حاتم العراقي لـ”الشبكة”:سأغني في بغداد قريباً
حيدر النعيمي/
ما أن تسمع صوته حتى تعرفه لتميزه بخامته الرخيمة ولونه الأكثر قربا الى الناس البسطاء الذين ظل يحاكي معاناتهم وأحلامهم في كل أغنياته، انطلق في مشوار كفاح فني من أزقة مدينته الشعبية (الثورة) ليكون اليوم واحداً من المع نجوم الخط الأول في الوطن العربي.
أنه صوت الموال الجنوبي حاتم العراقي الذي راهن على جنوبيته بين الفنانين العرب فكسب رهانه، من غربته الطويلة أصطادته “مجلة الشبكة العراقية” في حوار بلله دمع الحنين الى الوطن.
أ
حلام مؤجلة
* بعيد أنت منذ سنوات عن بغداد التي أنطلقت منها للنجومية ما السبب؟
– بغداد في روحي وقلبي والجميع يعرف هذا الأمر من خلال ما أقدمه في أعمالي الغنائية، فضلا عن الأعمال التي أقدمها لبلدي العراق الجميل دائما ولجيشنا الباسل وشعبنا وجمهوري الحبيب، وهنا أعلن عن طريق مجلة الشبكة العراقية وأعدهم أنني سأكون قريبا جداً في بغداد.
* هل ترى نفسك أنك تأخرت عن العودة؟
– ليس تأخراً وأنما أنتظر أن يهدأ البلد أكثر ومناطقنا ترجع من الاحتلال التكفيري لها، فأنا أشعر أن الفرحة تصبح أكبر عندما تكون الناس في بيوتها مرتاحة والجميع يشعر بأمان وطمأنينة.
* أول مكان ستزوره بعد أن تحط الطائرة بك في بغداد؟
– “ أجاب والدموع تملأ عينيه “ … أزور أمي وبيتنا الذي مازالت صورته في بالي ولا تفارق خيالي مطلقا مثل صورة بغداد الحبيبة، أريد أن أرى أمي وأقبل قدميها وقدمي والدي الغالي، وأحتضن أخواني وناسي وجيراني وأزور كل مناطق العراق الحبيب ان شاء الله.
* مدينة الصدر “الثورة سابقا” مدينتك كيف تتوقع أن يكون استقبالك فيها؟
– “ مع استمرار الدموع” … الحمد لله الناس يغمرونني بالحب من خلال مراسلتهم لي باستمرار وكلامهم الدائم معي كأصدقائي وجيراني ومثلما تعرف قسم من أخواني وأخواتي متواجدون في هذه المدينة الجميلة التي فيها ذكريات كبيرة طيبة، وأصدقائي الذين لا يمر يوم الا ويكون لي معهم ذكرى، وأشعر أن هذا التواصل والحب لهم ولأهل المدينة سوف يكون أكبر.
* قدمت في الفترة الأخيرة أغنيات للجيش العراقي ولاقت صداها في الشارع بشكل كبير. برأيك مادور الفنان خلال الأزمة التي يمر بها العراق؟
– أنا أعتبر نفسي قدمت شيئا بسيطا أمام مايقدمه جنودنا الأبطال من تضحيات، فالمقاتل يقدم روحه ودمه، وأنا مستعد أن أقدم نفسي وأولادي وأخواني في سبيل هذا الوطن . لا يمر يوم الا أشاهد أخبارهم فقلبي معهم ولا يمر يوم اذا لم أبكِ عندما أسمع بأحدهم وقد أمتزج دمه مع تراب الوطن. الحمد لله استطعنا أن نقدم شيئا لجيشنا وللحشد الشعبي ولعشائرنا في سبيل أن نشد من عزيمة جنودنا.
لم أنس بغداد
* متى غادرت العراق آخر مرة؟
– 2002 .
* بعد مرور 15 عاما ماذا تتذكر من بغداد؟
– بغداد لا أنساها ….” لحظة صمت وعيون دامعة “ . بغداد يومي وحياتي وروحي لا أنساها.. أتذكر كل شارع وكل فرع من مناطقنا الحلوة، أهلنا وناسنا وشيابنا وعجائزنا وأولادنا الصغار وساحاتنا الرياضية… مازلت لغاية اليوم أتذكر الشباب جميعهم وهم يلعبون الكرة في المدينة.
* حفلتك الأولى في بغداد هل ستكون للجماهير أم ستكون للنخبة بالأندية الأهلية؟
– ستكون هناك أكثر من حفلة جماهيرية حتى يتسنى الحضور للجميع.
* حاتم العراقي يعني موال الجنوب الجميل، فأي موال ستغني لحظة وصولك؟
– أغني موال: “ساعه وتغيب الشمس ، ساعه ويجيني الليل ، ويراد حيل ودمع ومنين أجيب الحيل ، يامنطقتنا حلم أرجع لأصحابي، وكل ساعة صاحب يجي ويدك علي بابي، محتاج محبوبتي الحلوة أم جفن غافي، وأتمنى هسه تجي وتغفى على جتافي، شما دار بيه الزمن، ابقه العراق ميال، ومنين اجيب الكلب يتحمل الترحال”.
