المدربة الإيرانية شاهناز ياري في أول حوار لها مع “مجلة الشبكة العراقية”: المواهب النسوية تتطلب الصقل لخطف البطولات
مجلة الشبكة/
من المدربات المحترفات المتميزات في عالم الكرة، الإيرانية شاهناز ياري، فبرغم تعاقد الاتحاد العراقي لكرة القدم معها قبل فترة تكاد تكون قصيرة، إلا أنها استطاعت أن تبني فريقاً نسوياً قوياً خلال فترة وجيزة، إذ تمكنت هذه المدربة من قيادة المنتخب العراقي النسوي للصالات في بطولة غرب آسيا التي خطفت كأسها سيدات العراق بعد عروض رائعة في جميع المباريات التي خاضها الفريق، والفضل الأول يعود الى العقلية المميزة لهذه المدربة.
“مجلة الشبكة العراقية” انتهزت فرصة وجود المدربة شاهناز ياري في بغداد فأجرت معها هذا الحوار:
*كيف كانت مسيرتك التدريبية مع الأندية الإيرانية؟
_مسيرتي مع الأندية الإيرانية كانت مع فرق كرمانشاه و دانشكاه رازي وسايبا بالإضافة الى المنتخب الإيراني بالفوتسال، الحقيقة أن مسيرتي مع كرة الصالات تجاوزت الـــ24 عاماً قضيتها كلاعبة ومدربة ومدرسة للأجيال.
*ما أهم إنجازاتك مع المنتخبات الوطنية الإيرانية؟
_حققنا المركز الثالث في اللعبة لمدة ثلاث سنوات، لكن جائحة كورونا أوقفت جميع الأنشطة الرياضية في السنوات السابقة التي كنت أدرب فيها المنتخب.
*كيف هو الاحتراف في العراق؟
_ العراق هو أول بلد احترف فيه، وحققت الإنجاز خلال تسلمي الفريق وفي فترة قليلة، قبل أن احترف في العراق -وفي نفس الوقت- كانت هناك عروض تدريبية عدة أخرى من أندية إيرانية، وهنا كان عليّ اتخاذ قرار مهم وحيوي يغير من مسيرتي في عالم كرة الصالات وفي عالم التدريب بالخصوص، فقررت الموافقة على تدريب المنتخب العراقي للسيدات وخوض تجربة التدريب في بلد آخر، ايضا قدمت لي عروض سعودية مؤخراً سوف أفكر فيها بعد انتهاء عقدي مع العراق.
*هل كنت تتوقعين إحراز المركز الأول في بطولة غرب آسيا ؟
_في البداية لم أكن أتوقع أبدا الحصول على الكأس، كنت اريد أن أثبت نفسي في اللعبة وسمعتي كمدربة، وانا مدرسة للمدربين إضافة الى عملي كمدربة، وعندما تسلمت الفريق النسوي وجدت همّة ومواظبة عاليتين في حضور الوحدات التدريبية من قبل اللاعبات اللواتي صممن على التقيد بما أمليه عليهن من إرشادات وقوانين اللعبة وتعليم بعض الفنون الكروية، في جميع الأمور كانت اللاعبات يطبقن بكل رشاقة واقتدار، الحقيقة اني فرحت كثيرا بالانتظام العالي للاعبات سواء داخل الملعب او خارجه، لذلك فإنهن استحققن الكأس بعد أن قدمن مباريات رائعة، وفي النهاية خطفنا كاس غرب آسيا لأول مرة.
*كيف هو دعم الاتحاد للكرة النسوية؟
_الاتحاد مشكور قدم ماعليه من دعم، لكن بعض الأماكن التدريبية بعيدة عن بعضها إذ لايوجد مجمع رياضي، مثلا قاعة كبيرة او مسبح او جم في نفس المكان، وهذا ياخذ وقتا وجهدا من اللاعبة كما أنه هدر للوقت، اي ان التنقل من مكان الى آخر يرهق اللاعبات.
*هل ستشارك نفس تشكيلة اللاعبات في البطولات المقبلة؟
_لغاية الآن لم نعلن عن التشكيلة الجديدة والنهائية من جولتنا في اكتشاف المواهب في المحافطات، حيث كانت قرابة المئة لاعبة جديدة أجرينا الاختبارات عليهن، لكن امامنا الاختيار من هذه المئة لاعبة، فالتي مستواها عال ولديها سرعة الحركة بالطبع ستكون ضمن التشكيلة كي يتسنى لنا أن نباشر في التدريبات ونكسب الوقت، بحيث يكون مستوى وجهد اللاعبات واضحين، لكي نسابق وندخل في منافسة مع لاعبات البلدان الأخرى اللاتي لديهن لياقة بدنية عالية.
*لماذا عملت اختبارات جديدة اذا كانت هناك لاعبات جيدات في المنتخب؟
_عندما اخترت لاعبات المنتخب كانت هناك 30 لاعبة وأنا قمت بالاختيار، لكن الآن الفرص أكثر أمامي للاختيار كي أصنع فريقا قويا ينافس على البطولات ولكي أعد تشكيلة جديدة ونذهب للبطولات بثقة عالية، نحن أبطال غرب آسيا الآن ولابد أن نحافظ على قوة ورصانة الفريق بالظهور بمستوى عال يليق بالبطل.
*هل وفر الاتحاد جميع الطلبات؟
_لا، لم يوفر الا القليل، القاعات حارة جدا في بغداد وكردستان وهذا يؤ ثر على مستوى التدريب وطاقة اللاعبات.
*الى اي مدى ينافس المنتخب النسوي العراقي على البطولات المقبلة؟
_هناك بطولة في كرواتيا.. والمفروض أن لدينا معسكرا في ايران لهذه البطولة لكن الاجراءات الطويلة تقيدنا، لغاية الآن لم نتدرب ووقتنا حرج والتأخير ليس في صالحنا وهذه الاجراءات مهمة جدا، وهذه كلها تعطل البرنامج التدريبي.
* هل كان حصولكم على كأس غرب آسيا ضربة حظ؟
_انا مدربة طموحة جدا ولا ارضى بالقليل، دائما طموحي الكثير والكثير والفوز لكن بشرط ان يكون المسؤول والادراي هو المسؤول عن الفريق، يوفر لنا كل ما نحتاجة من تجهيزات، من خلال متابعتي الاولية للاعبات احسست اننا سنخطف اللقب الاول وقد تحقق ذلك بفضل الارشادات وعقلية اللاعبات اللواتي عرفن كيفية استغلال الفرص داخل الملعب، فالساحة الرياضية العراقية النسوية مليئة بالمواهب لكنها تحتاج الى صقل من اجل الظهور، وقد حققنا بطولة غرب آسيا بجهد وتعب وكنا نستحق المركز الاول ولم تكن ضربة حظ وانما جاء فوزنا بتفاني وهمة وعزيمة اللاعبات.
شاهناز ياري في سطور
مارست كرة اليد وكانت لاعبة في المنتخب الوطني الايراني لكرة اليد، لكن بعد ان اصبحت رياضة كرة الصالات تمارس بشكل رسمي في ايران للسيدات اصبحت من اوائل المدربات في هذه الرياضة، حصلت على ألقاب وإنجازات عدة في الأندية الإيرانية، وحتى على نطاق المنتخب الوطني، ومن هذه الألقاب والإنجازات الحصول على المركز الثالث في بطولة كاس الحرية التي تقام في روسيا كل سنة.