”
أما دائرة تمكين المرأة في أمانة مجلس الوزراء، فقد حاولنا الاتصال بالمدير العام لأكثر من مرة، بموضوع سابق، لكن لم نحصل على رد أو تصريح بخصوص أسئلتنا، ونعتقد أن تواصل الجهات والشخصيات المعنية في موضوع تمكين المرأة بواسطة الإعلام أمر لا غنى عنه في نجاح عمل الدائرة.