* ماذا تحمل من ذكريات، من أحتفاء الجمهور بك عندما كنت تطل على الالاف في مهرجان بابل الدولي في تسعينات القرن الماضي؟
– ما زلت أذكر أن أول وقوف لي على مسرح بابل الأثري واستقبال الالاف لي شعرت كأنني أغني أمام العراق كله، وبالمناسبة أكبر مكان وقفت فيه هو هذا لانه يمثل حضارة الانسانية. الجمهور العراقي يحبني لأنني قدمت أشياء جميلة وتليق بالأغنية العراقية من خلال الموالات ومحاكاة معاناة الناس.
* تذرف الدموع منذ أن بدأنا اللقاء فكيف تعيش هذا الصراع مع الحنين 15 عاما؟
– قضيتها بحسرات ودموع، وقد مرت علي أيام صعبة كثيرة.
* كيف تجاوزت محنتك؟
– كان في بالي دائما أن أصل بالأغنية العراقية الى أوسع مدى. ولله الحمد قدمت أغاني جميلة حيث الروح العراقية باقية فيها ودليل نجاحها الواسع أن أغانينا صارت تغنى بأصوات عدد من المطربين العرب كما أن برامج المواهب التي تقدم لايمر موسم واحد الا وتجد فيها موالا أو أغنية لحاتم العراقي.
* كيف نجحت في مشوارك الفني وعبرت محطاته الصعبة؟
– أعتقد أن السبب الرئيس هو تواضعي وحب الناس وحبي لهم ومن خلال الكلام واللحن والأداء والتوزيع باختيار أرقى الكلام وأفضل الملحنين… وبالطبع محبة الناس شيء كبير لا يجب أن نفقده ولا نفقد التواصل معهم.
اختلاف الإختيارات
* يقال أنك عانيت كثيرا من شظف العيش في بداية حياتك؟
-الانسان المكافح هو الذي يخرج من منطقة بسيطة ويصل الى طموحه. وبالمناسبة أغلب الفنانين والرياضيين والأدباء والشعراء خرجوا من مدينة الصدر وهي مدينة معروفه بكفاح أبنائها، إذ تربوا على حب الأرض والوطن لأنهم جميعا من طبقة الفلاحين من محافظات الجنوب ومنهم تعلمنا كيف نعتمد على أنفسنا.
* أول “كاسيت” لك في أي عام؟
– عام 1989 بعدها أطلقت أغنية “أنا اللي عذبني حبيبي” كفيديو كليب، وهي من كلمات على العتابي والحان صلاح البحر وتعتبر الشرارة الأولى لمشوار الشهرة وتعريف الناس بي، وكانت من اخراج صبري الرماحي بعدها عززتها بأغنية “تمنيت” و”يا راحلين وتاركيني”.
* يؤخذ عليك أنك كنت صاحب حظوة عند المسؤولين في النظام السابق كيف ترد؟
– بالتأكيد الفنان ذو حظوة عند الخاصة، وكذلك عند عامة الناس وهو المرآة العاكسة لهموم المجتمع والبيئة التي ينتمي إليها، والفنان يبذل قصارى جهده في ايصال الفن الحقيقي الذي يلامس هموم الناس وأحاسيسهم، فالذي قدمته خلال مسيرتي الفنية وحب جمهوري العزيز الذي احترمه كثيرا هو سبب شهرتي وانتشاري في بلدي الحبيب العراق وجمهوري في البلاد العربية العزيزة على قلبي، ولا تزال أعمالي تغنى وتردد في الكثير من المناسبات، وشكري وتقديري لكل احبتي وجمهوري العزيز في كل مكان.
* بعد مرور (25) عاما على هذه النجاحات ما الذي اختلف بين حاتم العراقي الأمس واليوم ؟
– حاليا هنالك نضج بصوتي وكذلك من ناحية الاختيار، وبالمناسبة في انطلاقتي الأولى كنت أتعامل مع شعراء مهمين مثل عادل محسن، حسين الشريفي، سمير صبيح، وخصير هادي، ماجد عودة، حسين السعدي، حاليا اختلفت الاختيارات بسبب تطور الأغنية ولكن شرطي أن تكون فيها الأصالة.
* هل تتفق معي بأن أغنية “أشوفك وين يا مهاجر” هي كمصباح علاء الدين الذي اطلقك لمديات بعيدة من النجومية العربية؟
– طبعا أنها أغنية مهمة فيها معان كبيرة، وهذه لها حكاية كون أن الشركة المنتجة أوفدتني لتصوير أغنية “أصعد جبل وأعبر نهر”، ولكن أنا صورت “أشوفك وين يامهاجر”، وهي من كلمات كاظم السعدي والحان وليد الشامي وتوزيع نشوان طلال.
* كلمة لجمهورك العراقي والوسط الفني؟
– للوسط الفني أقول لهم عليكم الرفق بالأغنية العراقية، لأنها الآن تمر بأزمة بسبب بعض القنوات التجارية التي تسيء لها، فالذي صوته جميل سوف ينجح من دون أمور أخرى، لماذا نسمح لأصوات نشاز أن تسيء للجمهور من خلال كلام بذيء على أساس خالف تعرف. أنا اتعحب ألا يحسب الفنان حساب أهله كيف سيسمعون الأغنية.
أما للجمهور فأقول ان شاء الله يعم الخير والسلام عراقنا الحبيب وأنا بأقرب وقت سأكون بينكم.