المشروع الوطني للإنترنت حكومة إلكترونية ونهضة رقمية..
آمنة الموزاني /
كثر الحديث عن المشروع الوطني للإنترنت، باعتباره المنقذ الذي تراهن عليه “إيرثلنك” مع الوزارة لإحداث نهضة تكنولوجية على صعيدِ الاتصالات وتحسين مستوى خدمات الإنترنت للمواطنين، وكذلك تفعيل الحوكمة الإلكترونية واستبدال المعاملات الورقية بالأنظمة الإلكترونية للحاق بسربِ التحديث العالمي.
تُرى ما هي التقنيات التي يعتمد عليها المشروع وكيف سيتم توفير بنية تحتية كاملة تُفعل من خلالها الحكومة الإلكترونية عبر ربط جميع المؤسسات التابعة للدولة بشبكة مؤمنة واحدة، وما هي العائدات المالية التي سيوفرها هذا الاستثمار للاقتصاد العراقي..
عائدات وبنية تحتية
المدير التنفيذي للمشروع د. علاء جاسم، تحدث لـ “الشبكة العراقية، بتفاصيل دقيقة، عن مضامين وسِعات ومراحل إنجاز هذا المشروع، قائلاً:
المشروع الوطني للإنترنت هو منصة رقمية وطنية متطورة، قدمت إيرثلنك من خلالها أكبر شبكة بنى تحتية من ألياف ضوئية ذات سعات هائلة، معتمدة على أحدث التقنيات في العالم لإيصال خدمات الإنترنت، إذ يهدف المشروع أيضاً إلى جعل الإنترنت متاحاً للعراقيين بسرعات عالية وأسعار زهيدة، وتمكين العراق من ربط شبكة حكومية مؤمنة، التي تؤسس بدورها لحكومة إلكترونية فعالة، إذ أن رؤيتنا في إيرثلنك هي أن نكون المحرك الرئيس للتكنولوجيا في مستقبل العراق من خلال تقديم الحلول والخدمات التي تمكن العراق من اللحاق بركب التكنولوجيا، فضلاً عن ربط العالم رقمياً عن طريق العراق من خلال إمرار السعات الدولية (ترانزيت)، واليوم نحن سعداء باقترابنا من تحقيق رؤيتنا، إذ اكتملت مراحل المشروع الوطني للإنترنت، ولم يبقَ إلا الميل الأخير لإيصال الخدمة عبر الكابل الضوئيّ للمنازل بالتعاون مع وزارة الاتصالات.
وأضاف: يهدف المشروع الوطني للإنترنت إلى أن يضع العراق في مصاف الدول المتقدمة، عبر توفير البيئة المناسبة لجعل البلد منتجاً للبيانات والمعلومات، فيكون العراق منتجاً للمعرفة وليس مستهلكاً لها، ما سيشكل الركيزة الأساسية للتنمية الاقتصادية والمجتمعية، وكذلك النهوض بمنظومة الأمن والدفاع الوطنية بتوفير البنية التحتية اللازمة لها.
مؤكداً: أن هذا المشروع يعد أضخم مشروع في مجال التكنولوجيا في البلاد، إذ سيقدم خدماته لأكثر من 4.5 مليون منزل ومؤسسة عراقية من القطاعين الخاص والعام، ونأمل أن نستكمل جميع الموافقات المطلوبة لإنجاز أعمالنا المخطط لها لهذا العام وإيصال خدماتنا لأكثر من 300 ألف منزل.
الوايرلس والأجور والتشويش
وعن مشاكل ضعف خدمة النت، وإشكالية الوايرلس التقنيّة، تحدث مدير التواصل المؤسساتي في الشركة عاصف الخزرجي قائلاً:
إن انعدام وجود البنية التحتية اللازمة لخدمات الإنترنت في العراق اضطر شركات القطاع الخاص إلى الاعتماد على تقنية الوايرليس، وهذه التقنية ليست الحل الأفضل لتوفير خدمة الإنترنت الثابت، والوسيلة الأصح هي من خلال الكابل الضوئي، إذ تتميز خدمة الكابل الضوئي على خدمة الوايرليس أنها أكثر استقراراً، ولا يعاني فيها المستخدم من مشاكل الربط اللاسلكي مثل التشويش والمسافات البينية والإعدادات المعقدة لضبط الربط بين نقاط البث بين المستخدم والوكيل والشركة، كما تختصر تقنية الكابل الضوئي مراحل وصول الخدمة، ما يؤدي إلى خدمة أكثر ثباتاً، ومن جهة أخرى فإن المستخدم يحتاج إلى اختيار الاشتراك الصحيح المناسب لطبيعة استخدامه للإنترنت، إذ أن هناك اشتراكات مناسبة لجميع الفئات حسب أعدادهم واستخدامهم للإنترنت، كذلك لا بد من أن نذكر أن بعض المستخدمين والوكلاء يعانون من مشاكل في طرق الربط التي تحتاج إلى مزيد من المتابعة والعناية للوصول لخدمة أفضل، إلا أن الحل الأمثل لهذه المشكلة يبقى هو التحول إلى خدمة الكابل الضوئي بالكامل، الذي كانت إيرثلنك المساهم الأكبر فيه من خلال إنجازها مشروع البنية التحتية الأكبر، وهو المشروع الوطني للإنترنت.
