احتفالات أعياد الميلاد حول العالم
ترجمة: آلاء فائق عن موقع نورث بول/
عيد ميلاد السيد المسيح هو ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة. يرافق قدومه إحياء أغلب المسيحيين العديد من الاحتفالات الدينية والصلوات، مع لقاءات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة عيد الميلاد، وتبادل الهدايا، واستقبال بابا نويل، وإنشاد الترانيم الميلاديَّة، وتناول عشاء الميلاد، تعود هذه العادات الاحتفالية إلى عصور ما قبل المسيحية.
يبدأ تذكار ميلاد المسيح منذ ليلة 24 ونهار 25 من كانون الأول في التقويمين الغريغوري واليولياني، غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين 13 يوماً يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6 ونهار 7 من كانون الثاني.
الكل يحب الاحتفال بأعياد الميلاد
تحتفل أعداد كبيرة، حتى من غير المسيحيين، ثقافياً بالعيد أيضاً، ويعد عطلة رسمية في أغلب دول العالم. وفي الوطن العربي هو عطلة في كل من العراق وسوريا ولبنان ومصر والأردن وفلسطين. يعد عيد الميلاد من أكثر المناسبات التي ينفق الناس عليها الأموال، كما توجد لهذه المناسبة أغانٍ وموسيقى وأفلام ومسرحيات عديدة يجري تناولها بأبعاد مختلفة.
تتباين احتفالات شعوب العالم عشية عيد الميلاد، فلكل شعب طقوسه وعادته الخاصة:-
تحول الأشواك إلى رماد إشارة للحظ السعيد في العراق
عشية عيد الميلاد، تتجمع العائلات المسيحية العراقية ويقرأ أحد الأطفال نبذة عن ولادة المسيح، بينما يحمل أفراد العائلة الآخرون الشموع المضاءة. بعد القراءة، يوقد أهل الدار النار في مجموعة من الشجيرات الشوكية ويغني الجميع، فإذا احترقت الأشواك وتحولت إلى رماد، فسيكون ذلك إشارة للحظ السعيد في العام المقبل، وعندما تنطفئ النار، يقفز المحتفلون فوق رمادها ثلاث مرات ويتمنون.
لمسة السلام
وفي عشية عيد الميلاد، تضرم نار أخرى في فناء الكنيسة، ويقوم الأسقف الذي يحمل صورة الطفل يسوع بمراسم الاحتفال، بعد ذلك يبارك الأسقف بلمس أحد الأشخاص داخل الكنيسة لمسة واحدة، ثم يقوم هذا الشخص بلمس الشخص المجاور له ومعها يتم تمرير اللمسة حتى يشعر جميع الحاضرين بـ “لمسة السلام”.
إيقاد النار في باحات المنازل
عيد الميلاد هو مهرجان شعبي يتم الاحتفال به أيضاً في دول الشرق الأوسط، ومنها العراق، على الرغم من أن احتفالات مسيحيي العراق تختلف عن احتفالات نظرائهم الأوروبيين. يتألف جزء صغير من سكان العراق من المسيحيين العراقيين أو “الآشوريين” الذين يحيون ذكرى ميلاد المسيح سنوياً، وهي احتفالات هادئة سلمية، ومن بين العادات الآشورية الشعبية إيقاد النار في باحات المنازل عشية العيد.
هدية أعياد الميلاد
وفقاً للعراقيين، يعتبر بابا نويل هو الشخص التقليدي لتقديم الهدايا. وعلى الرغم من عدم وجود ثلوج في العراق خلال هذا الوقت من العام، يُعتقد بأن بابا نويل يأتي على مزلقة يجرها حيوان الرنة مرتدياً الزي الأحمر والأبيض ويحمل كيساً بنياً مليئاً بالهدايا يضعها تحت شجرة الميلاد، بينما ينام الجميع في الليل.
الجمعة السوداء إشارة لبدء الاحتفالات في أميركا
المعروف أن الكثير من الناس ليست لديهم أدنى فكرة عن مدى هيبة أعياد الميلاد في الولايات المتحدة، ويعود الفضل للأفلام السينمائية والتلفاز اللذين ينقلان الكثير من احتفالات الميلاد في أميركا إلى العالم، تتميز أميركا بالعديد من التقاليد، كونها بلداً يضم العديد من الثقافات المتنوعة. يبدأ موسم الاحتفالات عادةً في يوم “الجمعة السوداء”، وهو يوم مهم جداً للمتسوقين ولأصحاب الشركات في هذه الفترة من السنة بالذات. ورغم الطابع التجاري للاحتفال، غير أن فترته تعد أفضل وقت للعمل التطوعي، وغالباً ما يتضمن الاحتفال تبادل هدايا مشتركة بين العائلات والأصدقاء، وإقامة وجبات عشاء عائلية يتسيدها الديك الرومي أو لحم الخنزير، فضلاً عن إحياء العديد من العروض الترفيهية تحت عنوان الاحتفال.
عطلة صيفية في البرازيل
على الرغم من أن معظم أنحاء البرازيل تقع قرب خط الاستواء، إلا أن جزءاً من البلاد يمتد إلى أقصى الجنوب، وبالنسبة للعديد من البرازيليين، فإن عيد الميلاد هو عطلة صيفية (تماماً كما هو الحال في أستراليا). ومع ذلك، لا يزال وجود الثلج مهماً، وغالباً ما تتكون وجبة الاحتفال البرازيلية التقليدية بعيد الميلاد من الديك الرومي المشوي أو الدجاج مصحوباً بالأرز والفاصوليا والخضراوات والفاكهة. تقام الوجبة عادة في وقت متأخر من المساء عشية عيد الميلاد، ثم يتبعها قداس بيكابو منتصف الليل، وغالباً ما تشتمل زينة احتفالات عيد الميلاد على أزهار طبيعية منتقاة من حديقة المنزل.
