الرسامة هيا الشمري: أبحث عن نفسي في لوحاتي
حوار: أحمد سميسم /
شابة طموح، تمتلك أفقاً واسعاً وخيالاً يمتد بامتداد فرشاتها على اللوحة، تترجمهما إلى معانٍ ورموز وصور إبداعية فنية، غادرت العراق واتخذت من بلاد المهجر مكاناً لإبداعها الفني، برغم الهاجس الذي يعتريها لعودتها يوماً إلى العراق ومزاولة إبداعها وإقامة معارضها الفنية، تعشق الألوان والغوص في فضاءاتها الرحبة لتمتزج أحاسيسها باللوحة، إنها الرسامة هيا الشمري، التي حلت ضيفة على (الشبكة) من خلال هذا الحوار:
* بداية: من هيا الشمري؟ متى بدأت موهبة الرسم تنضج لديك؟
– في مرحلة الدراسة الابتدائية نمت موهبتي من خلال مشاركتي في المعارض المدرسية المقامة في سوريا آنذاك، بعدها هدأت لفترة هذه الموهبة، ثم عادت من جديد بفضل دعم والدي -أطال الله في عمره- أستاذي الأول وقدوتي، فهو فنان تشكيلي بالفطرة، وله رسومات عديدة، لذلك كان من السهل أن أتعرف على كبار الرسامين وأكتسب من الخبرة المتراكمة لديهم.
* ما الذي منحته إياك الغربة كفنانة؟
– منحتني القوة والاعتماد على النفس، إذ ازددت حباً لانتمائي إلى وطني وللأسرة التي علمتني الصبر وقوة التحمل.
الخوف والمتعة
* منذ مطلع عام 2014 اتجهت لرسم البوستر السياسي لماذا؟
– لأنه يلامس واقعنا بشدة، لذا حاولت أن أجاريه.
* ما الهاجس الذي يداهمك حين تقفين أمام اللوحة تحضيراً للرسم؟
– هاجسا الخوف والمتعة معاً، المتعة والرغبة تجعلاني جريئة أشعر بأن روحي تلتصق بعالم آخر لا أعرفه، عالم يضج بألوان البحار وعواصف الفضاءات ورياح الكون، أذوب في غياهب السكون والصمت، أنسى من حولي، أعيش في غيبوبة تقودني إلى متعة لا نظير لها، كما أريد أن أكون وأكون كما أريد.
آمال تلامسني
* فن الرسم له مدارس متنوعة، فمن أية مدرسة نهلت هيا الشمري؟
– كثيراً ما أجد نفسي في المدرسة الواقعية.
* هل تبحثين عن اللوحة أم أن اللوحة هي التي تبحث عنك؟
– أبحث عن نفسي في اللوحة.
* ما الذي يتحرك في أعماقك ليصل إلى الفرشاة؟
– أفكار كثيرة وآمال وأهداف تلامسني، أنثرها على اللوحة لتصل إلى قلب المتلقي بسهولة.
*أين العراق كوطن من لوحاتك الفنية؟
– العراق موجود بين ألواني وفي حدقات العيون.
* هل لديك أوقات معينة للرسم أو طقس ما، كسماع الموسيقى عند الرسم مثلاً؟
– في كثير من الأحيان أزاول الرسم في منتصف الليل، وأحب سماع الموسيقى دائماً، الهادئة بشكل خاص.
الفرشاة صديقتي
* أي الألوان تعشقينها؟
– الأسود، مع أني نادراً ما استخدمه في لوحاتي.
* ما اللوحة التي تمتلك الكثير من الحب لديك؟
– لوحة تتركز من فئة لوحات (الستيل لايڤ) أحبها كثيراً، فهي قريبة لي.
* هل هناك شخص ما تتمنين أن ترسميه؟
– نعم، أتمنى أن أعيد رسم الموناليزا، لكن بإحساسي ولمستي الفنية، وسأحقق هذه الأمنية في الأيام المقبلة إن شاء الله.
* هل تبكيك الفرشاة أحياناً؟
– الإحساس بالفرشاة يدفعني للرسم أكثر، لذا فهي صديقتي، لا تبكيني، بل تدفعني إلى الأمام، هي مأوى لكل من يلجأ إليها لتفريغ حزنه، هذا شيء أشعر به عند بدء الرسم.
*ما أول لوحة رسمتها في حياتك؟
– منظر طبيعي في مرحلة الابتدائية.
* أي الألوان تضفي جمالاً على لوحاتك؟
– الزيتية من دون شك.
* هل تنصحين الرسامين المبتدئين بممارسة الرسم الرقمي (الفوتوشوب)؟
– لكل شخص ميوله الخاصة، لكن أنصح المبتدئ -بشكل عام- ألا يتوقف عن الإبداع وأن لا يقارن أداءه بمن لديهم خبرة سنوات في عوالم الجمال.
* من أول شخص تحرصين أن يرى لوحاتك بعد إكمالها ويقدم النقد لها؟
– أبي حفظه الله.
* هل تستعينين بالخيال أم الواقع عند بدء التحضير للرسم؟
– استعين بالواقع، من خلال مجموعة أفكار أحاول أن أنفذها على سطح اللوحة.
* ما طموحك مستقبلاً؟
– طموحي أن أنهي دراستي الجامعية لأمارس عملي في العراق.