الحوكمة والحاجة والقرار
وعن الحياة الرقمية والحوكمة الإلكترونيّة التي يسّرت ورفهت الفرد خارج العراق، ما الذي ينقصنا لنلتحق بهذا التطور، يقول د.علاء جاسم:
الحوكمة الإلكترونية هي مشروع متبنى في خطاب الدولة بشكل عام، والتكنولوجيا تفرض نفسها، فضلاً عن أن حاجة الناس هي بحدِ ذاتها دافع للحكومة في التحول الرقميّ، من جهتنا نحن داعمون لهذا المشروع وحققنا مقدماته من خلال المشروع الوطني والبنية التحتية اللازمة للبدء بهذا التحول، فقد وفرنا شعيرات مخصصة لمشاريع الربط الخاصة بالحوكمة الإلكترونية، وكل ما نحتاجه لإتمام المهمة، أو البدء بتطبيقها تدريجياً، هو قرار حكومي وإداري بتبني أنظمة جديدة في التعاملات، ونحن مستعدون للمساعدة في الجانب التقني بتوفير الأدوات المطلوبة لمثل هذا التحول، أمّا التفعيل فيبقى ضمن صلاحية الحكومة، نعم، هنالك اتجاه لدى الحكومة للحوكمة، لكن التنفيذ غير محدد بزمن، وقطعاً الأنظمة الكلاسيكية وأساليب العمل القديمة التي تعتمد الآرشيف الورقي جميعها لا بد من استبدالها بأنظمة أكثر كفاءة وأمناً، لذلك يجب أن يكون هنالك قرار جريء لفرض التحديث الإلكتروني ضمن النظام الرقمي الجديد.
الطاقة والتنمية والبطولة
وعن الدخول إلى المجال الرياضي وتوظيف الرعايات للضغط على المجتمع الدولي، يسترسل الخزرجي في حديثه:
الرياضة هي الموحد الوطني والمساهم في تحسين الوضع الاقتصادي، الروح المعنوية المُرتبطة بالانتصارات الرياضية هي عامل مهم في توحيد العراقيين وإضافة مهرجانات فرح جديدة لهم، وطالما أن قطاع الرياضة يحتاج إلى دعم كبير من القطاع الخاص، فقد قمنا بدورنا بدعمه من خلال خدمات بث الدوري العراقي، وكذلك تنظيم بطولة إيرثلنك غرب آسيا بكرة القدم للشباب، التي كانت أول بطولة دولية على أرض العراق منذ زمن طويل، ورغم أنها بطولة فئات عمرية لكنها أسهمت في تحسين واقع الرياضة، وكانت أصداؤها الكبيرة ورقة ضغط على المجتمع الدولي لكي يرفع الحظر عن ملاعب العراق. من جهة أخرى نعمل الآن على مشروع البطل الأولمبي، إذ يفتقر سجل العراق إلى الميداليات الذهبية في الأولمبياد، رغم مرور قرابة المئة عام على هذه البطولات، إلا أننا لا نملك ميدالية ذهبية واحدة لحد الآن، كما نخطط لرعاية الألعاب الفردية، فالعراق زاخر بالمواهب التي لا تجد دعماً ونأمل تحصيل ميداليات ذهبية وتكون برعاية إيرثلنك.
أما بخصوص التنمية المستدامة والرعاية الاقتصادية، فأضاف:
تُعد إيرثلنك من أكبر المستثمرين المحليين في الاقتصاد العراقي على مستوى الاقتصاديات الوطنية في مجال الاتصالات، فقد وفرت شركة إيرثلنك العديد من الوظائف للشباب، ولاسيما للخريجين الجدد، كما عملت على تأهيل وتدريب المئات سنوياً، ولم تكتف إيرثلنك بهذا فقط؛ بل عملت على تنفيذ مراحل المشروع الوطني للإنترنت الذي سيعود بإيرادات تصل إلى 40% إلى الدولة العراقية، كما يوفر المشروع أهمية كبرى في مجال الأمن، والتعليم، ويمكّن المؤسسات الحكومية من تنفيذ برامجها وخططها الستراتيجية التي تعتمد على التكنولوجيا والإنترنت، كما عملنا على التحول إلى الطاقة النظيفة من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية في أكثر من 120 موقعاً من مواقعنا الموزعة في جميع أنحاء العراق لتغطية حاجتنا للطاقة، وسعياً لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المرتبط بتلوث البيئة، كذلك قدمت إيرثلنك الرعاية والدعم لمئات المشاريع والمبادرات ضمن برنامجها للتنمية المستدامة، نذكر منها -على سبيل المثال- أول مشروع للصحة الإلكترونية مع مستشفى الأمل الوطني لأمراض السرطان، كما تعاونت مع مؤسسة اليتيم الخيرية لإنشاء مركز صحي خيري في بغداد، وفي مطلع 2019 قامت بتقديم منحة إيرثلنك التعليمية للمتفوقين، التي قُدم من خلالها الدعم لأول مشروع للتعليم الإلكتروني في العراق، كذلك برامج التدريب الصيفي للطلاب سنوياً، فضلاً عن مركز تدريب (الغد المشرق – إيرثلنك)، وبرنامج تطوير بالتعاون مع منظمة إيلاف، ورعاية العشرات من المؤتمرات العلمية والفعاليات الأخرى في مجال الطاقة والتكنولوجيا، التي تصب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة داخل العراق.