عطلة رومانسية في اليابان
على الرغم من أن عيد الميلاد كان لسنوات عديدة ساحراً ومرموقاً في اليابان، ويعمل على إحيائه عدد قليل نسبياً من المسيحيين الذين حولهم مبشرو الغرب إلى المسيحية، لكن في العقود الأخيرة، تسببت وسائل الإعلام الغربية والمذهب التجاري بزيادة فرحة عيد الميلاد. كعيد الحب يعد عيد الميلاد عطلة رومانسية للعديد من اليابانيين، وفي عشية العيد غالباً ما يحجز الأزواج طاولات في المطاعم للمشاركة في عشاء رومانسي. وفي هذا اليوم، كثيراً ما تستمتع العائلات بتناول وجبة من الدجاج المقلي مع حلوى كعكة عيد الميلاد التقليدية.
احتفال ديني في إيران
يركز مسيحيو إيران في احتفالاتهم على الجانب الديني أكثر من تركيزهم على الجانب التجاري. يوم عيد الميلاد “العيد الصغير”، يبدأ بصوم يوم الأول من شهر كانون الأول وينتهي في 25 منه. وخلال هذا الصيام، إذ يمتنع مسيحيو إيران عن تناول اللحوم والبيض والحليب والجبن. في ختام فترة صيامهم، تبدأ وجبة العشاء، احتفالاً بعيد الميلاد، وخلافاً للكثير من دول العالم، لا يتم تبادل الهدايا، لكن معظم الأطفال يتلقون ثوباً جديداً لارتدائه في العيد.
عيد الميلاد في فرنسا يعود إلى القرن الـرابع عشر
في العديد من المناطق الفرنسية، تبدأ احتفالات الفرنسيين بعيد الميلاد بالاحتفال بيوم القديس نيكولاس في السادس من كانون الأول، إذ يتزين العديد من المدن الفرنسية في الأسابيع التي تسبق عيد الميلاد ويفرح الأطفال كثيراً بأجواء الكريسمس، ففي هذه الأيام سيغدق عليهم الأهل بالكثير من الهدايا الصغيرة، كما يضع الأطفال عشية عيد الميلاد أحذيتهم الجديدة أمام المدخنة، على أمل أن يملأها “بير نويل” بالحلويات.
في منطقة الألزاس (منطقة ثقافية وتاريخية شرقي فرنسا، عاصمتها ستراسبورغ) يهتم الأهالي كثيراً بوضع أشجار الميلاد المزخرفة، وهو تقليد يعود إلى القرن الرابع عشر، كما تضاء المدن والبلدات بأضواء أعياد الميلاد.
اليوم الكبير في الهند
كما هو الحال في العديد من المستعمرات البريطانية السابقة (كأستراليا)، تتبع الهند الكثير من معالم وتقاليد احتفالية عيد الميلاد، كالمملكة المتحدة. مع ذلك، فإن احتفالات عيد الميلاد هي -إلى حد ما- مهرجان منخفض المستوى في الهند، نظراً إلى أن 2 بالمئة من السكان هم من المسيحيين، وأولئك الذين يفرحون بأعياد الميلاد فعلاً لا يظهرون فرحهم من خلال تزيين المنزل ومشاركة هداياهم الخاصة مع الجيران. في شمال الهند، يُعرف عيد الميلاد باسم “اليوم الكبير”.
الاهتمام بشجرة الميلاد في ألمانيا
أقيمت أول شجرة عيد ميلاد مزينة في منزل المصلح البروتستانتي مارتن لوثر، الذي استخدم الشموع في تزيين شجرة الميلاد، وعدت طريقة رائعة بتأمل ولادة المسيح. أما شجرة عيد الميلاد فلا تزال تحظى باحترام عميق في ألمانيا، وغالباً ما يتم وضعها وتزيينها في المنزل صباح ليلة عيد الميلاد. يضع الأطفال أحذيتهم قرب موقد المنزل، وعندما يستيقظون صباحاً، يكون الحذاء مليئاً بالهدايا الصغيرة. غالباً ما يتم تصوير سانتا كلوز برفقة مساعده كنيشت، صاحب المظهر الشيطاني، الذي يتولى معاقبة الأطفال السيئين في الفولكلور الألماني، كما أن ثمة تقليداً المانياً ينص على أن الأولاد الذين لا يفرطون في تناول الطعام ليلة عيد الميلاد سوف تعذبهم الشياطين طوال الليلة التالية!
حفلة شواء في جنوب أفريقيا
في جنوب أفريقيا ، قبل أسابيع من عيد الميلاد ، يحتفل الناس بعيد الميلاد في 25 كانون الأول. في يوم عيد الميلاد، تجتمع العائلة في حفلة “شواء”، يطلق عليها ‘braai‘ وهي النسخة الجنوب أفريقية من حفل شواء (باربكيو). في جنوب أفريقيا يصادف شهر كانون الأول في فصل الصيف. كثير من الناس يزورون قداس عيد الميلاد في يوم عيد الميلاد أيضاً. يوجد القليل من أشجار الكريسماس الطبيعية ، لكن بعض الناس نصبوا أشجاراً صناعية مزينة في منازلهم.
الصين
رغم أن عيد الميلاد ليس عطلة معترفاً بها رسمياً في البر الصيني، إلا أن المناطق القانونية الخاصة التي كانت في السابق مستعمرات غربية – كهونغ كونغ وماكاو – تعترف بعيد الميلاد كعطلة عامة في 25 من كانون الأول، مع اهتمام الأهالي بزينة الميلاد وتبادل بطاقات عيد الميلاد والهدايا.